الجنود أطلقوا الكلب على مبروك جرار واعتقلوه وهو ينزف .. هآرتس

الساعة 03:26 م|16 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم:جدعون ليفي واليكس ليبك

 (المضمون: مبروك جرار اعتقل بعد أن عضه الكلب وتم اطلاق سراحه وحتى الآن لا يعرف سبب اعتقاله ولماذا تم اطلاق سراحه - المصدر).

المنظر كان قاسيا، زوجته ترينا صوره في هاتفها المحمول: ذراعه المجروحة وآثار الجرح تظهر على طولها، وايضا ساقه. هذه هي نتيجة الليلة المخيفة التي مرت عليهم: تفجير مدخل البيت الرئيسي في منتصف الليل واقتحام الجنود العنيف الى الداخل، الانبطاح على الارض تحت الكلب الذي ثبته ورفض اطلاق سراحه مدة ربع ساعة؛ صراخه وصراخ زوجته واولاده المرعب، تكبيله وهو ينزف، الاعتقال وحرمانه من العلاج الطبي مدة ساعة الى حين نقله الى المستشفى، وهناك التقينا معه ومع زوجته هذا الاسبوع، كان يجلس وهو مكبل.

هذا ما حدث لمعلم اللغة العربية مبروك جرار في بيته في قرية برقين قرب جنين اثناء البحث عن قاتل الحاخام رزئيل شيفح من حباد جلعاد.

الامر لم ينته عند ذلك. بعد بضعة ايام عاد الجنود مرة اخرى في منتصف الليل، وفي هذه المرة للتفتيش. وقاموا بتعرية كل النساء في البيت بمن فيهن والدته العجوز والمريضة وأخته المعاقة وبحثوا عن المال. المعلم جرار يرقد الآن في السرير الاوسط في غرفة في قسم العظام في مستشفى هعيمق منذ اسبوعين. في يوم الاحد الماضي كانت رجليه ما تزال مكبلة بالسرير وكان الجنود يحرسونه ومنعوا زوجته من تقديم المساعدة له. عند الظهيرة ذهبوا بعد أن امرت المحكمة العسكرية باطلاق سراحه دون قيد أو شرط. ليس واضحا لماذا اعتقل ولماذا اطلقوا عليه الكلب.

ذراعه اليسرى وساقه مضمدتان ووجهه متجهم من الألم وينقبض مع كل حركة، زوجته ايناس تجلس بجانبه. الاثنان تزوجا قبل 45 يوم فقط، وهو الزواج الثاني لهما، يوجد له ولدان من زواجه الاول، صهيب 9 سنوات ومحمد 5 سنوات. الولدان كانا شاهدين على ما فعله الجنود والكلب بوالدهم. الآن هم يعيشون عند والدتهم في جنين، لكن الكوابيس تأتيهم في الليل وهم يستيقظون كل ليلة مذهولين ويصرخون وينادون على والدهم.

مبروك معلم للغة العربية في المدرسة الاساسية "هشام الكيلاني" في جنين. في يوم الجمعة قبل اسبوعين ذهب هو وزوجته ايناس للنوم في منتصف الليل تقريبا، ولداه كانا ينامان في الغرفة المجاورة، فهما يأتيان لزيارته كل نهاية اسبوع. حوالي الساعة الرابعة فجرا أيقظهم صوت تفجير قوي جاء من جهة مدخل البيت. في جهاز الامن يقولون إنهم نادوا عليه بمكبر الصوت، لكن أبناء العائلة قالوا إنهم لم يسمعوا شيئا حتى حدوث تفجير البوابة. مبروك قفز من الفراش والاولاد وزوجته استيقظوا، وهو ركض نحو غرفة الاولاد للدفاع عنهم ومحاولة تهدئتهم. عدد من نوافذ البيت تحطم من قوة التفجير.

في الخارج كانت تقف جيبات الجيش ومنذ البداية تم ادخال كلب ضخم حسب اقوالهم، الكلب انقض على مبروك جرار وقام باحتضانه من الجهة اليسرى واسقطه على الارض، بعد ذلك دخل في اعقابه على الاقل 20 جنديا حسب تقدير العائلة. لا يصعب تصور الذعر الذي اصاب اصحاب البيت. الكلب جره على الارض، زوجته قفزت باتجاهه مع بطانية في يدها في محاولة لابعاد الكلب بمساعدة البطانية وانقاذ زوجها من أنيابه. الاولاد شاهدوا المنظر وبدأوا بالبكاء. كان يصرخ ويطلب المساعدة وزوجته ايضا. البطانية لم تساعد وايناس لم تنجح في تحرير زوجها من الكلب. فقط بعد عدة دقائق، قالوا، بدأ الجنود في محاولة تخليصه، لكن الكلب لم يذعن لهم. مبروك قال إنه كان على قناعة بأنه سيموت، وزوجته اعتقدت ذلك ايضا.

الجنود مزقوا ملابسه في محاولة لتخليصه من الكلب كما يبدو. وبعد ربع ساعة تقريبا، حسب تقديرنا، نجح الجنود في تخليصه من الكلب، حسب اقواله، احدهم ضربه بقبضته على أنفه ووجهه. وقد كان مصابا ومندهشا. الجنود كبلوا يديه خلف ظهره وأنزلوه الى الطابق في مدخل البيت، عندها جاء ضابط وسأله عن اسمه، وفك قيوده وصور جراحه.

الضابط بدا مندهشا من منظر الجروح والذراع والساق المصابتان، قاموا بادخاله الى الجيب العسكري وأخذوه وهو مكبل، الى منشأة الاعتقال في سالم، هناك أبقوه ثلاث ساعات، كما قال، دون تقديم أي علاج له. فقط بعد ذلك تم نقله الى مستشفى هعيمق حيث وصل الى هناك في الساعة العاشرة والنصف صباحا تقريبا.

في تلك الاثناء كان معتقلا رغم أنهم لم يقولوا له في اي وقت لماذا تم اعتقاله وبسبب ماذا. في تلك الليلة اعتقل ايضا شقيقيه مصطفى ومبارك جرار. مبارك اطلق سراحه في حينه ومصطفى ما زال في الاعتقال. جميعهم يحملون اسم عائلة المطلوب رقم واحد بقتل الحاخام رزئيل شيفح، احمد جرار، الذي تمت تصفيته بعد ذلك.

حادثة مشابهة وقعت في نفس الليلة بين الجمعة والسبت في قرية الكفير قرب جنين. في الساعة الرابعة فجرا داهم جنود الجيش بيت سماهر ونور الدين عواد واولادهم الاربعة. ومع الجنود تم ادخال كلب الى غرفة نومهم الذي عض وجرح الوالدين.

هكذا وصفت سماهر عواد ما حدث في الافادة التي قدمتها للباحث الاجتماعي عبد الكريم السعدي: "كنت احمل ابني كرم (2 سنة) الذي كان يبكي، فتحت الباب الذي دقه الجنود وقام كلب بالهجوم علي وقفز على صدري. كرم سقط من بين يدي، وبعد ذلك رأيت زوجي قد قام برفعه. حاولت ابعاد الكلب بعد أن عضني بصدري، نجحت في ابعاده ولكنه أمسك بساقي اليسرى.

"نجحت بكل قوتي في ابعاده. الجنود كانوا يقفون وفقط نظروا الى الكلب ولم يفعلوا شيئا. طوال هذا الوقت كان زوجي يتوسل للجنود بأن يأخذوا الكلب. أحد الجنود تحدث مع الكلب بالعبرية وحينها أمسك الكلب بذراعي اليسرى بضع دقائق الى أن وصل جندي وأخذه. نزفت من يدي التي كانت تؤلمني جدا. الجنود والكلب خرجوا ووقفوا امام المدخل، زوجي طلب أن يقدموا العلاج لي لكنهم لم يأبهوا له، قمت بربط يدي بقطعة قماش لوقف النزيف".

لقد بحثوا عن المال

بعد بضعة ايام في 8 من ذاك الشهر، مرة اخرى استيقظوا في بيت جراح في برقين مذعورين من مداهمة الجنود. في ذلك الوقت كان في البيت فقط نساء واطفال: ايناس، اولاد مبروك وأمه وأخته اللتان تعيشان في نفس البيت. الساعة كانت الثالثة والنصف فجرا. ايناس قالت إن نحو عشرين جندي دخلوا الى البيت وقالوا للنساء بأن هناك اموال لحماس في البيت وأنهم جاءوا لمصادرتها. داسوا على الفراش وايناس طلبت منهم عدم القيام بذلك لكنهم لم يستجيبوا لها. سألوا أين مبروك. مبروك كان معتقل من قبل الجيش الاسرائيلي في مستشفى هعيمق في حينه.

بعد ذلك انتقلوا للتفتيش الجسدي. حسب اقوالها قامت مجندة بادخال النساء الثلاثة الى غرفة وامرتهن بخلع ملابسهن. الجنود انتظروا في الخارج. زوجته وأمه (75 سنة) وأخته المعاقة (50 سنة)، تم اجبارهم على خلع ملابسهن، حسب اقوال ايناس المجندة امرتهن بالجلوس والوقوف قرب السرير. في التفتيش لم يعثروا على شيء، لا مال ولا حماس. عندها منحوا ايناس تصريح للدخول الى اسرائيل لزيارة زوجها. وحسب اقوالها قالوا لها إنه يوجد قيد الاعتقال في سجن مجدوا، وقامت هي بالسفر الى هناك. لكن زوجها لم يكن هناك. قامت بالاتصال مع الباحث الاجتماعي لـ "بتسيلم"، السعدي، الذي قام بالفحص ووجد أن مبروك يوجد قيد العلاج في مستشفى هعيمق في العفولة. فسافرت الى هناك، زوجها كان ما يزال معتقل وحراسه سمحوا لها بزيارته مدة 45 دقيقة فقط.

حسب رد جهاز الامن على صحيفة "هآرتس" "لم يتم تجريد النساء من الملابس بالقوة". وبشأن الاعتقال والكلب قيل إن قوات الامن وصلت الى قرية برقين "الى بيت مبروك جرار المتهم بنشاط يهدد أمن منطقة يهودا والسامرة". كما قيل إن القوات "نادت عليه للخروج الى الخارج"، وأنه "بعد تكرار النداءات ولأنه لم يخرج واصلوا تنفيذ التعليمات وتم ارسال كلب لتنفيذ التفتيش من اجل التأكد من عدم وجود احد في البيت. المتهم أغلق على نفسه وعلى بنات عائلته الباب في غرفة في الطابق العلوي. عندما تم فتح الباب عض الكلب المتهم واصيب وتلقى علاج فوري من قبل القوات الطبية العسكرية الى حين نقله الى المستشفى".

قابلوا يهود

كان يجلس على السرير في المستشفى، حديثه ما زال ضعيفا وحركاته ايضا. زوجته تأتي كل يوم من برقين. "ماذا تعتقد أنني شعرت؟" اجاب على سؤال ما الذي شعر به عندما كان منبطحا بين أنياب الكلب، "اعتقدت أنني سأموت"، حسب التركيبة العرقية للمستشفى، الزوار والطواقم الطبية، فان هذا المستشفى هو مستشفى ثنائي القومية، يهودي عربي، مثل معظم المستشفيات في شمال البلاد. ولكن الى غرفة جرار في قسم العظام دخل رجل صيانة يهودي وهو غاضب ويقطر كراهية تجاهنا. "لماذا تقابلون العرب؟ لماذا لا تقابلون اليهود؟" سأل وهدد بأن ينادي ضابط الامن في المستشفى لأن مبروك جرار الجريح تحدث معنا.

كلمات دلالية