طبيعة الاحتلال الغدر فالاحتياط واجب.. مصطفى الصواف

الساعة 06:12 م|11 فبراير 2018

بقلم

قامت الدنيا ولم تقعد صباح السبت الماضي عندما أعلن عن اسقاط طائرة إسرائيلية بعد تعرضها لنيران مضادات أرضية سورية بعد غارة جوية شنتها طائرات إسرائيلية على أهداف سورية في ريف دمشق.

الأمر في شكله الطبيعي شبه عادي، عدوان على سوريا ومن حق سوريا صد العدوان ، لأن من حق سوريا الرد على الغارات الاسرائيلية والدفاع عن نفسها وشعبها، ولكن لكون الأوضاع في المنطقة متوترة، ووتيرة التهديدات الإسرائيلية عالية وشملت العديد من الجبهات ، توقع الكثيرون أننا على اعتاب حرب جديدة قد تقع في شمال فلسطين المحتلة بين (إسرائيل) وسوريا ولبنان في ظل حالة التوتر التي سبقت العدوان الإسرائيلي على سوريا وبعد العدوان واصلت (إسرائيل) ضربها للعديد من الأهداف السورية بدعوى أنها مواقع إيرانية داخل سوريا.

والذي زاد من سخونة الاوضاع هو اجتماع قيادة (إسرائيل) في ما يسمى البئر في وزارة الحرب وهو المكان الذي تتخذ فيه قرارات الحرب من قبل الكيان تجاه الآخرين، وتوقع الكثيرون أن ساعات تفصلنا عن عدوان قد يشمل لبنان بالدرجة الأولى مع بعض الغارات على سوريا في معركة تصفية حسابات بين (إسرائيل) وإيران عبر حزب الله بعد تضخيم قواته المدعومة إيرانيا.

صحيح أن المنطقة برمتها اصابها التوتر والقلق لأن الأمر لن يتوقف عند لبنان لوحده لأن التهديدات الاسرائيلية متسارعة أيضا نحو غزة والمقاومة الفلسطينية، وكان السؤال الدارج أين موقع المقاومة الفلسطينية (غزة) لو جرى عدوان على لبنان ، وما هو موقف المقاومة لو جرى عدوان جديد؟، وكانت التوقعات أن العدوان على لبنان (حزب الله) قد يدفع بالمقاومة الفلسطينية لفتح جبهة مساندة للبنان ومشاغلة للاحتلال كون أن الاحتلال ليس في وارده فتح أكثر من جبهة لأن ذلك سيشكل ارباكا كبيرا لجبهته الداخلة وإن كان لديه القدرات العسكرية الكافية من قوات ومعدات للاشتباك على الجبهتين، هذه القوة التي لدى (إسرائيل) وحدها تصبح قيمتها أضعف لو اصيبت الجبهة الداخلية بحالة انهيار كون أن حزب الله والمقاومة الفلسطينية بما لديهم من بعض القوة سيضعون كل الكيان تحت النار الأمر الذي لم يعتاد عليه الاحتلال بعد أن كانت معاركه خارج حدوده باتت اليوم داخل جبهته الداخلية.

ولكن السؤال هل لو اندلعت حرب بين لبنان (حزب الله) ستشارك المقاومة الفلسطينية في المعركة وتفتح جبهة في الجنوب من قطاع غزة؟ صحيح قطاع غزة منهك ووضعه الاقتصادي تحت الصفر والحصار يضرب أطنابه في كل مكان وهذا كله يوضع في الحسبان في تقدير الموقف إلى جانب أن ترك (إسرائيل) تستفرد بلبنان ثم تقوم بعد ذلك بالاستفراد بالمقاومة في قطاع غزة أيضا يؤخذ في الاعتبار.

وتقديري أن المقاومة الفلسطينية هذه المرة لن تدع (إسرائيل) تستفرد بلبنان وأي اعتداء على لبنان أو على غزة يعني أن العدوان شامل وهذا يستدعي الرد من الجبهة الثانية التي لم يشملها العدوان.

الوضع حتى لحظة الكتابة حذر ومشوب بالتوتر وقد يحدث عكس ما تريده بعض القوى الدولية والاقليمية وتدفع (إسرائيل) بالهجوم على الجبهة الشمالية ، وإن كانت اطراف عديدة تطالب بضبط النفس وعدم الانجرار لمعركة جديدة؛ ولكن من يقرر ذلك هو المصلحة التي تقدرها (إسرائيل).

التقدير العام أن ( إسرائيل ) على الأقل في الوقت الحاضر لا تخطط لعدوان جديد وإن كان احتمال العدوان قائما ، وهذا يستدعي الحيطة والحذر وهذا ما اعلنته كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية عبر إعلان حالة الاستنفار في صفوفها تحسبا لأي عدوان وحتى لا تؤخذ على حين غرة.

 

كلمات دلالية