حوار خبيير مقدسي: إقامة الاحتلال لمنصات ثابتة في باب العامود يمهِّد لما هو أكبر

الساعة 04:57 م|15 فبراير 2018

فلسطين اليوم

الاحتلال يستغل الأمن كحجة من أجل التحكم في دخول وخروج المصلين إلى الأقصى

الجانب الإسرائيلي يبدو أنه تعلم مما حدث في قضية باب الأسباط، وأن الوضع المفاجئ ينتج ردات فعل قوية

يجب أن يكون هناك برنامج فلسطيني تجاه مدينة القدس، وأن تكون القدس ليست فقط أماكن دينية، بل عاصمة سياسية

 

أوضح الكاتب والخبير في الشأن المقدسي خليل التفكجي، أن إقامة الاحتلال منصات ثابتة منطقة باب العامود يثبت أن الجانب الإسرائيلي يستغل الأمن في القدس لأهداف أخرى، مشيراً إلى أن الاحتلال يتحجج بالأمن من أجل التحكم في دخول وخروج المصلين إلى الأقصى.

وأكد التفكجي في حوار خاص مع وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الجانب الإسرائيلي استغل الضوء الأخضر من الولايات المتحدة في القدس، فالقدس أصبحت خارج إطار المفاوضات وحُسم أمرها، وبالتالي الاحتلال ينفذ سياساته على الصعيد السياسي والاقتصادي وعلى صعيد الاستيطان والشوارع الالتفافية والقطار الخفيف ومشروع القدس عام 2050.

إليكم نص الحوار.. 

 

فلسطين اليوم: برأيكم ما هدف الاحتلال من إقامة منصات ثابتة في منطقة باب العامود؟

التفكجي: الاحتلال يستغل الأمن لأهداف أخرى، فهو يستغل العمليات التي حدثت في منطقة باب العامود كحجة من أجل التحكم في دخول وخروج المصلين إلى الأقصى، وهو ذات الأمر الذي حدث في باب الأسباط العام الماضي، فإسرائيل وضعت نقاط مراقبة في باب العامود وفي المستقبل ستقوم بوضع البوابات إضافة لتركيبها كاميرات في كل مكان من أجل التحكم في الدخول والخروج، خاصة أن باب العامود يعد الممر الرئيسي لليهود.

 

فلسطين اليوم: لماذا لا نشهد حراك قوي ضد هذه الأبراج كما حدث في قضية باب الأسباط؟

التفكجي: القضية مختلفة عن قضية البوابات العام الماضي، لأنها كانت محاولة للسيطرة على الأماكن المقدسة من قبل الاحتلال، لكن الأمر هنا هو محاولة للسيطرة على الأمور اليومية، والجانب الإسرائيلي يبدو أنه تعلم مما حدث في قضية باب الأسباط، وأن الوضع المفاجئ ينتج ردات فعل قوية، لذلك قام بالعمل هذه المرة بالتدريج حتى وصل للأبراج، دون وجود أي ردات فعل تذكر.

 

فلسطين اليوم: إلى أي مدى تتماشى هذه الخطوة مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكيف تخدم المشروع الصهيوني في القدس؟

التفكجي: بالتأكيد الجانب الإسرائيلي استغل الضوء الأخضر من الولايات المتحدة في القدس، فالقدس أصبحت خارج إطار المفاوضات وحُسم أمرها، وبالتالي الاحتلال ينفذ سياساته على الصعيد السياسي والاقتصادي وعلى صعيد الاستيطان والشوارع الالتفافية والقطار الخفيف ومشروع القدس عام 2050، دون خشية أية إدانات دولية، والجانب الإسرائيلي على الأقل استغل هذا الوضع للوصول إلى أهدافه الاستراتيجية وهي أن القدس عاصمة لدولة واحدة وليست عاصمة لدولتين.

 

فلسطين اليوم: ما حجم الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة المقدسة والمقدسيين؟

التفكجي:هناك برنامج إسرائيلي تجاه مدينة القدس وهو برنامج القدس 2020 والذي يشمل بناء 58 ألف وحدة سكنية، وأيضاً استيطان مركز بشكل كبير جداً، وإقامة السكك الحديدية، واليوم انتقل الجانب الإسرائيلي إلى خطة القدس 2050 من خلال إنشاء أكبر مطار في منطقة النبي موسى وأيضاً عمليات هدم المنازل والتضييق الاقتصادي على الفلسطينيين، وطرد السكان كما حدث في منطقة شمال القدس وشرق القدس في قضية كفر عقب وسميراميس.

 

فلسطين اليوم: كيف يمكن أن تبقى القدس على سلم الأولويات العربية والدولية؟

التفكجي: أعتقد أنه يجب أن يكون هناك برنامج فلسطيني تجاه مدينة القدس، وأن تكون القدس ليست فقط أماكن دينية، بل عاصمة سياسية، والمطلوب المحافظة على القدس بحجرها وببشرها، والمطلوب كذلك تدعيم الاقتصاد في القدس من خلال ترميم المنازل ودعم المشافي، ودعم الانسان المقدسي، حتى يستطيع مواجهة المخططات الإسرائيلية، إضافة إلى الجهد الفلسطيني في المحافل الدولية لمواجهة القرار الأمريكي.

 

 

 

كلمات دلالية