قد يلجأ للحرب

"إسرائيل" تنتظر موقف المستشار القضائي لتحديد مصير نتنياهو

الساعة 06:15 م|14 فبراير 2018

فلسطين اليوم

أجمع محللون فلسطينيون مختصون في الشأن "الإسرائيلي"، أن حياة رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أصبحت بقرار المستشار القضائي للحكومة "الإسرائيلية" بعد توصيات شرطة الاحتلال بمحاكمته على خلفية قضايا فساد ورشاوي وخيانة الثقة.

ويعتقد المحللون لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" مساء الأربعاء، أن توصيات الشرطة لن تُلزم نتنياهو بالاستقالة وسيبقى يُصارع للبقاء على سدة الحكم في "إسرائيل" لأسباب متعددة.

وأكد المحللون، أن السبب الأول لصراع نتنياهو للبقاء على سدة الحكم هو عدم توجيه لائحة اتهام من قبل المستشار القضائي للحكومة، أم عن الأسباب الأخرى فهو عدم وجود شخصية تحمل الكرزمة التي يتمتع بها نتنياهو في حكم "إسرائيل" وتمسك الأحزاب المتطرفة بشخصيته.

ويعتقد المحللون أن نتنياهو ربما يلجأ لحرب أو تصعيد في جبهات القتال سواء كان في شمال فلسطين المحتلة أو جنوبها لتشتيت الرأي العام "الإسرائيلي" وإلهائه بقضايا جانبية بعيداً عن حديث فساد رئيس حكومته.

وكانت شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" أوصت مساء أمس الثلاثاء، بمحاكمة نتنياهو على قضايا فساد أهمها تلقيه رشاوي تصل إلى أكثر من مليون وربع مليون دولار إضافة لخيانته الثقة واستغلال النفوذ.

ووفقاً لمحللين إسرائيليين فإن نتنياهو حظي بدعم منقطع النظير داخل حزبه وأيضًا من قبل الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي التي منحته "طوق نجاه مؤقت"، بإعلان وزير المالية موشيه كحلون بأن القول الفصل سيكون للمستشار القضائي للحكومة.

التوصيات لا تلزمه بالاستقالة

يرى المحلل في الشأن "الإسرائيلي" أن توصيات شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" بمحاكمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خلفية قضايا فساد لا تلزم نتنياهو بالاستقالة والتنحي عن الحكم حتى اللحظة.

وأشار أبو عامر لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن تنحي نتنياهو عن الحكم حال اتهم بالفساد الأخلاقي فمنذ ولايته وحتى اليوم فلا يوجد عليه شبهات أخلاقية بالمعيار الكبير.

وقال: "إن نتنياهو يستطيع أن يُصارع للبقاء على سدة حكم "إسرائيل" لعدة أسباب وهي "ولايته لم تنتهي ويبقى لديه أشهر طويلة إلى حين اكتمال التحقيقات معه"، و"عدم وجود منافس له داخل حزب الليكود"، "وعدم وجود أصوات داخل الائتلاف الحكومي تُطالبه بالاستقالة أو التنحي" فلهذه الأسباب سيبقى نتنياهو حتى نهاية ولايته، إلا إذا حصلت تطورات سياسية وجنائية في الشرطة تلزمه بالاستقالة".

وفيما يتعلق بهروب نتنياهو من تحقيقات الشرطة من خلال شن حرباً على إحدى جبهات المقاومة، أكد أن "إسرائيل" دولة مؤسسات فلا يستطيع نتنياهو أن ينفذ نزواته الشخصية بالهروب إلى الأمام نحو حرب سواء كانت في "لبنان أو سوريا أو غزة".

واستدرك بالقول: لا يعني ذلك إمكانية أن يحاول نتنياهو التوجه للحرب إلا أن جيش الاحتلال ومخابرات العسكرية لا يحبذون الذهاب للحرب في هذه المرحلة، إضافة إلى أن هروبه سيكون مكشوف "للإسرائيليين" ولن يؤيدونه.

لا منافس لنتنياهو

المختص في الشأن الإسرائيلي عبد الرحمن شهاب لم يختلف عن سابقه حيث أكد أن نتنياهو سيبقى يصارع للتمسك بالحكم خاصة أنه يختلف عن رؤساء الحكومات السابقة لـ"إسرائيل" فهو رجل سياسي يتحمل الضغط ويحاول أن يستعرض زعامة مفقودة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه تخلص من كل خصومه.

وقال شهاب لـ"فلسطين اليوم": "لم يعد هناك شخصية في "إسرائيل" لها الكرزمة التي يتمتع بها نتنياهو لتنافسه على الحكم فلذلك الكثير من شرائح المجتمع والأحزاب تحاول التمسك بنتنياهو ولا تتخلى عنه، خاصة الأحزاب المتطرفة في حكومة الاحتلال والتي لم تجد بديل أفضل من نتنياهو ليمثلها في الحكومة، مما يزيد قوة نتنياهو بالتمسك في البقاء على سدة الحكم إلى أمد ليس بالقصير.

وأضاف: أولمرت رئيس الحكومة السابقة تم الضغط عليه وتمت استقالته نتيجة توصيات الشرطة لكن نتنياهو من الناحية القانونية ليس مضطرا للاستقالة الآن لعدم تقديم لائحة اتهام ضده حتى اللحظة وما جرى أمس مجرد توصيات من الشرطة "الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن المستشار القضائي للحكومة لم يقرر بعد تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو أم لا، لذلك سيبقى نتنياهو يصارع للبقاء في الحكم حتى تتبين توجهات المستشار القضائي.

وفيما يتعلق بهروب نتنياهو إلى الحرب بسبب قضايا الفساد قال: "لا يستطيع نتنياهو صناعة حرب تخرجه من الفساد خاصة وأن الحرب تحتاج إلى سبب مقنع "للإسرائيليين"، لذلك ربما يسعى لبعض التوترات في الجبهات المعروفة (شمال فلسطين أو جنوبها) ليلفت الرأي العام ويحرف الأنظار عن فساده.

يُشار إلى أن نتنياهو حظي بدعم منقطع النظير داخل حزبه وأيضًا من قبل الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي التي منحته "طوق نجاه مؤقت"، بإعلان وزير المالية موشيه كحلون بأن القول الفصل سيكون للمستشار القضائي للحكومة.

حياة نتنياهو بيد المستشار

من جهته قال المختص في الشأن "الإسرائيلي" أكرم عطالله: "عندما يتم إدانة الشرطة لرئيس الوزراء عادة ما يبدأ الائتلاف الحكومي بالضغط على رئيس الوزراء لتقديم استقالته كما حدث مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت".

وأوضح عطالله لـ"فلسطين اليوم"، أن الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف في مرحلة نتنياهو يختلف عن سابقه خاصة وأنه يفضل رئيس وزراء فاسد غير شفاف على رئيس وزراء يساري شفاف ونقي.

وأشار إلى أن الائتلاف الحكومي المتطرف أحال قضية مطالبته باستقالة نتنياهو إلى قرار المستشار القضائي للحكومة حال قدم لائحة اتهام ضد نتنياهو، لافتاً إلى أن المستشار القائي ربما يحسم القضية خلال أسابيع أو أشهر وربما لسنوات وفقاً لاعتبارات يضعها المستشار.

وفيما يتعلق بهروب نتنياهو للحرب في مواجهة قضايا الفساد قال: الحرب إحدى السيناريوهات المتوقعة والتي قد يفعلها نتنياهو للتغطية على فساده، مؤكداً أنه حاول أن يفعلها أثناء التحقيقات.

كلمات دلالية