الدولة ليست هو- يديعوت

الساعة 01:00 م|15 فبراير 2018

فلسطين اليوم

 

اليوم التالي لنتنياهو

بقلم: عيناب شيف

(المضمون: لقد طمس حصر النظرة الى اسرائيل في صورة نتنياهو النقاش في مسائل اساسية أهم منه، وعلى رأسها تبدد القصة المشتركة الى قبائل وروايات متعارضة في افضل الاحوال ومعادية في اسوأها - المصدر).

 

ذات صباح سيستيقظ مواطنو دولة اسرائيل على واقع لا يكون فيه بنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء. هذا لن يحصل غدا، ولا بعد غد، وربما أيضا ليس بعد خمس سنوات. كل من يدعي التخمين للموعد الدقيق يعلق على جبينه يافطة "أنا نبي كاذب" بحجم بوستر في طرق ايالون. ولكن في النهاية الرجل الذي صمم صورة هذه البلاد أكثر من أي شخص آخر في العشرين سنة الاخيرة ينزل عن المسرح. فسيقلب التاريخ صفحة ويواصل الى الامام، نحو فصل جديد. والسؤال هو ماذا سيكتب فيه.

 

وثمة حاجة ملحة للاهتمام بهذا الان، بالذات الان، في ظل الضجيج الهائل الذي يصم الاذان الذي نكاد لا نتمكن من التنفس في داخله. نتنياهو، بكفاءته التي لا تتكرر، كوى نفسه في الوعي بصفته البحر الذي اليه تتدفق كل الجداول. فليس هناك مسألة لا تقاس بالنسبة لمكانه وتنقسم وفقا للتأييد له أو المعارضة له، بمستوى الصوت وبدرجة الحرارة اللذين لا يطاقان: الاعجاب أو المقت، الانبطاح أو الرفض. ويعمل هذا القياس كالاعصار من الدرجة الخامسة في كل جانب وساحة تقريبا: السياسة، الامن، الاعلام، الثقافة والان ايضا جهاز انفاذ القانون. كلها ستحتاج الى حساب نفس عميق، اصيل ومضن.

 

ولكن لهذا الغرض من الملح العودة الى تصور ما الذي أردنا في واقع الامر تحقيقه قبل أن ننجرف الى هذه الدوامة المجنونة. فعشية يوم الاستقلال السبعين تكاد اسرائيل لا تتذكر ما ومن تتطلع لان تكون دون ان تنزلق الى انشغال متعب بنتنياهو. نسينا أنه كان مستحقون وخاطئون، انجازات واخفاقات قبله. فالاخلاق والفساد لم يخترعا في ولاياته، وهي لن تختفي حين يخلي المنزل في شارع بلفور في القدس.

 

لقد طمس حصر النظرة الى اسرائيل في صورة نتنياهو النقاش في مسائل اساسية أهم منه، وعلى رأسها تبدد القصة المشتركة الى قبائل وروايات متعارضة في افضل الاحوال ومعادية في اسوأها. نذوب انفعالا في ضوء فعل طبيعي كمنح جائزة اسرائيل للاداب لدافيد غروسمان، فقط لانه رمز اليسار والحكومة يمينية صرفة. بالمقابل، فان النية لضم المستوطنات تعتبر في الخطاب وكأنها رنينة في الخلفية، شيء ما يأتي ويذهب من تلقاء نفسه وليس مفترق طرق حرج في رؤيا الدولة اليهودية والديمقراطية. تؤمن أجزاء من الجمهور بوجود "دولة عمق" تبادر الى "انقلابات" وتحيك ملفات. ويحتقر الكثيرون ما يكتب ويبث. كم يمكن الصمود هكذا؟ حتى احتفالات الـ 100، الـ 120؟ متى ستقرر الارضية بانها ملت دق الارجل الى ان تنهار تماما؟ الجواب هو ليس "لكن نتنياهو". في موعد ما لن يكون هذا على كتفيه.

 

ان توصيات الشرطة هي حدث تأسيسي. هذه لحظة تضاء فيها زوايا مظلمة باضواء كالشمس وتلزم كل المشاركين، بمن فيهم ناشر هذه الصحيفة، ان يراجعوا بصدق افعالهم ويقدموا الحساب عليها. وعليه، فان الدراما في المحيط مفهومة ولازمة: روح الامة – اذا كان لا زال واردا الحديث عن الاعداد التي لا تنتهي من الافراد الذين يسيرون هنا كجماعة – موضوعة على كفة الميزان، ولا يمكن للحال أن يستمر هكذا. ولكن هذه ليست النهاية ايضا ولا حتى الوسط. ايام نتنياهو، مثل كل حدث انساني، هي أيام عابرة. وبخلاف ما فهم من خطابه أول أمس فهو ليس ملكا. ولكن المملكة لن تبقى مع نهج يماثل شخصا واحدا ووحيدا مع الماضي، الحاضر والمستقبل.

 

ان الاشهر القريبة ستكون حاسمة وقاسية. واذا اضيفت اليها انتخابات، فاننا سنشتاق للمعركة العنيفة وعديمة الكوابح في 2015. ولكن حتى هذا سينقضي وستكون حياة بعده. ومن لا يزال يهتم، ملزم بان يقلق من أن الارض ليست محروقة بعد. فهي اختفت ببساطة