بنس وهايلي يتنافسان في "إيباك" من أكثرهما وداً لـ"إسرائيل"

الساعة 05:19 م|06 مارس 2018

فلسطين اليوم

تنافس السياسيون الأميركيون من أعضاء الكونغرس وبمستويات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على من أكثرهم يحمل عشقا مطلقا للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان ، وفي الوقت نفسه يكن العداء للقضية الفلسطينية، حيث اصطفوا الاثنين، في طوابير المتحدثين في مؤتمر اللوبي الإسرائيلي "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة – إيباك" واحداً تلو الآخر يعددون محاسن إسرائيل ويتوعدون أعدائها ومستعرضين سجلاتهم في دعم إسرائيل .

وقال بنس، الذي يروج في العاصمة الأميركية أنه "المحرك" وراء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة ، في كلمته "إن الرئيس ترامب وعد بنقل السفارة إلى القدس وفعل ذلك - - وسننقلها في شهر أيار المقبل" مدعياً أن ذلك يخدم السلام وأن الإدارة لم تتخذ أي خطوات لاستباق "قضايا الحل النهائي". كما ألمح لاحتمالات دعم الإدارة لحل الدولتين مع الفلسطينيين، "إذا وافق الجانبان على ذلك"، بيد انه قال أن "الأمن الإسرائيلي غير مطروح للتفاوض".

وتابع بينس قائلا "نعرف أن السلام ممكن ... رياح التغير تهب عبر الشرق الأوسط والأعداء القدامى أصبحوا أصدقاء ... أبناء إسحاق وإسماعيل سوف يلتئمون سويا".

وتعهد بينس بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وكان الرئيس دونالد ترامب أعلن في تشرين الأول الماضي قد سحب الإقرار بالتزام إيران الاتفاق الذي يهدف إلى ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني.

وأكد بينس خلال حديثه على متانة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب "وعد بالوقوف إلى جانب إسرائيل ضد معاداة السامية على المسرح العالمي". وأضاف أن "أيام لوم إسرائيل ومهاجمتها في الأمم المتحدة ولت".

وكان بنس قد تحدث أمام الكنيست الإسرائيلي يوم 22 كانون الثاني الماضي معبراً عن سعادته للاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

أما نيكي هايلي فلم تدخر شيئاً في إطرائها على إسرائيل ومدى عشقها لدولة الاحتلال.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة المعروفة بكرهها للقضية الفلسطينية أمام مؤتمر إيباك مساء الاثنين ، إن إصرار إدارة ترامب على معاملة عادلة لإسرائيل في الأمم المتحدة "هو في الواقع مطلب للسلام نطالب به " ولا نستجديه.

وادعت هايلي –التي كانت قد تبجحت بأنها نجحت في حرمان رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض من الحصول على منصب مرموق في الأمم المتحدة- أن تحيز الأمم المتحدة ضد إسرائيل "قوض طويلا السلام بتشجيع الوهم بان إسرائيل سوف تختفي ببساطة". بيد أن إسرائيل أكدت "لن تختفي. عندما يدرك العالم ذلك، يصبح السلام ممكنا "لأن كل الأطراف سوف" تتعامل مع الحقائق دون تخيلات "و" يمكن التوصل إلى حلول توفيقية معقولة، في إشارة إلى عزم إدارة ترامب على شمل المستوطنات الإسرائيلية تحت سيادة الاحتلال وبقاء قوات الاحتلال ألإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وتخلي الفلسطينيين عن حق العودة في أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأشادت بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس المحتلةعاصمة لإسرائيل، وتوقعت أن ه "سيأتي اليوم عندما يحذو العالم بأسره حذو أميركا ويعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل". وقالت إنها تعتزم التوجه إلى القدس لحضور حفل افتتاح السفارة الأمريكية هناك في 14 ـيار المقبل الذي يصادف الذكرى ال70 للنكبة الفلسطينية.

وكان خطاب هالي أكثر خطابات المؤتمر مثيراً للحب المتبادل بين المؤتمرين والمتحدثين حيث قاطعوها مراراً بالتصفيق العالي وبالقول "نحن نحبك" وهي تقول لهم "أنا أحبكم أكثر".

ووصفت سلسلة من ما اعتبرته تجاوزات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار اليونسكو الذي وصف قبر البطارقة في الخليل بأنه "موقع تراثي فلسطيني في حاجة إلى الحماية من إسرائيل".

وقالت أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) "واحدة من أسوأ سجلات التحيز ضد إسرائيل وهي محاولة "شنيعة" لتغيير التاريخ القديم " وأضافت "بعد عشرة أشهر من هذه الإدارة انسحبت الولايات المتحدة من اليونسكو".

وادعت هايلي أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقدس واليونسكو والأونروا وآخرون، "بكل بساطة أن إسرائيل يجب أن تعامل مثل أي دولة أخرى طبيعية".

وهكذا، فإن الولايات المتحدة، تعهدت، بأن لا تستمر معاملة كأنها "نوعا من الكيان المؤقت . وعلاوة على ذلك، "لا يمكن أن يكون الحال هو أن بلد واحد فقط في العالم لا يستطيع اختيار عاصمته (إسرائيل بالنسبة للقدس) وبالمثل، لا يمكن الدفاع عن أن اللاجئين الفلسطينيين، يجب أن يستمتعوا وبشكل فريد، بخصوصية تسمح لهم بالنمو إلى الأبد ". أو أنه في الأمم المتحدة، وهي منظمة تضم 193 بلدا،" ينفق نصف وقتها على بلد واحد فقط –ومعاداة إسرائيل ".

وقالت انها استمتعت باستخدام الفيتو الأميركي لمنع تصويت مجلس الأمن الدولي (يوم 18 /12/2017) برفض قرار ترامب - على عكس ذلك "اليوم المخجل لأمريكا" عندما رفضت الإدارة السابقة استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية (يوم 23/12/2016).

وعادت مرة أخرى اتذكر صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي قال أنها "يجب أن تخرس" بالقول "إنني لن أخرس وسأدافع دوماً عن إسرائيل".

وكانت "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العام –إيباك" المعروفة ب"اللوبي الإسرائيلي" قد أطلقت أعمال مؤتمرها لهذا العام الأحد 4 آذار 2018 وسط حشد غير مسبوق حيث تدعي المنظمة المعروفة بابتزازها للسياسيين الأميركيين لتأييد إسرائيل بشكل مطلق أن عدد المشاركين لهذا العام تجاوز أل18 ألف مشارك "بما فيهم نصف أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي (50 سيناتوراُ) وثلث أعضاء مجلس النواب (145)" .

وقال رئيس الجمعية المعروفة بدفاعها عن سياسيات إسرائيل الاستعمارية والرجعية مورت فريدمان مخاطباً الحضور "لأصدقائي في المجتمع التقدمي أريد أن تعرفوا اننا شركاء فى هذا المشروع" مدعيا أن إسرائيل "بلد تقدمي" محذرا من أن "هناك قوى حقيقية جدا تحاول سحبكم (التقدميون) من هذه القاعة وخارج هذه الحركة، ولا يمكننا أن ندع ذلك يحدث - لن ندع ذلك يحدث!" في إشارة إلى مساعي المنظمة لإرباك محاولات التقدميين (من الجالية اليهودية الأميركية) دعم حركة مقاطعة إسرائيل .

وتبجح فريدمان إن إسرائيل "تحظى بتأييد الحزبين وإن الحفاظ على دعم الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لإسرائيل هو أمر بالغ الأهمية في زمن الاستقطاب".

وقال فريدمان مخاطبا اليهود الأميركيين هناك دافع للانسحاب من السياسة للتراجع إلى زوايا حزبية ولتشويه صورة الطرف الآخر. ولا يمكننا ان ندع تلك النبضات تنال اليوم ".

وشهدت منظمة إيباك في السنوات الأخيرة تراجعا في تأييد الديمقراطيين لإسرائيل بسبب استمرار الاحتلال والاستيطان والقمع ضد الفلسطينيين.

وظهرت مظاهر البهجة على المؤتمرين بسبب ما حققه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوعود التي قطعها لإيباك على مدى السنوات بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية والسعي إلى إلغاء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

واصطف السياسيون الأميركيون بمن فيهم زعيمي الأغلبية والأقلية في الشيوخ والنواب واحداً تلو الآخر مستعرضين ولائهم التاريخي والكامل لإسرائيل ودعم قضاياها دون تردد أو هوادة.

وسيلقي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خطابه أمام المؤتمر اليوم الثلاثاء 6/3/2018 .

كلمات دلالية