اذا كان الورثة كهؤلاء فربما نشتاق لنتنياهو -هآرتس

الساعة 01:03 م|15 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: ورثة نتنياهو المحتملين هم لبيد وساعر وكاتس، وثلاثتهم سيظهر أنهم ليسوا افضل منه وعندها ربما سنشتاق الى نتنياهو - المصدر).

 

الاحتفالات في ذروتها. نيكولاي تشاوتشيسكو الاسرائيلي في طريقه الى بيته، وكما يبدو الى السجن. الاشخاص الطيبون في منتصف الطريق في شارع بيتح تكفا روتشيلد مبتهجين، والمناضلون من اجل العدالة سعداء، والمعلقون يحتفلون. مختبرات للحرية، نهاية للفساد. الابتهاج لسوء حظه ووصفه كشيطان كسبها نتنياهو باستقامة. سلوكه الشخصي مرفوض، الضرر الذي سببه للدولة كبير، الاتهامات ضده ثقيلة، ولايته يجب أن تنتهي. نتنياهو، إذهب الى البيت.

 

ولكن قبل لحظة من وصول هذا الاحتفال الى ذروته، يجب ايضا التفكير، مثلما هي الحال دائما في احتفالات من هذا النوع، باليوم التالي، ماذا ينتظر اسرائيل ومن ينتظرها؟ على خط السباق يقف المرشحون والمشهد محرج الى درجة اليأس ولا يمكن تجاهله حتى مع الابتهاج بسقوط الطاغية. ايضا بين المحتفلين الآن يوجد من سيشتاقون الى ايام نتنياهو. فربما ستكون اكثر ظلامية، ويوجد شيء كهذا، رئيس حكومة اسوأ من نتنياهو. كل الذين رأوا في النضال من اجل ابعاد نتنياهو الذين هدفهم فقط التخلص منه وكل شيء سيكون رائعا، مثلما كان الامر في يوم ما قبله ومثلما يجب أن يكون، سيكتشفون أن كل شيء ربما ينفجر في وجوههم.

 

نتنياهو عرض رشوة شخصية – بسيطة ومقرفة، الى جانب الفساد السياسي الكبير، الذي هو من نصيب كل رؤساء حكومات اسرائيل تقريبا في عشرات السنين الاخيرة. ربما ورثته سيكونون طاهرين من السيجار ونظيفين من الشمبانيا، لكن الفساد السياسي الكبير لاسرائيل لن يستطيع أي واحد من المرشحين لوراثته اصلاحه. لذلك فان الابتهاج من ذهابه ما زال سابقا لأوانه، واساسا مبالغ فيه: اسرائيل يئير لبيد أو جدعون ساعر أو اسرائيل كاتس لن تكون مكان أفضل، وربما حتى ستكون اسوأ، حتى لو أن زوجاتهم كن اكثر تقوى واستقامة وتواضعا.

 

المرشح الاكثر بروزا في الطريق الى الاضواء هو لبيد، خطاب الانتصار يبث الأمل مع الضوء الاول للنهار في الميدان، بيوم جديد على اسرائيل. امكانية التقاط الصور الساطعة مع زعماء العالم الذين في معظمهم فرحوا من التخلص من نير نتنياهو الذي اعتبروه العقبة الكبيرة أمام السلام والعدل. لبيد سيسحرهم، والحقيقة سيكتشفونها مع مرور الوقت: مواقفه لا تختلف عن مواقف سابقه، فقط الخطاب يختلف قليلا. في لقائه مع دونالد ترامب لن تنقصهما اللغة المشتركة. سيقارنان من منهما اكثر ضحالة والفارغ اكثر ومن الاكثر جهلا وانتهازية. المنافسة لن تكون سهلة، وكيف شقا طريقهما الى القمة مباشرة من الخواء الايديولوجي. ايضا هذا سيكون قصة غرام بدون نهاية جيدة.

 

حكومة لبيد ستضم بالطبع اليمين المتطرف ونفتالي بينيت وربما افيغدور ليبرمان. في كل الاحوال لا يوجد ما نتوقعه ممن يعتقد أن القدس ممنوع تقسيمها، وأنه يجب عدم اخلاء المستوطنات، وأن العرب جميعهم "زعبيون"، وأن والده اعطاه الدولة كهدية، وفي هذا الاسبوع فقط أيد قانون ضم الجامعات الاسرائيلية في الضفة. ومن اجل أن يثبت نفسه يمكن أن يبادر الى هجوم وطني معين على قطاع غزة أو شن حرب صغيرة في الشمال. علم اسرائيل موجود في ثنايا سترته دائما. وهو ايضا لن ينقذ الديمقراطية الاسرائيلية: "نحطم الصمت" هم خونة في نظره، وحزبه هو نموذج لسلطة الفرد والخضوع التام. في ايام لبيد سنشتاق لنتنياهو وحتى للسيجار، وربما لسارة ايضا.

ساعر هو صديق المستوطنين والحريديين، ويجب عليه أن يكون الشخص الذي يخاف منه اليسار – وسط، قائد المعركة ضد طالبي اللجوء، مؤسس نظرية الابعاد والاعتقال، ومن شأنه أن يظهر كرئيس حكومة يتفوق على سلفه بالوطنية الوحشية. زميله كاتس ربما يقوم ببناء جزيرة أمام قطاع غزة، لكنه سيطرد العرب بسلاسل حديدية مثلما فعل في ايامه الجميلة في الجامعة. هؤلاء الثلاثة يمكن الاكتشاف أنهم أشخاص اكثر خطرا من نتنياهو. التفكير بأنه لا يوجد الآن في اسرائيل