هزة أرضية -يديعوت

الساعة 11:33 ص|22 فبراير 2018

فلسطين اليوم

رهان على كل الصندوق

بقلم: شلومو تروفسكي

(المضمون: اذا لم ينجح فلبر في أن يقدم "مسدسا" مدخنا، فان كل دراما اليومين الاخيرين ستنتهي هباء. في مثل هذه الحالة، ستذكر هذه الايام ليس كبداية نهاية حكم نتنياهو بل كالايام السوداء لمنظومة انفاذ القانون في اسرائيل - المصدر).

 

التفاصيل التي انكشفت حتى الان من الشهادة التي أدلى بها شلومو فلبر، مدير عام وزارة الاتصالات المجمدة، لا تزال أولية جدا. ففلبر، رجل سر وثقة نتنياهو، يمكنه أن يكون بشكل نظري الشخصي الذي يؤدي الى نهاية حكم نتنياهو. اذا كان هناك شخص يعرف حقا ما هي التعليمات التي اصدرها رئيس الوزراء في كل ما يتعلق بالسياسة تجاه الشركات التي بسيطرة رجل الاعمال شاؤول الوفيتش – فهو فلبر.

 

لقد كان الرجل القوي في الوزارة، وبحكم حقيقة أن الوزير نتنياهو كان أيضا رئيس الوزراء، فانه في واقع الامر كان القناة الوحيدة التي تمر عبرها تعليمات نتنياهو لرجال وزارة الاتصالات.

 

ولكن محظور حتى ولو للحظة واحدة أن ننسى بان فلبر هو بعد كل شيء شاهد ملكي. صحيح، هذه الممارسة لتجنيد شهود ملكيين هي ممارسة ضرورية من زاوية نظر سلطات القانون، ولكن محظور أن ننسى ما فيها من اشكالية. فالشاهد الملكي هو شريك في الجريمة، يتلقى مقابلا هاما جدا لقاء ادانة شركائه. هذا هو السبب الذي يجعل القانون شكاكا تجاه شهادة الشاهد الملكي، ويطلب طلبا غير بسيط من "المساعدة" للشهادة كي يكون ممكنا قبولها كدليل في المحكمة.

 

وعليه ليس هاما جدا في هذه اللحظة ما هي القصة التي رواها فلبر لمحققي الشرطة. من ناحية الشاهد الملكي، مثل فلبر، هناك قدرة على ان يوفر لمحققي الشرطة أدلة خارجية لتعزيز "القصة"، التي يرويها في تحقيقه. وشهادة فلبر ستصبح ذات مغزى فقط، اذا قدم مثل هذه الادلة، او كبديل وجد طريقا آخر من جانب محققي الشرطة لاثبات ذلك.

 

في القرار لجعل فلبر شاهد ملكي، راهنت الشرطة والنيابة العامة على كل الصندوق. اذا نجحت الخطوة، فان فلبر كفيل بان يكون الرجل الذي يوفر "المسدس المدخن"، ويسمح برفع لائحة اتهام مسنودة ضد رئيس الوزراء. في مثل هذا الوضع، فان فلبر بالذات، رجل سر نتنياهو المقرب، رجل ثقته، كفيل بان يكون الشخص الذي يؤدي الى نهاية الحياة السياسية الفاخرة لرئيس الوزراء. ولكن يجب أن نأخذ بالحسبان بانه توجد أيضا امكانية اخرى. اذا لم ينجح فلبر في أن يقدم "مسدسا" مدخنا، فان كل دراما اليومين الاخيرين ستنتهي هباء. في مثل هذه الحالة، ستذكر هذه الايام ليس كبداية نهاية حكم نتنياهو بل كالايام السوداء لمنظومة انفاذ القانون في اسرائيل.