سوريا، مستشفى 601 -يديعوت

الساعة 12:56 م|04 مارس 2018

فلسطين اليوم

شهادات من الجحيم

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: شهادات تقشعر لها الابدان تنتظر لائحة الاتهام بجرائم الحرب للاسد ونظامه - المصدر).

مسشفى 601، في عمق المعسكر الاكبر لسلاح الجو السوري قرب مطار دمشق هو مكان رهيب. حمادة ابن الـ 24 من سكان دير الزور الذي القي به الى السجن بعد الاشتباه به بالتعاون مع معارضي الاسد تلقى تحذيرا جارفا الا يغرى فيطلب علاجا طبيا. فقد حذروه الا يصل فقط الى هذا المكان الرهيب. ومع ذلك بعثوا بحمادة لان يتلقى الحقنة الاصعب في مسلسل التعذيب الوحشي. وقد نجح في النجاة، رشى سجانيه، وفر من سوريا كي يروي قصته التي تقشعر لها الابدان.

 

مثله، الاف آخرون يحتفظون في اسفل البطن المجروح بالصدمات الكهربائية والجلد شهادات تقشعر لها الابدان. "سيزار" واحد آخر نجح في الفرار، خبأ في جرابه 55 الف صورة سجلت على قرص صغير واصبحت وثيقة نادرة لجرائم الحرب التي يرتكبها الحكم السوري ضد مواطنيه. كومة وثائق اخرى تعرض المحاضر من الجلسات الاسبوعية لـ "مجموعة الازمة" بمشاركة قمة

 

القيادة العسكرية. كل يوم اربعاء، منذ سبع سنوات، تنعقد في القاعدة العسكرية المزة في المطار للبحث في سبل معالجة "اعداء النظام".

 

في مدينة اوروبية باردة التقيت نعيمة، واحدة من طاقم جمع شهادات ضد الاسد. ملاك كريس انجلس، محامي امريكي يعنى بحقوق الانسان – وواحدة من 150 رجل وامرأة يتكلمون العربية ممن اجتازا تأهيلا خاصا بهدف اعداد لوائح اتهام ضد الرئيس السوري وضد ضباط كبار في الجيش واجهزة الاستخبارات السورية. لا اعرف متى، اذا كان على الاطلاق، سيقدم بشار الى المحاكمة، تقول نعيمة. نحن نستعد للحظة التي يتقرر فيها عقد محاكم نيرنبرغ بالصيغة السورية. خمسة ملايين هربوا، نصف مليون (على الاقل) قتلوا، عشرات الاف المفقودين ومليونان آخران يدورون في سوريا نفسها، بلا مأوى، بينهم عشرات الاف الاطفال.

 

وحسب الشهادات، فان النظام السوري يعمل بشكل مرتب. "مجموعة الازمة" تحدد اهداف الهجوم، وطيارو سلاح الجو يتلقون الاوامر قبل ساعات فقط من تنفيذها، خوفا من التسريب. وعلى الارض زعران النظام وضباط المخابرات يواصلون تنفيذ الاعتقالات. كل حملة، كما يتبين، تنال توثيقا مفصلا: الهدف، اسماء المعتقلين، الشهادات من داخل التحقيق، وحتى اساليب التحقيق.

 

طلبت من نعيمة ان تختار الشهادات الاصعب من بين مئات المحادثات التي ادارتها مع لاجئين من سوريا. طفل صغير، ابن عشر سنوات فقط، فقد الرغبة في الحياة بعد ما فعلو به في غرفة التحقيق. سجلت كل كلمة، تروي نعيمة والدموع تذرف من عيني حين ظننت ان الاسد الوحش هو طبيب في اختصاصه، اب لثلاثة اطفال، من عمر البائس الصغير الذي جلس امامي.

 

هم لا يعرفون بعد، ملائكة انجلس، ماذا سيكون مصير شهادات الفظاعة. نعيمة تروي بانها تحرص على التوجه للاجئين برقة، وفي معظم الحالات تلقى ردا سلبيا. فالرجال يمتنعون عن اعادة الحديث عن التنكيلات، والنساء يسعين الى نسيان الاغتصاب الجماعي لغرف التحقيق. بعد خمس سنوات من جمع الشهادات، تقول نعيمة، نحن نعرف بانه لا توجد سجينة نجحت في انقاذ نفسها من الممارسات الفظة للمحققين، مساعديهم، وكل لابسي البزات ممن طاب لهم ان ينضموا.

 

الصور القاسية من أقبية التعذيب، الافادات التي جبيت بالعنف والمحاضر من جلسات "مجموعة الازمات" تخزن قيد الانتظار. الاعلام العالمي يستيقظ ببطء. وفي افتتاحيات الصحف الرائدة يحاولون اخيرا انقاذ ضمير العالم. ومن الشهادات تتبين بشكل واضح مسؤولية الاسد المباشرة الذي يرفع الهاتف للقيادة الروسية في سوريا ويطلب الاسناد الجوي من الطائرات القتالية.