دماء ومصحف ووصية.. تركها "أحمد جرار" بعد اغتياله برصاص الاحتلال

الساعة 07:22 م|06 فبراير 2018

فلسطين اليوم

ملابس مضرجة بالدماء، ومصحف كُتب على صفحته الأولى "إلى ابني العزيز أحمد"، ووصية كتبت بخط اليد، وبقايا طعام، وجدتها عائلة "أحمد نصر جرار" بعد اغتياله برصاص الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، في أحد المنازل بقرية اليامون قرب جنين (شمالي الضفة).

ونفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في قرية اليامون فجر اليوم، أدت إلى ارتقاء أحمد نصر جرار، الذي تتهمه "إسرائيل" بقيادة خلية عسكرية نفذت عملية إطلاق نار قرب نابلس قبل أسابيع، قتل خلالها مستوطن.

"هذا خط أحمد، وملابس أحمد"، يقول "صهيب" شقيقه، بعد أن تمكن من دخول المنزل الذي قتل فيه، بحسب شهود عيان.

وأفاد الشهود، بأن شقيق أحمد تعرف على ممتلكاته من مصحف وملابس غطتها الدماء، ووصية، ومذكرات كتبها بخط يده، وجدها في المنزل الذي كان يتواجد فيه، فور انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من المكان.

الشاب أمير فراج، من سكان قرية اليامون، وصل المكان المستهدف بعد انسحاب الجيش مباشرة، يروي لوكالة الأناضول ما شاهده قائلا: "رأينا سترة مغطاة بالدم و جزءا من الدماغ والجمجمة، ومصحفا كُتب عليه "إلى ابني العزيز أحمد"، وقد اخترقت رصاصة المصحف أيضا".

ويتابع، من فوق ركام المنزل المهدم: "لم نرَ جثة أحمد، الجيش أخذها معه عند انسحابه من المكان".

وفور انسحاب الجيش الإسرائيلي، توجه أهالي بلدة اليامون إلى المنزل المستهدف، وعلت التكبيرات والهتافات التي تمجد "أحمد جرار"، ومنها: "بالروح بالدم نفديك يا أحمد".

كما دعت القوى الوطنية والإسلامية في جنين، عبر مكبرات الصوت في المساجد، إلى الحداد والإضراب الشامل، تنديدا بعملية الاغتيال، وحدادا على "أحمد".

وانطلقت مسيرات عفوية في مدينة جنين وقرية اليامون بعد إعلان مقتل أحمد، رفعوا خلالها صورا له، ورددوا هتافات تطالب الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية "بالانتقام لدمائه".

أحمد خمايسة، معتقل محرر من سجون الاحتلال بعد قضاء 15 عاما، تواجد في المكان، يقول: "عشت مطاردا عاما ونصف، المطاردة ليست أمرا سهلا، ولا شك أن أحمد قد عانى كثيرا خلال هذه الفترة".

ويصف خمايسة حياة المطارد بالصعبة جدا، ويقول: "المطارد يتنازل عن حياته، وعن كل ما يملك، يستغني عن أهله وأصدقائه فداء لقضيته، عندما تكون مطاردا يعني أنك وحدك، تجابه دولة بكامل عتادها وجواسيسها".

بدوره، أشاد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في جنين ماهر الأخرس بالشاب جرار.

وقال لوكالة الأناضول: "كل شعبنا الفلسطيني لا يعترف بالاحتلال، طريقنا هو المقاومة وحمل السلاح".

وأضاف: "أحمد جرار ووالده الشهيد من قبله، وكل المجاهدين هم قدوتنا، وسنواصل طريقهم ولن يردنا أحد".

ومنذ مقتل مستوطن بعملية إطلاق نار في التاسع من يناير / كانون الثاني الماضي قرب مدينة نابلس (شمال الضفة)، بدأ جيش الاحتلال عمليات تمشيط وبحث للوصول إلى المنفذين.

وخلال تلك الفترة، شهدت مدينة جنين وبلداتها عمليات عسكرية "إسرائيلية" متتالية، بهدف الوصول إلى الخلية العسكرية التي تتهمها "إسرائيل" بقتل المستوطن.

وفي الثامن عشر من يناير، شهدت جنين عملية عسكرية واسعة، قتل خلالها أحمد إسماعيل جرار، وهو ابن عم أحمد نصر جرار.

كما هدم جيش الاحتلال أربعة منازل لعائلة جرار خلال تلك العملية، قبل أن تعلن فشلها في القبض على "أحمد" أو تصفيته.

وفشلت "إسرائيل" باعتقال أحمد في عدة عمليات اقتحام ومطاردة له، في عدد من المناطق بجنين، حتى تمكنت "إسرائيل" من الوصول إليه واغتياله اليوم الثلاثاء.

 

وخلال فترة مطاردة أحمد، اعتقل جيش الاحتلال 71 فلسطينيا من جنين بهدف الوصول إليه، بحسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

ونعت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، جرار.

ووصف بيان لـ "القسام، جرار بـ "الشهيد القائد القسامي".

 

كلمات دلالية