درس في قيود القوة- هآرتس

الساعة 01:26 م|12 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

شكلت أحداث السبت في الشمال تذكيرا أليما بقيود قوة اسرائيل. فاسقاط طائرة الاف 16 في سماء الجليل أثبت بان لا حروبا بلا مخاطرة، وحتى بعد هجمات عديدة خلف الحدود دون

 

ضرر أو اصابات، يمكن للعدو أن يصحة ويجد نقطة ضعف، حتى في آلة عسكرية متطورة كسلاح الجو الاسرائيلي. ولكن المشكلة ليست فقط في قدرة التصدي العملياتي لمنظومة الدفاع الجوي السوري، بل في تعريف أهداف اسرائيل الاستراتيجية والسبل لتحقيقها.

 

ان التهديدات العلنية، التي أعلنت بان اسرائيل "لن تسمح بتثبيت وجود ايراني في سوريا واقامة مصانع صواريخ في لبنان، واستعراض العضلات في جولة الكابنت في الجولان الاسبوع الماضي، كانت خطأ. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورطا نفسيهما في شرك وقلصا جدا حرية عملهما. اذا لم تعمل اسرائيل وواصلت ايران تثبيت تواجدها كقوة مؤثرة في سوريا بشكل عام وفي الجولان بشكل خاص، فستبث اسرائيل ضعفا وستزداد الضغوط على الحكومة والجيش "لعمل شيء ما". بالمقابل، اذا بحثت اسرائيل عن حل عسكري لضائقتها الاستراتيجية، من شأنها ان تتورط في حرب، يصعب عليها الانتصار فيها.

 

ان قوة اسرائيل العسكرية تسمح لها بالدفاع عن حدودها والسيطرة في المناطق المحتلة. وهي ليست كافية كي تصمم الواقع في الدول المجاورة. لقد فشلت اسرائيل في الماضي في المحاولة الطموحة لفرض "نظام جديد" حتى في لبنان الصغير. فقوتها اصغر من أن تقرر تسويات في سوريا، بشكل يتجاوز الحفاظ على الهدوء النسبي على طول الحدود. فالقصف المتكرر حتى لو اعاق ارساليات السلاح واقامة المنشآت، فانه لن يمنع تعاظم قوة العدو. لقد انتصر نظام الاسد في الحرب الاهلية بمعونة حلفائه الروس، الايرانيين واللبنانيين. والدليل هو انه حتى بعد سبع سنوات من القتال فان الجيش السوري يستخدم منظومة ناجعة للدفاع الجوي.

 

محظور أن يغرينا أيضا "عمل رد سياسي"، تطلب فيه اسرائيل من الولايات المتحدة الاعتراف بضم الجولان، مثلما اعترف بالقدس. ففي السنوات الاخيرة طرحت في اسرائيل أفكار اساسها استغلال ضعف سوريا بفرض حقائق سياسية. مثل هذه الخطوات ستصعد فقط التوتر في الشمال وتمنح السوريين ذرائع للحرب.

 

ان الدرس من الاشتعال في نهاية الاسبوع هو أنه بدلا من تحديد مزيد من الاهداف للقصف، على اسرائيل أن تستوعب عودة نظام الاسد الى الموقف المتصدر في سوريا، برعاية ايران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. على اسرائيل أن تعتاد من جديد على هذا الوضع وان تجد السبل لمنع التصعيد واعادة الردع المستقر حول "الستار البركاني" في الجولان. نتنياهو الذي يتحفظ في الغالب من المغامرات العسكرية، يجب أن يركز علاقاته وكفاءاته الدبلوماسية على هذا الهدف.