الشرك السوري لبوتين- معاريف

الساعة 01:19 م|12 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: بوريس دولين

باحث في التدخل السوفياتي في الشرق الاوسط

وكاتب كتاب "سور السويس"

(المضمون: قد تجد روسيا نفسها رغم انجازها في تحقيق قواعد لها في سوريا، في حرب لا تريدها دفاعا عن هذه القواعد مثلما حصل في التجربة المصرية وفي التجربة اللبنانية مع سوريا - المصدر).

في السبت الماضي اشعلت الاضواء حتى وقت متأخر في قيادة الاركان السورية. فالتصعيد بين اسرائيل والمحور الشيعي في سوريا ذكرت جنرالات الكرملين بأيام اخرى وبمشاكل اخرى.

في نهاية 2015 بعثت روسيا بجنودها لانقاذ نظام الاسد. وعلى مدى سنتين – وعمليا حتى اليوم – ضربت طائراتها معاقل الثوار، دون تمييز خاص بين المقاتلين والمدنيين.

لقد جعلت موسكو سوريا مختبر سلاح عظيم – اكثر من 160 نوع من السلاح الجديد جربوه في المعارك. وكان هاما لوزارة الدفاع الروسية اكساب جنودها تجربة عسكرية وقد أداروا تداولا مكثفا للمقاتلين والوحدات. نحو 50 الف جندي روسي شاركوا في الحملة حتى الان.

ولكن الجائزة الحقيقية كانت القواعد. فقد حلمت روسيا بمعقل في البحر المتوسط منذ ايام القياصرة. وعندما بدأت بنقل القوات الى سوريا تسلمت مطار مهجور مع اسم غريب – حميميم. يجدر بكم أن تعتادوا عليه. فلا بد أننا سنسمع عنه غير قليل.

لقد جعل الجيش الروسي القاعدة بلدة عسكرية حقيقية، تسكن فيها وتنطلق منها وحدات مختلفة، ولا سيما قوات جوية. وقد نقلت حميميم الى السيادة الروسية لـ 49 سنة مع امكانية تمديد، وصودرت عمليا من اراضي سوريا.

كما ان نظام الاسد سمح لروسيا بزيادة المرسى الذي كان تحت تصرفها في ميناء طرطوس منذ عهد الاتحاد السوفياتي. وسيتم توسيع المنشأة الضيقة نسبيا لتصبح قاعدة بحرية حقيقية. واحيط الموقعان باطواق حراسة متطورة، ضمن امور اخرى، بصواريخ ارض – جو متطورة.

ظاهرا، الانجاز الروسي اكتمل. ولكن تأتي الان المهامة المركبة لحمايته. من اللحظة التي اقيمت فيها القواعد، فانها كفيلة بان تصبح ورقة مساومة في يد الدولة المضيفة سوريا. ومن شأن هذا أن يجذب روسيا الى مواجهة بخلاف ارادتها.

هذا بالضبط ما حصل في مصر في زمن حرب الاستنزاف وفي سوريا نفسها في حرب لبنان الاولى. في الحالتين كانت في المكان قواعد سوفياتية، وفي كليهما وجدت موسكو نفسها تتصدى لحرب لا تريدها.

الوضع مختلف اليوم. نحن نتحدث مع الروس ويخيل أن حكومة اسرائيل تقوم بعمل لا بأس به في كل ما يتعلق بالتنسيق مع الكرملين، ولكن احداث السبت الاخيرة لا تزال مثابة اشارة تحذير.

تي 4، القاعدة التي اقلعت منها طائرة غير المأهولة الايرانية، يستخدمها الروس ايضا. والضربة لمنظومة الدفاع الجوي حول دمشق – والتي اقيمت بمساعدة روسية – كشفت العاصمة السورية. للجنرالات في موسكو المثلجة يوجد الكثير للتفكير فيه. ولنا ايضا.