الغزيون متشائلون من إمكانية تحقيق المصالحة في ظل وجود الوفد المصري

الساعة 10:41 م|26 فبراير 2018

فلسطين اليوم

تباينت توقعات المواطنين في قطاع غزة حول اللقاءات التي يجريها الوفد الأمني المصري في قطاع غزة، مع قيادات حركة "حماس" ووزراء ومسؤولين من حكومة الوفاق الوطني، في محاولة لتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية بالقاهرة في أكتوبر الماضي.

و انقسم الغزيون في توقعاتهم بين متفائل و متشائم تجاه ما ستؤول اليه التحركات المصرية في قطاع غزة.

الوفد الأمني المصري الذي يتواجد في غزة، برئاسة سامح نبيل، مسؤول ملف فلسطين في المخابرات المصرية، والقنصل العام خالد سامي، والعميد عبد الهادي فرج، أجرى لقاءات عدة، مع وزراء في حكومة التوافق و قيادات في حركة حماس من بينها مسؤول الحركة في القطاع يحيى السنوار.

ولا زال التعتيم الإعلامي على نتائج اللقاءات هو سيد الموقف، و لم تصدر أي تصريحات واضحة حول المباحثات، فيما لا تزال الاجتماعات مستمرة مع شخصيات في الطرفين "فتح و حماس"، في محاولة للوصول الى آلية لتنفيذ الاتفاق، و إيجاد حل للملفات العالقة.

الكاتب و المحلل السياسي، حسن لافي رأى بأن مجيء الوفد الامني المصري في هذه الظروف بالتزامن مع وفد كبير وقابل للاتساع من قيادة حركة حماس بالداخل والخارج، يشير الى ان هناك تفاهمات معينة بين الادارة المصرية وحماس.

و أوضح لافي في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" بأن دور الوفد الامني يأتي للتأكيد على التنفيذ وخاصة ان وفدا من حكومة الحمد لله قدم من رام الله بالتزامن، و ان رئيس حماس بالقطاع، يحي السنوار موجود في غزة بمعنى الجهاز التنفيذي من كلا الطرفين حاضر في ساحة التنفيذ.

و لفت الى أن أهم ما في الأمر هو ان التوقيت حرج جداً على المستوى الدولي، حيث اقتراب الادارة الامريكية من الانتهاء من اعداد صفقة القرن وتقديمها للأطراف، لذا فإن الضغوط الممارسة على كل من حماس و رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس ستكون كبيرة جدا بحيث لن يسعى اي طرف لأن يظهر كمعطل للمصالحة , لا سيما أن هذه المصالحة التي يراد منها ان تأتي في سياقات الصفقة.

و توقع الكاتب أن يتم تخطي بعض القضايا المعرقلة لاستلام وتمكين حكومة الحمد لله في غزة، على أن تبقى المسائل الكبرى مثل سلاح المقاومة بعيدة عن اي تفاهم في هذه المرحلة بالذات.

و تابع يقول: "قد يتم تأجيل ملف المقاومة ومصير سلاحها لمرحلة قادمة كما المح الى ذلك اتفاق المصالحة في القاهرة بشهر اكتوبر، عندما تم الاتفاق على ان ملف الأمن سيتم ترحيله لمدة عام من الاتفاق، و أن مصر لن تسمح لنفسها بالفشل بعد هذا المجهود والاستثمار في مسار هذه المصالحة. وكونها تعلم ان مناقشة سلاح المقاومة سيفشل الاتفاق فورا، لذلك سيتم الضغط على الرئيس أبو مازن لترحيله لفترة قادمة".

و حول ما يتعلق بأزمات غزة الانسانية، قال الكاتب إن الطرف المصري سيعمل بالتنسيق مع حكومة الاحتلال على التخفيف من ازمات القطاع كي لا تنفجر الأمور أو تدهور إلى حرب.

وتأتي زيارة الوفد المصري بالتوازي مع زيارة يقوم بها وفد من "حماس" إلى القاهرة، برئاسة رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، منذ 9 من الشهر الجاري لبحث الأوضاع الإنسانية في القطاع، و ملف المصالحة.

و كانت حركتا "فتح" و"حماس وقعتا اتفاقًا للمصالحة برعاية مصرية في القاهرة، في 12 أكتوبر الماضي، لتنفيذ تفاهمات سابقة، لكن لم يتم تطبيقه على أرض الواقع.

 

كلمات دلالية