صحيفة "إسرائيلية": لعبة أبو مازن المزدوجة..

الساعة 11:38 ص|16 فبراير 2018

فلسطين اليوم

كتب: مايكل اورن في صحيفة "إسرائيل اليوم"

محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، مستعد لان يقاتل ضد حماس حتى آخر جندي اسرائيلي. ومع كل الكراهية الشديدة التي يشعر بها تجاه اسرائيل وزعمائها، يخاف من حماس أكثر لأنه بينما الاولى تعارض سياسته، الاخيرة تهدد حياته. واضح إذن انه سيفعل كل ما في وسعه كي يصفي زعماء حماس. والنتيجة المثالية التي يتطلع اليها هي أن يدفع اسرائيل لان تقوم بالمهامة نيابة عنه. فيما تتهم بجرائم الحرب.

وبشكل يشبه مراقب الدولة وجنرالات الجيش الاسرائيلي، فان ابو مازن يفهم بان الوضع الانساني في غزة آخذ في التدهور. فقرابة نصف الشباب هناك لا يعملون. هناك عدد قليل من ساعات الكهرباء في اليوم فقط. ويكاد لا يكون هناك ماء صالح للشرب. ويذكر اليأس المتعاظم في 2014، حين شعرت حماس بانها تدفع مع الظهر الى الحائط، ففتحت النار. يعرف ابو مازن بانه لن يكون مطالبا بالكثير كي يعود مرة مرة الى نقطة الانكسار اياها. وهو يجتهد لان يدفعها الى هناك. في الفترة الاخيرة قلص ابو مازن 30 في المئة من رواتب موظفي السلطة في القطاع، نحو 50 الف شخص، وأقال الاف آخرين. وهو يوقف دفع المخصصات للعائلات الفقيرة ويقلص جدا مخصصات الميزانية لغزة بشكل عام. اضافة الى ذلك فهو يضغط على اسرائيل ويحصر أكثر فأكثر توريد الكهرباء الى القطاع كي يتسبب بمزيد من المعاناة لسكان غزة في أشهر الشتاء القاسية، بل ويتسبب بارتفاع لاسعار السولار. والاكثر وحشية من كل شيء توقف عن نقل الادوية الحيوية الى غزة، بما في ذلك للرضع، ويقلص جدا تمويل العلاج الطبي للغزيين في المستشفيات الاسرائيلية.

هذه الاجراءات غير الانسانية تستهدف زيادة المعاناة. واذا ما فتحت حماس النار مرة اخرى، لن يتبقى أمام اسرائيل مفر غير الدفاع عن نفسها. وهذه حرب تختلف جوهريا عن المعارك السابقة، التي انتهت بلا حسم لان الجمهور في اسرائيل ليست مستعدا لان يعاني جولة اخرى كهذه. ومعظم الاحتمالات الا يكتفي الجيش الاسرائيلي هذه المرة بهجوم جوي وبدخول بري جزئي، بل مثلما طالب وزراء كبار في اثناء الجرف الصامد، سيعمل على الحاق الهزيمة بحماس واسقاطها. هذه حملة أكبر بكثير من شأنها أن تجبي ثمنا دمويا ليس فقط من جنودنا بل ومن سكان غزة ايضا. وستتهم اسرائيل بجرائم الحرب ومن سيتصدر الاتهامات سيكون أبو مازن نفسه، أي انه سيربح مرتين – اولا كمن القى بضربة نهائية على حماس، وثانيا كبطل يدافع عن الفلسطينيين ضد الصهاينة.

ان رؤيا ابو مازن هي العودة ليكون الحاكم الحصري للضفة وغزة على الحراب الاسرائيلية المضرجة بالدماء الفلسطينية. فكيف يمكن منع مثل هذا السيناريو؟ الاجوبة ليست بسيطة. الامكانية الاكثر منطقية هي توسيع نقل البضائع الحيوية الى غزة، بما في ذلك الطعام والادوية، والتفكير بفتح معبر آخر للبضائع في شمال القطاع وربطه بقطار الى ميناء اسدود. وبالتوازي ينبغي زيادة توريد الكهرباء.

لاسفنا، في الشرق الاوسط لا يسود المنطق دوما، بحيث أن حماس حفرت نفقا هجوميا تحت معبر البضائع الوحيد الى القطاع، كرم سالم. وفي الوقت الذي يرتعد فيه السكان من البرد في الظلام، في الانفاق وفي منازل زعماء حماس توجد كهرباء 7/24. وبالمقابل، على اسرائيل أن تعمل على الفور بمعالجة الازمة الانسانية، ان لم يكن من أجل منع الحرب على الاقل من أجل توفير سور واق دبلوماسي وقانوني لنا عند الحاجة.

هذا الفصل سبق أن رأيناه في الماضي. ابو مازن يدفع اسرائيل نحو الحرب وبعد ذلك يستدعي تقرير غولدستون، ولكن هذه المرة من شأن السيناريو أن يصبح فيلم رعب وعلينا أن نمنع بثه. إذا اضطررنا الى الدفاع عن انفسنا ضد حماس سنفعل ذلك ليس كي نشبع شهية ابو مازن بل فقط من أجل الدفاع عن مصالح اسرائيل الحيوية.

كلمات دلالية