تجاوز للخطوط الحمراء 

تقرير "السلطة" تحرق قلوب أهالي شهداء 2014!

الساعة 02:29 م|06 مارس 2018

فلسطين اليوم

"أنقذوا أطفال الشهيد"، "استجيبوا لصرخات أمهات الشهداء"، "نُريد أن نحيا كراماً" صيحات انطلقت من حناجر عائلات شهداء عدوان 2014 تطالب السلطة ومنظمة التحرير بصرف مخصصاتهم المالية، وإنهاء معاناتهم المستمرة منذ أربع سنوات.

ويعاني أهالي الشهداء ظروفاً مادية صعبة جراء فقدانهم المُعيل الأول والثاني للعائلة، وغالبية الشهداء البالغ عددهم حوالي 1943 شهيداً هم متزوجون ولديهم أطفال في سن مبكرة.

وتحتشد عائلات الشهداء، في كل يوم ثلاثاء، أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بمدينة غزة، للمطالبة باعتماد كشوفاتهم ضمن قوائم منظمة التحرير لشهداء الشعب الفلسطيني.

أبو عمر بكر (55 عاماً) واحدٌ من ذوي شهداء عدوان ،2014 يقول: "فقدت عدد من اولادي في العدوان الإسرائيلي، وهم كانوا بالنسبة لي أمل المستقبل في الوقوف إلى جانبي وجانب عائلتي، اليس من حقنا أن يكون لنا مستحقات شهرية كباقي أسر الشهداء؟!، أين السلطة من معانتنا؟!، أين المنظمة التي أنشئت لرعاية الجرحى والشهداء والأسرى؟!، اين تدعيم الحاضنة الشعبية الفلسطينية في مواجهة إسرائيل؟!".

وأضاف متسائلاً: "أين حقوق أهالي الشهداء؟! هل يعقل أن يكون هذا حال أهالي الشهداء؟! يستنجدون المسؤولين لأخذ حقهم؟! أين كرامة الشهداء؟ هل يعقل أن نعتصم بالشوارع تحت المطر والبرد والشمس من أجل المطالبة بحقوقنا؟!".

وطالب بكر السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ممثلة برئيسها محمود عباس بصرف مخصصاتهم المالية وإنهاء معاناتهم المستمرة.

من جهتها؛ تقول والدة الشهداء "ولاء وأحمد ومحمود القايض": "لقد استشهد أبنائي، وقصف منزلي، ورغم كل ذلك الوجع أحرم من أبسط حقوقي بالحصول على مستحقات مالية تساعدني بعض الشيء على الحياة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها بغزة".

ولفتت إلى أن وضعها المادي صعب جدا، وكثير من الوقت لا تجد ثمناً للمواصلات، لنقلها إلى مكان الاعتصام خاصة أن زوجها مريض، ولا يستطيع العمل.

وحذّر أهالي الشهداء من استمرار السلطة ومنظمة التحرير بتجاهل ملف شهداء عدوان عام 2014.

في السياق، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الثلاثاء، وقفة تضامنية مع أهالي شهداء عدوان 2014، داعية السلطة ومنظمة التحرير لحل هذه المعاناة واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حقوق أهالي الشهداء والجرحى والأسرى.

وقالت الجبهة في كلمتها التي ألقاها مروان ابو نصر خلال الوقفة :"إن معاناة أهالي الشهداء هي جزء لا يتجزأ من معاناة أهالي القطاع وتأتي ضمن سلسلة العقوبات المفروضة كخصم رواتب الموظفين الغزيين" واصفةً التبريرات التي يسوقها المسئولون من أجل حرمان أهالي الشهداء من حقوقهم غير مقبولة وهي عذر أقبح من ذنب".

وطالبت الجبهة، المؤسسات الحقوقية بالضغط على الحكومة والجهات المسئولة لحل هذه المعاناة واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حقوق أهالي الشهداء والجرحى والأسرى، مجددة دعمها الكامل لمطالب أهالي الشهداء المتمثلة بصرف مخصصاتهم المالية وحل مشكلة شهداء عام 2008.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء علاء البراوي: "إن اللجنة بدأت اعتصاماتها عام 2008 وذلك بعد عجز جميع الجهات عن صرف مخصصات عدوان 2008"، مضيفًا أن "الاعتصامات استمرت 65 شهرا حتى استطعنا الحصول على مخصص مبدئي".

وأكد على أن اللجنة ستستمر في مطالباتها لصرف مخصصات أهالي شهداء 2014، مشيرا إلى أن أهالي شهداء العدوان الأخير لم يتلقوا أي مخصصات مالية حتى هذه اللحظة.

وقال البراوي: "عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس وعدنا بالسير في هذا الطريق والحصول على مخصصات الشهداء، وأكد لنا أن توصية بحل المشكلة رفعت من اللجنة المركزية إلى الرئيس محمود عباس".

بدوره، أكد رئيس مؤسسة أسر الشهداء والجرحى بغزة محمد النحال: "إن حالة الانقسام التي نعاني منها أكثر من عشر سنوات هي السبب في تأخر اعتماد كشوفات أهالي الشهداء في الحروب".

وأوضح النحال على أن الاعتماد المالي كان خلال السنوات الماضية لحالات قليلة، فيما توقفت الاعتمادات بشكل نهائي بفعل الانقسام، مشيرًا إلى أن مؤسسته لا تزال تنتظر اعتماد الكشوفات.

وقال: "قضية الشهداء قضية اجماع وطني فلسطيني كقضية الجرحى والأسرى، وبعد حرب 2014 عملت المؤسسة على جمع أسماء أسر الشهداء بمتابعة المديرة العام للمؤسسة انتصار الوزير ووزارة المالية"، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي مبرر للتأخير من قبل أي جهة كانت، وأن هناك قصورًا من الجميع.

الجدير ذكره أن شهداء العدوان الأخير على غزة لم يعتمدوا بعد ضمن الهيكليات الرسمية لمؤسسة رعاية أسر الشهداء.
 

كلمات دلالية