"أحراش جيبيا" متنفس رام الله والبيرة.. مهدد بالاستيطان

الساعة 03:14 م|25 فبراير 2018

فلسطين اليوم

قد لا يتمكن المواطنين في منطقة رام الله من ارتياد "أحراش جيبيا" الواقعة إلى شمال غرب مدينة رام الله بعد إعلان الاحتلال مصادرة أراضي الأحراش لصالح المستوطنات القريبة منها، رغم أنها كانت المتنفس الوحيد لهم كمنطقة سياحية، تعتبر الوحيدة حول مدينتي رام الله والبيرة.

فمع بداية فبراير الحالي قام المستوطنون بشق طريق فرعي بين مستوطنة "حلميش" القريبة وبين هذه الأحراش، وبدأوا بتسيير قوافل سياحية إليها، مع قرار بمصادرتها، وهو ما يعني حرمان أهالي البلدة من أراضيهم من جهة، وحرمان الآلاف من سكان المدينة القريبة من الوصول إليها.

وبلدة "جيبيا" هي بلدة صغيرة تقع إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، على تله مرتفعة مما يجعلها مكانا مناسبا لاستقبال الربيع حيث أحراش السرو والصنوبر؛ والجو المعتدل والطبيعية الخلابة والمطلة على كل المدينة وما حولها، ومساحتها لا يتجاوز ال2000 دونما، وعدد سكانها أقل من 200 فلسطيني معظمهم من المزارعين والموظفين في وزارات ودوائر السلطة الفلسطينية.

يقول صابر شلش من مجلس محلي البلدة، إن المستوطنين يحاولوا من خلال هذه الطريقة السيطرة على المنطقة بالكامل وربطها بمجموعة من المستوطنات الواقعة إلى الغرب من رام الله ومصادرة المنطقة التاريخية منها الواقعة أعلى التلة.

والأرض المستهدفة بالمصادرة عبارة عن تله عالية مملكة لأهالي القرية بمساحة 300- 900 دونم موجودة في منطقة من القرية تعرف باسم تله القسطل شمال غرب القرية، وقريبة من مستوطنة "حلميش" الواقعة على أراضي المواطنين في قرية النبي صالح الواقعة إلى الشمال الغربي.

يقول شلش: "هذه الأرض مملوكة أبا عن جد لعائلات القرية التي تملك أوراق طابو مسجلة بالسجلات الدولة العثمانية، كما أن أهالي القرية قاموا بإعادة مسحها وفرز الملكيات في العام 1983.

وأطماع المستوطنون بهذه الأرض، كما يقول شلش، ليست بالجديدة. ففي العام 1983 مع بداية الاستيطان حول مدينة رام الله حاول المستوطنين السيطرة عليها ولكن الأهالي قاموا بالتصدي لهذه المحاولات واجهاضها.

وبحسب شلش فإن المستوطنين يعملون بشكل متسارع على خلق أمر واقع في سبيل السيطرة على الأرض، فمع بداية فبراير الحالي قاموا بشق شارع يصل ما بين مستوطنة "حلميش" وهذه التلة، وبعدها أصبحوا ينظموا جولات سياحية من خلال نقل السياح لهذه المنطقة والتعريف عليها بانها جزء من أرض "إسرائيل" والأجداد.

وأكثر من ذلك، في الأيام التالية أصبح تواجد المستوطنين بشكل يومي في المنطقة، ومحاولة فرض السيطرة بالقوة حيث الاعتداء على المواطنين وإزاله الإعلام الفلسطينية في المناطق المخصصة للزوار والمتنزهين.

وكما في كل المناطق التي يسعى المستوطنين السيطرة عليها، بدأ العشرات منهم بالقيام بعمليات تنقيب وحراثة للأرض تمهيدا لزراعتها، وخاصة المنطقة المحيطة بالدير البيزنطي والقبور الرومانية ومعصرة الزيتون التاريخية الواقعة أعلى التلة، فالأطماع في هذه المنطقة ليست السيطرة على الأرض فقط وإنما محاولات أسقاط الحق الديني اليهودي على المنطقة من خلال طمس الهوية الفلسطينية والادعاء بانها أرض الأجداد.

وتهدف المخططات الاستيطانية، وفقا لبعض الخرائط التي استطاع المجلس الحصول عليها، إلى ربط هذا الشارع بمستوطنات "دولب" و"حنائيل" (من غربي رام الله) وصولا ل"حلميش" القرب بلدة النبي صالح.

ورغم كل هذه المحاولات لفرض أمر الواقع بالقوة، فقد كانت مجابهة الأهالي لكل هذه المخططات من خلال مخطط نضالي كبير للدفاع عن الأرض وتحركات شعبية وقانونية مستمرة للحفاظ على الأرض التي لم يستطيع في السابق الاحتلال السيطرة عليها:" هذه الأرض لنا وسنبقى في حال دفاع عنها حتى تحريرها كلها"، قال شلش.

كلمات دلالية