يسار ويمين، ليبراليون ومتدينون – يتطلقون - هآرتس

الساعة 12:24 م|01 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي كلاين

(المضمون: بعد سبعين سنة من الزواج ومحاولة الصهر تبين أن الاعتماد على الكارثة لا يكفي لبناء شعب واحد - المصدر).

هذا لم يكن يوما ما سعيدا، لكن احيانا كان اجباريا. الضرر الموجود في تفكيك الزوجية يوزن مقابل معاناة في الاستمرار. الطموح هو الانفصال بصورة مهذبة ومؤدبة. بدون شجار وبدون صراخ (الاولاد)، بدون نقاشات على الاملاك، لا أحد سيغادر، كل واحد له زاويته. من معه اموال ليصرفها على سكن منفصل؟.

لدينا لن يتم رمي حقيبة على السرير مثلما في الافلام. ولن يغلق احد الباب خلفه بشدة. نصف الشعب ينظر الى الخلف ويقول لحظة، هذا ايضا لي. ويدخل الى مستطيل ضيق وطويل على طول شاطيء البحر، يتنفس هناك ويتظاهر هناك ويرسل من هناك لنفسه تعليقات تدهش من شدتها.

الانفصال لم يأت في أي يوم مرة واحدة، هو يتشكل على مدى الزمن، احيانا سنة أو سنتين واحيانا سبعين سنة. سبعين سنة هي فترة طويلة في حياة الانسان وهي لا شيء في حياة شعب. بعد سبعين سنة من الحياة الزوجية نحن ننفصل. نحن العلمانيون – الليبراليون وهم التقليديون – القوميون. الآن مسموح لنا الاعتراف: لم نكن يوما ما سعداء. لم نحب الحقيقة، ولا

مرة كان الامر جيدا لنا معا. عندما كان الامر جيدا بالنسبة لنا كان سيئا بالنسبة لهم. عندما كان الامر جيدا كان بالنسبة لنا سيئا. يمكن القول إن كل ما كان هو تظاهر.

الآن وبعد أن اصبحوا يؤيدون الفاسدين الذين يضرون بهم ايضا، حان الوقت للاعلان: الى هنا، نحن سنتطلق. اذا اردتم أن تعرفوا من سيتطلق ممن فاذهبوا الى المظاهرات، ستشاهدون من يأتي الى هناك ومن لا يأتي، الانتماء ملزم. خذ كل شيء أو لا تأخذ أي شيء. ليس هناك حوار، ليس هناك محاولات للاقناع. خسارة على الجهود. هل تؤيد الاحتلال؟ أيد ايضا الطرد. أنت توافق على صيغة الغاز؟ اذا اغلق الدكاكين في السبت.

اليوم نحن نحدق الواحد في الآخر بصمت، نحن ندرك عمق الفجوات. نحن ندرك أن يهوديتهم لم تكن يهوديتنا وأن اعداءهم ليسوا أعداءنا وأن قيمهم مختلفة عن قيمنا. هذا الربط لم يؤد الى ارتباط، وبوتقة الصهر انتجت الخردة. كنا بحاجة الى سبعين سنة كي نفهم أن الكارثة هي قاعدة ضيقة جدا لنبني عليها دولة.

الآن، بعد أن انفصلنا نحن اكثر تحررا. ليس هناك انتقادات تهكمية على شفاه مزمومة. الآن بالامكان أن نضع الكراهية على الطاولة. لكل واحد كراهيته، كراهية مفهومة ومبررة ومتفق عليها. لقد سقطت الاقنعة وازيلت القفازات. الكراهية المحتجزة انتقلت من الجانب الشرقي لمدرج تيدي الى حي روتشيلد، من حماس الى اليسار، من حزب الله الى وسائل الاعلام.

في الطلاق هناك دائما من يتردد وهناك من يسارع. نتنياهو سارع. لحسن الحظ أن لدينا نتنياهو. ولحسن الحظ أنه اخرجنا خارج الشعب واغلق خلفه الباب. وإلا كنا سننفجر من الداخل. لقد حان الوقت للاعتراف بالحقائق، قال، يوجد هنا شعبان أحدهما لي والآخر لكم. لقد اهتم بشعبه وبنفسه. لقد عين مقربين وجند لنفسه قضاة، تعيينات فاسدة نفذت وهدايا ثمينة اعطيت.

القصة كان يمكن أن تنتهي هنا، لكن عندها جاءت "وسائل الاعلام"، هكذا تسمى ثلاث أو اربعة صحف شجاعة. لقد كشفت العلاقات، اظهرت التعليمات وطلبت تفسيرات. لقد ضبط وهو غير مستعد. شوشوا عليه في منتصف العمل من اجل الشعب وأمنه. لماذا السرعة؟ سأل. إن القضاة لم يغيروا بعد والشرطة لم تأخذ الاوامر. رسائل القاضية القصيرة غيرت كل شيء. ملف بيزك يوصي بتحويله الى ملف بوزننسكي كاتس، والتحقيق بهذه المناسبة ايضا مع الصندوق الجديد.

لماذا الآن؟ في النهاية سينتهي ذلك. لأنه في النهاية سيستقيل أو يقال او سيصل الى العمر الذي يموت فيه كبار الحاخامات. هو سيذهب كيفما ذهب ويخلف وراءه ارض محروقة. الثقة

بالشرطة والنيابة العامة والمحكمة مرهونة بالنتائج. كلها متهمة الى حين تثبت براءتها. اذا خرج من هذا فان نصف الشعب لن يعود يؤمن بالمؤسسات القضائية. اذا تمت ادانته – لا تسألوا ماذا سيقول عنهم النصف الآخر من الشعب.

هو لن يكون موجود، لكن بينيت وبيغن وشكيد وليبرمان سيكونون، ليس فقط هم بل ايضا من انتخبهم. هل يوجد لديكم من هو افضل؟ سيسألون ونحن نسأل وهل يوجد لديكم انتم؟ ايضا في الزيجات السيئة توجد لحظات جميلة. نحن نشتاق الى الصافرات المرتفعة والمنخفضة ونشتاق الى روني دانييل والتحليلات. جميعنا، يسار ويمين، قوميون وخونة، مضطهدون، نشتاق الى أن نركض يدا بيد الى الملاجيء.