تقرير رسالة إلى العالم الحر
الساعة 01:25 م|04 مارس 2018
فلسطين اليوم
قَصد والد الأسير مجد عويضة، البحر ليطلق رسالة علّها تصل عبر أمواجه الحارة إلى الجانب الآخر للعالم الحر، يناشد عبرها أصحاب الضمائر بأن يحركوا ساكنهم ويقفون وقفة فاعلة مع قضية الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
عويضة جاء برفقة عشرات من أهالي الأسرى، والمتضامنين، لإيصال رسالة للعالم الحر ولجمعيات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي بشكل عام حتى يخرج الصمت المؤلم الذي اعتاد عليه الفلسطينيون باتجاه حقوقهم، وتحديداً حق المعتقلين وخاصةً الإداريين الذين أصبح لهم اليوم الثامن عشر على التوالي.
اهمال طبي متعمد
وأوضح عويضة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المعتقلين يخوضون معركة من أجل المطالبة العادلة لاسترداد حقوقهم ووقف سياسة الاعتقال الإداري، والمطالبة بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين الإداريين الذين فاق عددهم 500 معتقل إداري منهم من أمضي عشرات وسنوات داخل هذا الاعتقال الإداري المتبرئ منه".
ويخشى المواطن عويضة على مصير ابنه من الإهمال الطبي المتعمد، مستذكرًا استشهاد الأسير حسين عطا الله مؤخًرًا.
وناشد من أجل ذلك المؤسسات الدولية بأن تتدخل لإنقاذ الأسرى المرضى من الإهمال، خاصةً أن الاحتلال يرفض إدخال العلاج لهم كسياسة "موت بطيء" إلى حين أن يستشهد الأسير.
وكان عشرات المعتقلين في سجون الاحتلال، قد ارتقوا شهداءً نتيجة الإهمال الطبي المتعمد حيالهم، فيما استشهد بعضهم خلال اعتقالهم وكان آخرهم المعتقل ياسين عمر السراديح (33 عاماً)، من أريحا الذي استشهد جراء ضربه من قبل جنود الاحتلال خلال اعتقاله نهاية الشهر الماضي.
وشارك عويضة في وقفةٍ في ميناء غزة نظمتها الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد "وفريق نبض الشبابي وأهالي الأسرى السبت، تحت عنوان "رسالة إلى العالم الحر".
وطالب عويضة اللجنة الدولية للصليب الأحمر كهيئة مستقلة بتفقد السجون وتقديم العلاج المناسب، وأخذ وفود طبية محايدة لتفقد الامراض المزمنة للأسرى داخل سجون الاحتلال.
وقال بألم: "أطالبهم أن يرفعوا مطالبنا للهيئات الدولية وإلى الاعلام حتى يطلع المجتمع الدولي على كل هذه الجرائم المرتكبة بحق أبنائنا في سجون الاحتلال".
رسالة شبابية
من جانبه، قال المدير العام لفريق نبض الشباب الفلسطيني يوسف مهنا: "إن فعالية رسالة إلى العالم الحر، هي إنسانية شبابية لإيصال صوت الشباب بأنه الداعم الأول كعمادة للأمة وكقوة هذا المجتمع للأسرى ونخص الاعتقال الإداري والإهمال الطبي".
وأكد مهنا في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن للأسرى حرية وأن قضية الأسرى جزء من الحق الفلسطيني لا يجب السكوت عنه، وأنهم كشباب مسؤولين أمام الله ثم أمام المجتمع والوطن على أن يدافعوا ويقفون بجانب الأسرى".
وأفاد مهنا، أن حقوق الإنسان كمنظمات هي فقط مجرد أسماء بالنسبة للفلسطينيين بالذات.
وتساءل: "أين هيئة الأمم المتحدة مما يحصل في سجون الاحتلال، وأين هم من الاعتقال الإداري والإهمال الطبي والأمور الإنسانية التي يعاني منها المرضى داخل السجون".
وشدد، على أن مطالب الأسرى هي حقوق لهم يجب أن يتلقوها كالحق في الإنسانية والتعامل الإنساني داخل سجون الاحتلال، والحق في عدم التعذيب والحق في التعليم وتلقى رعاية صحية ملائمة لهم داخل السجون ونقف في قضية الأسرى ولا نفرق بين غنى ولا تنظيم وندعم القضية.
مأساة متزايدة
من جهته، قال عضو مجلس إدارة الهيئة الدولية لحقوق الانسان ناهض خلف:"إن سياسة الاعتقالات ما تزال تشكل أحد أعمدة هذا المشروع الصهيوني، وتهدف في حقيقتها إلى كي وعى أبناء الشعب الفلسطيني، وكسر أرادة مقاومة مجتمعنا وقتل نموه وحيويته وعزل مقاومته.
وأكد خلف، أن المعتقلين الفلسطينيين الذين يقبعون في أكثر من عشرين سجنا ومعتقلا ومركز تحقيق وتوقيف إسرائيلي، يمرون في أصعب المراحل وأقساها وربما أخطرها منذ خلت، فالانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية التعسفية مستمرة، ومتعمدة يصعب حصرها وازدادت مأساة بالآونة الأخيرة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تتعمد اتباع سياسة حرمان المعتقلين والأسرى الفلسطينيين من الرعاية الصحية.
وذكر أن الكنيست الإسرائيلي يساند حكومات إسرائيلية متعاقبة وجهات قضائية تتنكر دومًا لأبسط مبادئ وقواعد الإنسانية الراسخة في التشريعات والأعراف الدولية.
وأوضح خلف، أن الاحتلال يستمر بتطبيق سياسة الاعتقال الإداري، التي نددت بها هيئة الأمم المتحدة واعتبرتها نوعا من العقاب، كون أن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من اعتقال الفلسطينيين أداريا وفقا لقوانينها الداخلية هو اعتقال تعسفي غير قانونى يتنافى مع أبسط المعايير الدولية لحقوق الانسان.
