"الهروب من الشرق" وسيلة المسافرين لدخول معبر رفح

الساعة 07:31 م|08 فبراير 2018

فلسطين اليوم

وجد القائمون على عبور حافلات المسافرين داخل معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، في الطريق الشرقية (الالتفافية) قرب معبر كرم أبو سالم، وسيلة للإسراع في عبور الحافلات إلى المعبر بالتزامن مع تكدس الآلاف من المواطنين أمام بوابة المعبر ما يعكس حالة المعاناة الشديدة التي يعانيها الغزيون بسبب قلة أيام فتح المعبر من الجانب المصري.

ويتكدس الآلاف من الغزيين الراغبين في السفر لأسباب متعددة أمام بوابة المعبر منذ أيام عدة رغم الطقس البارد أملاً في السفر دون انتظار إعلان أسمائهم المدرجة في كشوفات وزارة الداخلية.

يُشار إلى أن السلطات المصرية أعلنت فتح معبر رفح البري جنوب قطاع غزة لمدة ثلاثة أيام في الاتجاهين ابتداءً من الأربعاء حتى الجمعة.

الطالب ابراهيم عبد الله قال لمراسلنا: "سجلت اسمي قبل ما يقارب السنة ولم أتمكن من السفر، وفي الفتحة السابقة كُنت في الحافلة الأخيرة إلا أن تكدس الناس أمام بوابة المعبر أعاق دخولنا وعدنا إلى غزة ولم نتمكن من السفر.

وأشار الطالب عبد الله، إلى أن المسؤولين عن دخول الحافلات إلى الجانب الفلسطيني من المعبر طالبوا الحافلة بالعبور عن الطريق الشرقية بعيداً عن تكدس المواطنين أمام بوابة المعبر وتفادياً لإضاعة الوقت، مبينا أنه ينتظر الآن في الصالة الفلسطينية من المعبر للحصول على ختم الجواز من الجانب المصري للسفر.

وأوضح أن الكثير من الناس يعانون الويلات منذ سنوات ولا زالوا ينتظرون لحظة فتح المعبر للسفر إلى الخارج، معتبراً السفر خارج قطاع غزة يعني الحرية.

ويشعر الطالب عبد الله وغيره من الطلبة الذين حالفهم الحظ بدخول المعبر في الحافلة الأخيرة اليوم براحة نفسية كبيرة بعد سنوات من العذاب وآلام الانتظار المريرة.

وفي الوقت نفسه فقد المواطن محمد أبو شرخ اقامته في السعودية بسبب طول الانتظار وما زال اسمه مدرج في كشوفات المسافرين، مما اضطره وغيره الآلاف من الطلبة والمرضى وأصحاب الاقامات للمبيت أمام بوابة المعبر أملاً في السفر.

وناشد أبو شرخ والمواطنين الحكومتين الفلسطينية والمصرية بضرورة فتح معبر رفح البري أمام العالقين في قطاع غزة خاصة في ظل المعاناة التي يعانيها أهالي القطاع من أوضاع مأساوية لا تحتمل.

حال الطالب ضياء نصار لم يختلف عن أقرانه الطلبة، فقد حصل على منحة بكالوريوس في الجزائر بعد تفوقه في الثانوية العامة على أمل أن يكمل مسيرته التعليمية في التخصص الذي يرغب به، قائلاً: "لم يبقِ لي أمل في غزة بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية سوى السفر خارج القطاع وإكمال تعليمي في الجزائر".

وفي صالة أبو يوسف النجار لم يختلف المشهد كثيراً عما هو عليه أمام بوابة المعبر حيث يتكدس الآلاف من المواطنين داخل الصالة وخارجها أملاً في إدراج أسمائهم في كشوفات المسافرين، وفي إحدى زوايا الصالة يجلس المسن "أبو ياسر" أمام الجدران يبكي حظه لعدم تمكنه من السفر للعلاج قائلاً: يا عالم أنقذونا افتحوا المعبر وخففوا معاناتنا، أنا بموت مليون مرة بدي اتعالج".

وقال مواطنٌ آخر: "خطيب ابنتي ينتظر منذ قرابة السنة وأتمنى أن يفتح المعبر، ويتم الزواج وتعيش حياة كريمة معززة كما يعيشها ويحيها أبناء العالم أجمع".

وفي ذات السياق أكد مسؤول في هيئة المعابر والحدود لفلسطين اليوم، مساء الخميس أن الأمور تسير على ما يرام داخل الصالة الفلسطينية والمصرية، وأنه منذ صباح اليوم تمكنت 7 باصات من مغادرة الجانب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الجانب المصري أدخل ما يقارب 30 شاحنة إلى قطاع غزة، محملة بالاسمنت والخشب والزفتة، عبر بوابة خاصة غير معبر رفح البري، لافتاً إلى وصول 13 شاحنة محملة بالوقود المصري عبر البوابة المصرية لمعبر رفح الخميس.

كلمات دلالية