استراتيجية أربع جبهات - يديعوت

الساعة 01:25 م|12 فبراير 2018

فلسطين اليوم

ابعاد الاسد عن الايرانيين

بقلم: غيورا آيلند

(المضمون: يمكن لاسرائيل أن تقيد التواجد الايراني في سوريا من خلال أربعة اجراءات استراتيجية في سوريا (بضرب مواقع الاسد في كل مناسبة)، في المفاوضات الامريكية – الايرانية، في تهديد لبنان وفي تحسين أوضاع القطاع - المصدر).

 

تستوجب احداث نهاية الاسبوع في سوريا نظرة أوسع من مجرد فحص الربح والخسارة لكل جانب. فالمشكلة الاساس لا تنبع فقط من تضارب مطلق للمصالح بين اسرائيل وايران بل من تصميم مشابه ولكن متصادم من الطرفين: فالايرانيون مصممون على بناء قوة عسكرية في سوريا تكون خاضعة لامرتهم، واسرائيل مصممة على منع ذلك. وكونه صحيح حتى الان انه لا يبدو بان هناك صيغة ترضي الطرفين، فبانتظارنا على ما يبدو مواجهات اخرى. نحن ملزمون بان نشير ايجابا الى أن حكومة اسرائيل قررت هذه المرة أخذ المخاطرات في المدى القصير كي تمنع تدهورا استراتيجيا في المستقبل. هذا ليس سلوكا مميزا وبالتالي فانه جدير بالتقدير. وأكثر من ذلك، فان هذه هي المرة الاولى التي تعمل فيها اسرائيل عسكريا لمنع بناء قوة تقليدية لدى جيرانها، الامر الذي كما اسلفنا لم يتم عمله في الماضي.

 

كيف يمكن لاسرائيل مع ذلك ان تحقق مبتغاها؟ هناك أربعة جهود متداخلة قد تجبر ادارتها السليمة الايرانيين عن التخلي، وان كان جزئيا، عن تطلعهم ودون أن ننجر الى حرب شاملة. الجهد الاول: مهاجمة ذخائر هامة لنظام الاسد في كل مرة تنشأ فيها فرصة لمهاجمة هدف ايراني. فالاسد غير معني بالمواجهة الان، وبالتأكيد لا يريد أن يفقد ذخائر هامة فقط لان هذا جيد لايران. هكذا قد نتمكن من خلق توتر بين الطرفين والامل بان تقف روسيا الى جانب الاسد أكثر مما الى جانب ايران. الجهد الثاني يرتبط بالبرنامج النووي الايراني. كما هو معروف، تطالب الولايات المتحدة بفتح الاتفاق بل واضافة عناصر جديدة له – كمنع ايران من انتاج الصواريخ بعيدة المدى. في نظر

 

اسرائيل، بالمناسبة، اخراج الايرانيين من سوريا أكثر اهمية بكثير من القيود الجديدة على انتاج الصواريخ. وفي إطار "الاخذ والعطاء" في اتفاق جديد سيكون ممكنا ابداء المرونة في مواضيع معينة ولكن الاصرار على هذا الموضوع الجديد. وفي الحوار الامريكي الروسي تطرح ايضا مواضيع اخرى، واسرائيل ملزمة بان تضغط على الولايات المتحدة كي تبدي تفهما اكبر لاحتياجات روسية اخرى (مثلا، العقوبات الغربية ضدها) وبالمقابل، تحقيق نهج روسي داعم أكثر في الموضوع الايراني. ومثلما هو دوما، نحن ملزمون دوما بالتفضيل بين الطلبات الاسرائيلية، وما يحصل في سوريا هو الاهم.

 

الجهد الثالث يتعلق بلبنان. صحيح حتى اليوم، فان التهديد المباشر الاكبر على اسرائيل ليس سوريا وليس ايران. التهديد الاكبر على اسرائيل هو عشرات الاف صواريخ حزب الله. والسبيل الى منع انضمام هذه المنظمة الى مواجهة في الشمال لا يتحقق من خلال التهديد عليها بل من خلال ايضاح اسرائيلي بانه اذا فتحت النار من لبنان فان ذلك سيؤدي الى حرب شاملة بين اسرائيل وبين لبنان. ولما كان احد لا يريد اليوم تدمير لبنان – لا ايران وسوريا، لا السعودية، لا فرنسا والولايات المتحدة، لا اللبنانيين بل ولا حزب الله، فثمة واجب لتأكيد وتشديد هذه الرسالة.

 

اما الجهد الرابع فهو في غزة. يبدو هذا ظاهرا انه لا علاقة له بالامر ولكنه ذو علاقة بالتأكيد: من الحيوي لاسرائيل الان اكثر من أي وقت مضى منع مواجهة مع حماس في القطاع والتركيز على الجبهة الشمالية. يجب وقف الجدال الاسرائيلي الداخلي والعلم بسخاء لتحسين الوضع الاقتصادي هناك – حتى لو تم الامر عبر حكومة حماس.

 

ان الدمج السليم لهذه الجهود الاربعة كفيل بان ينجح. فيبدو أننا لن نتمكن من الامتناع عن جولات عنف اخرى في الجبهة السورية ولكن سيكون بوسعنا منع الحرب وجبار الايرانيين على تقييد تواجدهم في سوريا. ومن المجدي في هذا الشأن الاشارة الى أنه يوجد منذ الان انجاز اسرائيلي: فقد أملت ايران ضمن امور اخرى في أن تشكل ميليشيا عسكرية بمحاذاة الحدود السورية – الاسرائيلية في هضبة الجولان. وأدت الهجمات الاسرائيلية في الماضي بالايرانيين، في هذه المرحلة الى التخلي عن تواجد سوري يشبه التواجد الذي يبديه حزب الله بمحاذاة الحدود في لبنان.