العد التنازلي لنتنياهو بدأ -هآرتس

الساعة 01:25 م|14 فبراير 2018

فلسطين اليوم

=بقلم: الوف بن

(المضمون: نتنياهو سيلعب على الوقت على أمل أن يبقيه مندلبليت على كرسيه، وهو سيعرض لبيد الذي شهد ضده كشخص له مصلحة سياسية واضحة، ولكن ثقل الاتهامات سيحسم مصيره - المصدر).

 

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بدأ هذا المساء العد التنازلي لحياته السياسية، مع نشر توصيات الشرطة بتقديمه للمحاكمة على تلقي الرشوة. نتنياهو أوضح بأنه لن ينزل عن المنصة دون قتال، تحدث بتصميم ضد المحققين معه وأكد أنه لن يكون هناك شيء وأنه سينتخب لولاية اخرى.

 

ولكن الجزء الهام في خطابه كان في الامور التي لم تقل: رئيس الحكومة لم يناقض الحقائق الصعبة التي نشرتها الشرطة، لم ينف أنه طلب وتلقى هدايا بأثمان باهظة، التي زادت بعد عودته الى الحكم، لم ينف أنه دعم قانون، ودعم مشاريع تجارية ووساطات في الولايات المتحدة هدفت الى المساعدة في تقديم الملذات له، ارنون ملتشن، لم ينف المفاوضات التي اجراها مع ناشر "يديعوت احرونوت" نوني موزيس، من اجل تغطية مؤيدة في القنوات التابعة له مقابل كبح منافسه التجاري "اسرائيل اليوم".

 

النقاش يدور حول تفسير هذه الحقائق. حسب نتنياهو وحاشيته، المفتش العام للشرطة روني الشيخ وقيادة قسم التحقيقات يتآمرون على اسقاط حكمه، مثلهم مثل سابقيهم الذين فشلوا في جهودهم المشابهة في العشرين سنة الاخيرة. وحسب رأيه، كشف عن مؤامرة في القيادة القطرية: مؤامرة لتغيير الحكومة الحالية بواسطة تحقيق جنائي وتوصيات كاذبة. وهو لم يوضح للجمهور دوافع من يسمون بالمتآمرين – كما يبدو ضده. محللو "اسرائيل اليوم" الذين يعبرون بشكل عام عن مواقف نتنياهو يعزون محاولة الانقلاب لرغبة الشيخ ورجاله في الحصول على تغطية مؤيدة في وسائل الاعلام، وخاصة في القنوات الاخبارية التلفزيونية.

 

من المدهش الاكتشاف أن نتنياهو الذي تورط في قضية موزيس، وكما يبدو في قضية "بيزك"، لتخفيف الانتقادات ضده في "يديعوت"، ونشر صور بالمجان لزوجته في موقع "واللاه"، يشخص لدى محققيه بالضبط نفس الاهداف التي أوصلته الى شفا تقديم لائحة اتهام بالرشوة وربما ايضا تحقيق آخر مستقبلا. هو يفترض، كما يبدو، أن كل موظف عام كبير منشغل فقط بأمر واحد وهو الحصول على تغطية مؤيدة في وسائل الاعلام الجماهيرية، ومستعد من اجل ذلك أن يكذب، وأن يقصي آخرين وأن يقوض أسس الديمقراطية.

نتنياهو قال إن حياته العامة، منذ تجنده للجيش وحتى الـ 12 سنة من رئاسته للحكومة، خصصت للدولة وأمنها وازدهارها. ولكن عندما ينتقل من المدح الذاتي للتفاصيل تتضح لنا صورة مختلفة: نتنياهو يعتقد أن القوة السياسية معدة لخدمة من يملكها، وليس الجمهور. حسب رأيه، هو حل الكنيست السابقة بسبب مشروع "قانون اسرائيل اليوم"، أي من اجل ضمان وجود صفحة الرسائل العلنية له، هو أراد اغلاق القناة 10 لاسباب لم يفسرها، لكن الجميع يعرفون أن هذه القناة تمتاز بتقارير غير مؤيدة لسلوك رئيس الحكومة وزوجته والراعين له. يصعب التصديق، لكن هذا هو خط دفاعه: ساعدت وسائل الاعلام التي تؤيدني، وتقريبا اغلقت التي قامت بانتقادي. استخدمت قوة السلطة من اجل مجازاة من يؤيدونني واسكات خصومي.

 

لا يوجد لنتنياهو أدنى شك أو ندم بشأن طلب "الهدايا" الثمينة من ملتشن (التي وزع جزء منها على جيمس باكر عندما ارتفعت المبالغ). حسب رأيه هذا تصرف سليم لشخص يخدم الجمهور، وبعد ذلك يطلب من الوزراء والموظفين الكبار تسهيل أمور مزود السيجار والمجوهرات والملابس والشمبانيا. هذا الموقف يفسد كل الخدمة العامة. اذا كان رئيس الحكومة يتصرف هكذا فلماذا يمنع رئيس البلدية من ذلك؟ أو ضابطة في الشرطة أو مدير مدرسة أو مفتشي المواقف أو مدراء الاقسام في المستشفيات؟ ألا يوجد لهم اصدقاء لديهم اموال زائدة في جيوبهم ومستعدين للاستجابة لأي طلب، واحيانا يطلبون منافع في المقابل؟.

 

نتنياهو يلعب على الوقت على أمل أن يقوم المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، بشطب التوصيات الشديدة ويبقيه على كرسيه. هو سيعرض عضو الكنيست يئير لبيد الذي شهد ضده في قضية ملتشن كصاحب مصلحة سياسية واضحة لتشويه سمعته، ويستمر في الهجوم على المحققين معه. ولكن في نهاية المطاف، مصيره سيحسم من قبل شريكيه السياسيين، موشيه كحلون ونفتالي بينيت. يجب عليهما أن يشرحا للجمهور قريبا لماذا يقومان بتثبيت أوتاد خيمة زعيم يتلقى الرشوة، ويدعوان للفساد في وقت الذروة ولا يحلان الائتلاف ويرسلون نتنياهو للدفاع عن براءته بدون أن يحمل العبء الثقيل لادارة الدولة. نتنياهو يحاول اخافتهما عن طريق "القاعدة الجماهيرية" اليمينية، على أمل أن بينيت وكحلون سيخافان من هرب المصوتين الذين سينتقمون منهم بسبب اسقاط حكومة اليمين، لكن اذا نجح ايضا في شراء القليل من الوقت للبقاء في منصبه فان ثقل الاتهامات سيحسم مصيره.