حملة بيتزا -هآرتس

الساعة 12:25 م|26 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

الحدث: حفلة تسريح جندي في استحكام جبل الشيخ. القصور: جنود يطلبون بيتزا مع سجق. الرد السريع: "قائدا كتيبة ونائب قائد الفرقة اتصلوا بي بسبب ادخالهم البيتزا الى الاستحكام". الدرس: "في حدث خدماتي ينشغل في الجيش اليوم القادة على المستويات الاعلى".

 

هذه القصة طرحها بفخار قبل نحو اسبوعين الحاخام العسكري الرئيس، العميد ايال كريم، في خطاب القاه امام شبان ما قبل التجنيد في التمهيدية العسكرية في بيت شآن (بيسان). قصور البيتزا الذي منع كان فقط حكاية واحدة من حكايات كثيرة. كريم، الذي قبل نحو سنتين فقط تعرض لنقد شديد في اعقاب اقواله عن اغتصاب النساء في اثناء الحرب، تجنيد النساء للجيش الاسرائيلي والموقف المهين تجاه اللوطنيين، وفر أقوالا اضافية، تظهر منها الحقيقة البشعة: اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في العالم التي تؤدي فيها صلاحيات الشريعة دورا حاسما بهذا القدر في سلوك جيشها.

 

كما قال كريم أيضا ان المقاتل "هو ايضا مقاتل حروب الرب، وليس فقط مقاتلا ضد حزب الله وحماس". كان يمكن لنا أن نعتبر هذا كتبجحات، ولكن الواقع يؤيده: فالقيادة العسكرية لم تدعو للنظام قائد لواء جفعاتي عوفر فينتر الذي اطلق جنوده في "الجرف الصامد" للقتال ضد العدو الذي يحطم اسم الرب، بل ويسمح بالموعظة الدينية للحاخامين العسكريين قبل المعركة ومواعظ حاخامي المعاهد ومدارس التسوية الدينية.

 

وعليه فمن الصعب ان نستخف أيضا بالموقف التسيدي الذي يبديه كريم تجاه الخدمة المشتركة. فقد ادعى كريم بان رئيس الاركان تعهد الا يدرج في الوحدات المختلطة من الرجال والنساء الا الجنود الذين يختارون ذلك، وباذن الحاخام العسكري الرئيس. وبالفعل، فان أمر الخدمة المشتركة الذي وقع مؤخرا ينص على اخضاع خدمة النساء لاقوال الشريعة، بفرض أن الخدمة العسكرية المشتركة تتناقض ومباديء الشريعة. وعليه، فمن حق الجندي المتدين الامتناع عنها بل ومن الطبيعي أن تتأطر صلاحيات الشريعة للحاخامين العسكريين في أن يقرروا قواعد المسموح والمحظور في مثل هذه الخدمة.

 

كما ان كريم لا يبالغ في الادعاء إذ أنه مثلما يمكن لضابط الطب الرئيس ان يمنع ادراج مجند/ة بخلاف مؤهلاته/ها الجسدية، هكذا يخول الحاخام بمنع ادراج جندي متدين بخلاف قواعد الشريعة. كما ان الامر الذي يرتب تنمية اللحية في الجيش صادر الصلاحية الحصرية من يد القادة في حظر تنمية اللحية، وباتت مطلوبة توصية الحاخام.

 

الاستنتاج البشع هو أن اقوال كريم المثيرة للحفيظة منصوصة عليها في الاوامر الجديدة وفي الروح التي تبث من القادة. لقد خضع رئيس الاركان جادي آيزنكوت للضغط الذي مورس عليه، اما وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي يفترض أن يكون الرمز العلماني في الحكومة فبدلا من ان يوقف الانهيار، فان هذه المسيرة الهدامة تحصل تحت مسؤوليته هو بالذات.