توقف العمليات المجدولة.. "صحة غزة" تنهار على وقع المناكفات السياسية

الساعة 11:48 م|22 فبراير 2018

فلسطين اليوم

تتفاقم أزمة القطاع الصحي في قطاع غزة، يوماً بعد يوم، وتشير المعطيات أنَّ القطاع الصحي دخل "مرحلة خطيرة"، ولم يعد الوضع في المستشفيات يحتمل تراشق الاتهامات السياسية، في الوقت الذي يموت فيه المرضى على "الأسرة البيضاء"

ومنذ إعلان عمال النظافة الإضراب عن العمل بسبب عدم دفع مستحقاتهم المالية تردى الوضع الصحي في مستشفيات قطاع غزة "بشكل غير مسبوق".

ولم يمر على القطاع الصحي في غزة أسوأ من الازمة الحالية منذ أزمنة بعيدة، وفقاً لمدير عام المستشفيات في وزارة الصحة د. عبد اللطيف الحاج.

ومن المتوقع أن تؤدي عدم مقدرة الطواقم الطبية على تقديم الخدمات للمرضى في ظل اضراب عمال النظافة، إلى سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المرضى، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال ارتفاع عدد الوفيات في المستشفيات ومن بينيهم الأطفال الخدج ومرضى الفشل الكلوي.

وأعلن د. الحاج أن 1030 مريضاً حرموا من اجراء عملياتهم الجراحية المجدولة جراء توقف شركات النظافة عن العمل لليوم 13 على التوالي، ومن المتوقع أن تتفاقم معاناتهم على وقع استمرار الأزمة.

وأشار إلى أن الوزارة في غزة لم تتلق -حتى اللحظة- أي إشارات إيجابية على صعيد إنهاء مشكلة عمال النظافة التي بدأت تأخذ منحى تصاعدي خطير يفتك بالصحة العامة للمرضى في غزة، لافتاً إلى أن 13 مستشفى 54 مركزاً للرعاية الأولية في غزة تعاني من شلل في مرافقها من جراء توقف اعمال النظافة.

وشدد الحاج على خطورة استمرار عمال النظافة بالإضراب عن العمل، مشيراً إلى أن ارقام العمليات المؤجلة ستتصاعد بوتيرة عالية، وسيترك تأجيل العمليات آثار سلبية على المرضى.

وبين أن المستشفيات توصلت مع شركات النظافة لإرسال عاملين للغرف الحساسة، مثل غرف عمليات الطوارئ، وقسم الولادة، وعاد وجدد تحذيراته من تراكم النفايات الطبية داخل المستشفى.

في السياق، ذكر أن العديد من العائلات الغزية قامت بأعمال تطوع في مرافق المستشفيات، مشيراً إلى ان "العمل التطوعي شيء محمود ولكن مع عدم قدرة المستشفيات في الوزارة على رسم سياسات عامة قائمة على التطوع لأسباب عدة أبرزها، عدم وجود خبرة كافة للمتطوعين في اعمال النظافة المتعلقة بالنفايات الطبية وطرق التخلص منها، إضافة لعدم قدرة المتطوعين للعمل الدائم".

ودعا د. الحاج السلطة وحكومة التوافق بضرورة حل المشكلة بشكل عاجل، قبل سقوط ضحايا جدد من المرضى، او الوصول إلى مرحلة لا ينفع معها العلاج، مطالباً الحكومة والفصائل بتجنيب قطاع الصحة المناكفات السياسية.

في السياق، ذكر رئيس قسم جراحة الاطفال بمجمع الشفاء الطبي بغزة د. اسماعيل نصار ان مخاطر عديدة تتهدد صحة الأطفال المرضى بسبب استمرار توقف العمليات الجراحية في ظل اشتداد ازمة النظافة في المرافق الصحية.

وأوضح ان قسم جراحة الأطفال بات يعاني من أوضاعٍ صعبة على وقع اشتداد ازمة النظافة، مشيراً إلى أن أنهم اضطروا لوقف العديد من العمليات الجراحية الخاصة بالأطفال "غير الطارئة".

وبين أن انتشار النفايات الطبية في المستشفيات يهدد صحة المرضى الأطفال، وهي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية، نظراً لضعف مناعتهم.

 وبين أن غرف الأطفال أصبحت مكتظة بالنفايات الطبية وأنه يلجأ أحيانا للطلب من السيدات المرافقات لأبنائهن المرضى العمل على تنظيف الغرفة، خشية من انتقال أي عدوى لهن أو لأبنائهن.

وذكر أنَّ العمليات المجدولة المتوقفة قد تسبب مضاعفات كارثية على صحة الأطفال وتزيد من خطورة حالتهم الصحية، محذراً في الوقت ذاته من استمرار الازمة على الصحة العامة.

ودعا نصار الحكومة الفلسطينية إلى تجنيب قطاع الصحة المناكفات السياسية، وفصل الملفات السياسية عن الملفات الإنسانية الحساسة.

وأضرب عمال النظافة في المرافق الصحية في غزة، يوم الأحد 11 شباط/ فبراير، بسبب عدم دفع شركات النظافة معاشات العمال منذ عدّة أشهر، المبالغ التي توقفت جرّاء الديون المتراكمة على حكومة الوفاق.