تحليل عملية كمين العلم: ضبط لقواعد اللعبة والاشتباك

الساعة 12:23 م|18 فبراير 2018

فلسطين اليوم

في حادثة نوعية اعتبرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الأخطر منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة، انفجرت عبوة ناسفة ربطها مقاومون بعصا علم وضع على سياج على حدود شرق خانيونس قطاع غزة، فأدى إلى إصابة 4 جنود صهاينة أحدهم خطيرة.

الانفجار الذي أصيب خلاله الجنود، أقلق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" واعتبره حادث خطير، سببه المتظاهرون الذين يخرجون للحدود بشكل يومي، الأمر الذي دعاهم لتهديد المتظاهرين.

فعل وردة فعل، كان هي الأحداث بالأمس في جنوب قطاع غزة، حيث قصفت طائرات الاحتلال عدة مواقع في قطاع غزة، فيما تمكنت المضادات الأرضية من اجبار طائرات الاحتلال على العودة من حيث جاءت، وهي حادثة تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة، وتطور المقاومة الشعبية في غزة.

المختص بالشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، أن عملية زرع العبوات في شرق خانيونس جنوب القطاع والتي أدت لإصابة جنود في جيش الاحتلال، وطبيعة الرد عليها، يدلل على أن هناك ضبط لقواعد اللعبة والاشتباك.

واعتبر لافي في حديث خاص لتقييم المرحلة  بعد العملية، أن العملية الأخيرة تدلل على أن غزة محمية بالمقاومة وأنه غير مسموح من قبل "إسرائيل" أن ينتهك الخطوط الحمراء والأرض الفلسطينية.

وقال: أي فعل ينتهك سيادة وتفاهمات ما بعد حرب 2014 سيكون هناك رد واضح جداً، أن المقاومة لم ترد أن تكسر قواعد اللعبة بالكامل، ولم تنتقل لحتى الآن من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وهي ما زالت تؤسس إلى أن قواعد اللعبة وخطوط الاشتباك، لابد أن تكون محترمة من قبل الاحتلال بدخول هذه الآليات وبناء الجدار واقتحام المتتالي والتوغل المتتالي للأراضي الفلسطينية في قطاع غزة.

وأضاف لافي: هذا انتهاك لهذه التفاهمات كما أن وعدم وصول المزارعين إلى هذه المناطق انتهاك لهذه التفاهمات، لذلك تقول "إسرائيل" هذا الانتهاك لن يستمر وقطاع غزة يعاني من أزمات إنسانية واقتصادية وعلى شفة حافة كارثة إنسانية وهذا الأمر غير صحيح ولكن المقاومة دورها أن تحمى هذا الشعب رغم هذه الظروف تقول المقاومة نحن قادرون.

وتابع: للذين تهددون قطاع غزة ليلاً ونهاراً هذه اللهجة عالية الوطيس التي شاهدناها في الأسبوع الماضي عندما تم اسقاط طائرة صهيونية من قبل الجبهة الشمالية وتعالت الأصوات المهددة في قطاع غزة.

ونوه لافي، إلى تصريحات أفيغدور ليبرمان الذي قال أنه لا يوجد حرب في الشمال ولكن حرب على جميع الجبهات، والتدريب العسكري واسع نطاق على مدار أكتر من عشرة أيام يحاكى حرباً على غزة أو يحاكى حرباً على جميع الجبهات.

وأوضح لافي، أن هذه تهديدات واضحة من قبل الاحتلال على غزة، لذلك تأتى هذه العملية لتقول قف أيها الاحتلال غزة لن تكون لقمة سائغة، فهناك مقاومة حقيقية في غزة تستطيع أن تحمى شعبها حتى بأبسط الإمكانيات ومن أجل حرص المقاومة على أن لا تكسر قواعد اللعبة وتضطر لدخول مواجهة مفتوحة اكتفت بعملية دفاعية على حدود قطاع غزة.

وفي رده حول ما إذا كان هناك حرب قريبة على غزة، قال لافي: لا يوجد مصلحة للطرفين لا للعدو "الإسرائيلي" ولا حتى للمقاومة، للذهاب إلى حرب في هذه الظروف لعدة أسباب وهي أن دولة الاحتلال لا توجد لديها استراتيجية حقيقة بالتعامل مع قطاع غزة، بمعنى أنه لا يوجد هناك هدف سياسي من وراء الذهاب إلى حرب والدول، فهي تذهب إلى حرب للتأكيد على هدف سياسي أو يوجد لديها خطة سياسية للتعامل مع مكان ما فتريد بالقوة العسكرية والحرب لكي تنفيذ.

وأوضح، بمعنى أن الحرب هي امتداد للفعل السياسي ولكن بأدوات عسكرية ولا يوجد هدف سياسي وليس لديهم أي مطمع في احتلال قطاع غزة بالكامل أو حتى إنهاء حكم حماس بمعنى إنهاء المقاومة.

وتابع: لا توجد جهة أخرى كي تستطيع استلام قطاع غزة سواء المصريين ولا حتى السلطة الفلسطينية، لذلك هو يراوح ما بين ضبط قواعد اللعبة.

ونوه لافي إلى أنه في حالة حرب هناك كارثة إنسانية مفادها 2 مليون انسان في قطاع غزة يفتقدون لأبسط أنواع الحياة والكارثة الإنسانية سبب رئيسي، ولكن هم ينسون أمراً مهماً أن السبب الرئيسي في هذه الكارثة الإنسانية هو الاحتلال وحصار الاحتلال لغزة التي منذ أحد عشر عاماً يمارس عليها الاحتلال حصار خانق وهم يريدون ان تذهب هذه الكارثة بعيداً عنهم، فـ"إسرائيل" تسوق أن الكارثة سببها المقاومة وحركة حماس التي هي صاحبة السيادة، وسببها العقوبات التي يفرضها الرئيس محمود عباس على قطاع غزة.

 

 

 

كلمات دلالية