ثرثرة زائدة -معاريف

الساعة 01:33 م|08 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ميلمان

 (المضمون: في العال وفي اسرائيل ثرثروا اكثر مما ينبغي او يمكن للمسؤولين السعوديين أن يحتملوه فنفى هؤلاء السماح للهند بالمرور في مجالهم الجوي فانطوى حلم العلاقات العلنية مع السعودية ليبقى كالعلاقة مع العشيقة في التلة - المصدر).

 

       لساعات قليلة كان خيال التعاون مع العالم السني في متناول اليد. فقد سربت مصادر اسرائيلية لوسائل الاعلام بان السعودية وافقت على ان تمر الرحلات الجوية للخطوط الجوية الهندية من نيودلهي الى مطار بن غوريون فوق أراضيها.       

 

العال تطير منذ سنين الى الهند في مسار طويل يمر فوق روسيا كي تستجيب لمتطلبات الامن التي تحظر عليها المرور من فوق دول معادية كايران وافغانستان. وخططت شركة الطيران الهندية، كجزء من مبدأ التبادلية والتعاون الاستراتيجي مع اسرائيل، منذ سنين لتحقيق حقها في الطيران الى مطار بن غوريون فتنال نصيبا من هذه السوق الآخذة في التوسع.

 

اقترح الهنود مسار طيران يقصر الطريق عبر ايران وافغانستان، ولكن محافل الامن في وزارة المواصلات (سلطة الطيران القطرية) رفضت الاذن بذلك. وعندها شرعت الشركة الهندية في مفاوضات مع السعودية للسماح لها بالمرور في المجال الجوي للمملكة في الطريق من والى اسرائيل. وفي وزارة المواصلات وفي جهاز الامن كانوا على علم بالاتصالات وأملوا في انه اذا ما تحقق الحلم، فان هذا سيشهد على أن المملكة السعودية مستعدة لان تتقدم في خطوة صغيرة نحو تطبيع العلاقات.

 

منذ سنين تجري بين المملكة واسرائيل اتصالات من أنواع مختلفة فيما أنه في مركزها، حسب منشورات أجنبية، تعاون استخباري وأمني  يقوم على اساس مبدأ عدو عدوي هو صديقي. فالخوف المشترك لدى الدولتين من ايران وتطلعاتها للتوسع يمكنه أن يشكل نسغا مكتلا. وحسب منشورات أجنبية، في السنوات الاخيرة يكثر رئيس الوزراء ووزراء في  الكابنت من الحديث عن الاتصال بين العالم السني واسرائيل كجزء من المعركة ضد ايران ومؤامراتها لاقامة هلال شيعي في الشرق الاوسط، على خلفية دورها في الحروب الاهلية في سوريا، في اليمن وفي العراق.

 

ظاهرا، يمكن لـ "الاتصال الهندي" أن يكون الخطوة الاولى في الطريق الى رفع العلاقات من العالم السري الى السطح، ولكن احدا ما في اسرائيل ثرثر أكثر مما ينبغي. فالمعلومة التي بثت لاول مرة في صوت اسرائيل وكأن السعودية أذنت منذ الان للخطوط  الجوية الهندية في الطيران الى اسرائيل عبر مجالها الجوي، أثار غضب الحكم الملكي في الرياض. وعندها اضيفت الى هذه ثرثرة مسؤولين كبار في العال ممن تخوفوا من أن ها هم يقضمون من احتكارهم وطلبوا الحصول على امتياز مشابه – للطيران فوق السعودية. وبات هذا أكثر مما ينبغي للمملكة وللناطقين بلسانها ممن سارعوا الى النفي في أن يكونوا وافقوا على صفقة مع شركة الطيران الهندية.

 

باختصار، سيتأجل تحقيق الحلم الخيالي مرة اخرى والاتصالات مع السعودية ستواصل كونها علاقات عشيقة في التلة.