الساعة الرملية -يديعوت

الساعة 01:35 م|08 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: إذن سنعرف اخيرا اذا كان لن يكون شيء لانه لا يوجد شيء، أم لنا رئيس وزراء توصي الشرطة بتقديمه الى المحاكمة بالتهمة الاخطر ضد الموظف العام – تلقي الرشوة - المصدر).

روى المفتش  العام للشرطة امس لايلانا دايان بانه طهر بنفسه ستة ابنائه. شخص بكلتي يديه يقطع لحمة ابنائه الزائدة. بالضرورة ان يكون شخص بارد الاعصاب. هذا هو الانطباع الذي نشأ من المقابلة معه. ولكن روني ألشيخ وقف أمس امام أحد القرارات الاصعب في منصبه كمفتش عام.

في نقاش جرى أمس مساء بمشاركة المفتش العام وكبار رجالات الشرطة بحثت التوصيات التي سترفعها الشرطة للنيابة العامة في تحقيقات نتنياهو في قضيتي 1000 و 2000. واحدى المسائل المركزية التي يقف امامها الضباط هي هل التوصية بتقديم رئيس الوزراء الى المحاكمة بالتهمة الاصعب أيضا – تلقي الرشوة – أم الاكتفاء بجنايتي الغش وخرق  الثقة. التوصيات لتقديمه للمحاكمة ستكون. لا توجد اي امكانية لان تتجاهل الشرطة والنواب العامون الذي يرافقون التحقيقات هدايا بقيمة مئات الاف الشواكل تلقاها نتنياهو من المليارديرين ميلتشن وباكر. اما مسألة الرشوة هي قصة اخرى. رغم أنه من غير الضروري أن يكون بديل بانه مقابل الهدايا اعطي شيء ما بالمقابل، ويمكن الاكتفاء بانه اعطيت للموظف العام هدية رشوة بمثابة "ابعث خبزك على سطح الماء" – سيكون هناك حذر زائد.  ومع ذلك يدور الحديث عن رئيس  وزراء قائم وعن تهمة اذا ما اثبتت فمن شأنها ان تبعث المتهم لسنوات طويلة في السجن.

وحسب التقارير أمس يبدو أنهم في الشرطة متفقون في الرأي على وجوب رفع لائحة اتهام بالرشوة في ملف 1000 على الاقل. والتوصيات، التي ستنشر في بداية الاسبوع القادم، انتجت امس شريطا آخر من شركة الانتاج الخاصة لنتنياهو. ففي الشريط الذي رفع الى الفيسبوك يهديء نتنياهو روع الجمهور. "الكثيرون منكم يسألون: ماذا سيكون؟" يقول مع التشديد على كل كلمة وكلمة وكأن الحديث يدور عن حقيقة تامة وليس عن "انباء ملفقة" على حد قول الوزير قارا.

"إذن بودي أن اهدئكم: لن يكون شيء. فأنا أعرف  الحقيقة... القانون يقول بان ما يقرر اذا كانت هناك ادلة ظاهرا هو المستشار القانوني للحكومة فهو يتشاور مع النائب العام للدولة. والنائب العام للدولة قال مؤخرا فقط في الكنيست ان نصف توصيات الشرطة تنتهي بلا شيء".

هل انتم فهمتم هذا؟ يقف رئيس وزراء، وبعد تحقيق شرطي استمر منذ سنة ونصف وينتهي هذه الايام مع توصيات للتقديم الى المحاكمة، يضحك على العمل ويضحك على الشرطة التي تخطيء كما يقول في نصف توصياتها على الاقل.

اهدأوا، يقول رئيس الوزراء للجمهور. فنحن نعرف انه ستكون توصيات. ستكون يافطات، ستكون ضغوط مرفوضة. بمعنى: للتوصيات، لليافطات (فيما يشير فقط الى يافطة واحدة ووحيدة كتب فيها ان رئيس الوزراء مذنب حتى يثبت براءته) وللضغوط المرفوضة – يوجد ذات الوزن في نظر نتنياهو. إذ هكذا يريد ان يرى الجمهور ذلك. توصيات الشرطة مثلها كمثل الضغوط المرفوضة.

واصل نتنياهو أمس الخط الذي بدأ فيه في الاجتماع الاخير في مركز الليكود في كانون الاول، حين أعد الجمهور للتوصيات المتبلورة ضده بينما يقزمها. فقد قال: "ستكون توصيات وماذا في ذلك"، وادعى بان اكثر من 60 في المئة من توصيات الشرطة يلقى بها في القمامة.

هذا هو. الساعة الرملية آخذة في  النفاد. وحتى لو تأخرت – فستأتي. وفي الاسبوع القادم هذا سيحصل. وعندها سنعرف اخيرا اذا كان لن يكون شيء لانه لا يوجد شيء، أم لنا رئيس وزراء توصي الشرطة بتقديمه الى المحاكمة بالتهمة الاخطر ضد الموظف العام – تلقي الرشوة.