اليوم دفن اليسار اليهودي- هآرتس

الساعة 12:25 م|01 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: عبد ل. عزب

(المضمون: بعد انسحاب غلئون وغيلئون فقد دفن اليسار الاسرائيلي وأصبح حزب ميرتس مثل الاحزاب الاخرى وسيشارك في أي حكومة مستقبلية تحت شعار التأثير من الداخل - المصدر).

اليوم دفن اليسار اليهودي. أنا احاول اقناع نفسي بأن هذا سيء، لكني لا أنجح في ذلك. مع اعتزال زهافا غلئون وايلان غليئون من المنافسة على رئاسة ميرتس فان اليسار اليهودي خارج حداش مات بصورة نهائية. فعليا، هذا هو الحكم على كل اليسار في اسرائيل. من الآن هناك انواع مختلفة من اليمين والتي هي من كل النواحي العملية – يمين متطرف.

من الممنوع ايهام انفسنا: آفي غباي هو يئير لبيد وهو نفتالي بينيت وبنيامين نتنياهو، هو غوفشتاين وكهانا حي. الفروق هي في الصياغة، الاهداف والتوجهات هي نفسها. من يؤيد آفي غباي فهو يؤيد فعليا منظمة لاهفاه. من يؤيد يئير لبيد فهو يؤيد فعليا باروخ غولدشتاين.

انسحاب غلئون وغيلئون يفتح فصل جديد في تاريخ ميرتس، تاريخ اليسار واسرائيل. تداعيات هذا الفصل ستكون بعيدة المدى الى درجة تصل الى كل الشرق الاوسط. من الآن ليس هناك حتى حول يساري، ايديولوجيا يسارية حقا، الآن سيكون هناك سيطرة كاملة لمؤيدي التطبيع مع ليبرمان. الآن ميرتس ستكون في كل ائتلاف مستقبلي مع بينيت وكهانا حي، الاساس أن تكون في الائتلاف "وتحاول التأثير من الداخل". الآن لن يكون هناك صوت واحد يصرخ ضد الحرب القادمة باستثناء صوت حداش، الذي لا يسمعه اليهود على الاطلاق. الحركة الاسلامية وبلد ستكون في نشوة حقيقية، لأنه بدون حروب ليس لعقيدة الكراهية الخاصة بهم أي تبرير، هي فعليا اليمين الفاشي العربي. الآن "الاحتلال" سيذكر فقط في سياق ذكرى الكلمات التي استخدمت في السابق، ويوجد هناك بعض من الثابتين فكريا الذين ما زالوا يستخدمونها.

من الآن يمكن تصور الوزارات التي سيحصل عليها ميرتس في حكومة نتنياهو القادمة، الاصلي أو المزيف، لكنه ليس أقل سما، لبيد. هذه الحكومة المستقبلية ستضم المناطق المحتلة وميرتس لن ينسحب من الحكومة. سيقولون لقد دخلنا من اجل محاولة منع تحول الفلسطينيين الى اشخاص بدون مكانة. من الواضح أنه ليس لنا نية لمنع الضم أو تحول الفلسطينيين الى مواطنين من

الدرجة السادسة، بما في ذلك الذين حتى الآن كانوا من مواطني اسرائيل. سنحاول منع التطبيق الكامل لحلم سموتريتش، لكن ليس بالامكان منع ذلك نهائيا. ما العمل، السياسة هي فن الممكن، وفي الائتلاف يجب التنازل. الحكومة ستشن حرب ضد سوريا حيث أنه "ليس بالامكان أن نسمح لحرس الثورة الايراني التمركز في مدى اطلاق النار على بلدات الشمال". وفي الحرب مثلما في الحرب، "شعب اسرائيل يجب أن يكون موحدا أمام التهديد الخارجي".

الحكومة ستخدم بصورة اكبر الرأسمالية الجشعة وارباب المال القائمين على رأسها. وماذا في ذلك؟ لم نقل في أي يوم إننا اشتراكيون، وللحقيقة دائما قرفنا من الشيوعية. وحقيقة أن الانظمة الرأسمالية مثلما في الولايات المتحدة تشكل نجاحا اقتصاديا اثبت نفسه.

ولأن الحكومة المستقبلية التي سيكون ميرتس جزء منها ستقوم بضم المناطق المحتلة، فليس هناك مبرر للحدث عن حل الدولتين. كما يقولون بلغة الساحل القديمة: هذا اصبح امرا قديما مهجورا. لكن نحن فرسان حقوق الانسان وحرية الفرد. لن نسمح لليبرمان بتحميل العرب في الحافلات ورميهم خلف الحدود، الشرقية أو الغربية، كما لن نسمح لسموتريتش بأن يقوم بـ "ابادة شعب" (محظور استخدام هذه الكلمات)، لن نسمح لهؤلاء الفاشيين بتطبيق احلامهم. سنقيم مناطق سكنية ينقل اليها العرب، مع اكراه وعنف بالحد الادنى. هناك سيحصلون على حكم ذاتي، أليس هذا ما ارادوه، صحيح؟ لن نسمح بطرد طالبي اللجوء، لكن ايضا هنا يجب التنازل: سنناضل بكل قوة بأن يبقى على الاقل 2 في المئة.

في نهاية ولاية الحكومة، سنصدر تطبيق للناخب، وخاصة "الجمهور الجديد"، بما في ذلك المستوطنين، الذين سيطلق عليهم القاطنين والطلائعيين، بما في ذلك مصوتو ميرتس وحزب العمل. "الجمهور الجديد" سيرى أننا في الحقيقة "البيت اليهودي" فقط أكثر قليلا علمانيون. صحيح أننا تنازلنا عن قصة المواصلات والاعمال التجارية في يوم السبت، لأننا ايضا نرى في اسرائيل وطن للشعب اليهودي، لهذا يجب علينا أن نحترم فيها السبت لأن ذلك هو ما حافظ على شعب اسرائيل على مدى الخمسة آلاف سنة الاخيرة. كذلك نحن ندرك جيدا قيمة مصوتي المدارس الدينية الذين يتعلمون التوراة. هذا التعليم هو ما يقوينا روحيا. من الواضح أن التجنيد الالزامي للجميع أو المساواة في العبء هي شعارات فارغة أكل الدهر عليها وشرب. العالم يسير الى الامام وفي العالم

الجديد لا يوجد مكان لهذيان بروح العلمانية و "أن يعيش كل شخص حسب معتقداته". كم هو جيد ومريح جلوس ميرتس وبينيت معا، لأننا أخوة.

كيف حالك يا عيساوي فريج؟