خطر التدهور في سوريا -هآرتس

الساعة 12:36 م|20 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

على مسرحية الرعب الايرانية التي عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المؤتمر في ميونخ – والتي زينها بقطعة معدن تبدو تعود للطائرة غير المأهولة الايرانية التي اسقطت في غور بيسان –

 

أن تثير القلق في مصر. ليس تماما بسبب التهديد نفسه، الذي اصبح اساسا ثابتا في الفكر الامني الاسرائيلي بل بسبب سياقات اتخاذ القرار.

 

لقد قرر نتنياهو هذه المرة ان يهدد ايران مباشرة، وليس فقط فروعها، فيما يوضح بشكل لا لبس فيه بان اسرائيل لن تسمح لايران بتثبيت تواجدها في سوريا. لا يشرح نتنياهو للجمهور الاسرائيلي ما هو معنى هذه الاستراتيجية. فهل تعتزم اسرائيل بجدية الخروج الى حرب في سوريا لمنع التواجد الايراني هناك، أم انها تنوي العمل بشكل موضعي؟ هل تقدر بان مثل هذه المواجهة من شأنها ان تولد مواجهة مع سوريا؟ هل يوجد لاسرائيل اسناد امريكي يضمن شراكة عسكرية نشطة في الساحة السورية؟ ماذا سيكون رد ايران؟ هل ستسقط صواريخ ايرانية على تجمعات سكانية في اسرائيل؟ وبالاساس، هل مسار المواجهة العنيفة هو الخيار الوحيد الذي تحت تصرف اسرائيل؟ نتنياهو، الذي يعرض نفسه كمن يحرص على "الحياة نفسها"، ملزم بان يرد على هذه الاسئلة قبل أن يزج باسرائيل في حرب زائدة.

 

ان تواجد قوات معادية لاسرائيل على حدودها ليس واقعا جديدا. فعلى مدى سنوات وجود الدولة استندت الى الفكرة التي تقول انها "دولة صغيرة محوطة بالاعداء". بعضهم اصبحوا حلفاء، كالاردن ومصر، بعضهم كفوا عن التهديد عليها بل ويقيمون معها علاقات غير رسمية، وآخرون بقوا بمثابة عدو مهدد، ولكن حتى هم لا يعتبرون تهديدا وجوديا على الدولة. لا خلاف في ان ايران هي دولة ذات امكانية تهديد حقيقي على اسرائيل، ولكن الحرب ضدها في الساحة السورية هي سيناريو خطير.

 

يبدو مؤخرا على الحدود الاسرائيلية دور كبير لاسرائيل، ليس فقط في الجو بل وعلى الارض ايضا، ردا على تعزيز قوة نظام الاسد في جنوب سوريا ووفقا لتقدير الجيش الذي يقول انه آجلا أم عاجلا سيحشد نظام الاسد جهدا في الجولان كي يستعيد السيطرة هناك. وحسب تقارير اجنبية، تمنح اسرائيل مؤخرا ليس فقط مساعدة مدنية للقرى في الجولان السوري، بل وايضا مساعدة عسكرية لسبع منظمات ثوار سنة (عاموس هرئيل، "هآرتس" 19/2). في هذه المرحلة يبدو أن المخططات الاسرائيلية تتقدم في محاولة لصد تقدم قوات الاسد والقوات الايرانية التي تساعدها. ولكن من شأن هذا أن يكون بداية تورط طويل في ساحة حرب مركبة. اسرائيل ملزمة بالامتناع عن ذلك، كي لا تتحول بنفسها لتصبح تهديدا اقليميا.