يوجد لدينا وعد الهي- هآرتس

الساعة 12:41 م|06 فبراير 2018

فلسطين اليوم

وأنت تتشاجرون على سوبرماركت في اسدود

بقلم: عميره هاس

(المضمون: العلمانيون هم ناكرون للجميل الذي يقدمه لهم الحريديون الذين يسهلون عليهم تطبيق الوصايا ويتغاضون عن خرق مجمل الوصايا، وهم الذين يتوسطون لنا عند الخالق ويبقون الوعد الالهي بمنحنا هذه البلاد ساريا، ومع ذلك يتشاجرون معهم على فتح سوبرماركت في يوم السبت في اسدود -المصدر).

العلمانيون هم تافهون وجاحدون بنضالهم ضد المطلب المتواضع للحريديين بعدم فتح المحلات. تافهون ويركزون على صغائر الامور، لماذا؟ لأنه لم يكن يوم السبت مفتوح الى هذه الدرجة لمتعة العلمانيين مثل دور السينما والمطاعم وقانون الدكاكين لا يغلق هذه الفتحات. وناكرون للجميل، لماذا؟ لأن الحريديين والمتدينين الوطنيين هم الوسطاء على وجه الارض بيننا وبين الخالق. نمط حياتهم ومعتقداتهم واخلاصهم وصلواتهم اليومية هي طبق الفضة الذي يوضع عليه الوعد الالهي بأن هذه البلاد لنا، نحن ذرية ابراهيم. في غياب الجينات كيف سيتم اثبات أننا من ذريته اذا لم نحافظ على السبت والحلال، التي دائما ميزتنا عن الاغيار.

ليس في وصية "تذكر يوم السبت وقدسه" قدم لنا الحريديون والمتدينون الوطنيون ورؤساء احزابهم تسهيلات كبيرة. انهم لا يشترطون البقاء في الائتلاف أو القبول الى الدخول في نسل ابراهيم، تنفيذ الوصايا التالية: "احترم أبوك وأمك"، حيث أن الشيخوخة، هي أمر يدعو للخجل وتلقي البصق بسببها في التأمين الوطني. أو "لا تسرق"، لم نسمع حاخاماتنا يحتجون على سرقة الاراضي الخاصة والعامة بواسطة الاعلان عن اراضي دولة.

ايضا على وصية "لا تحسد بيت صديقك"، ايضا قاموا بالقفز عن هذه الوصية بتنازل كبير. وهذه الوصية تم خرقها في حي البقعة وحي الطالبية وعين كارم وسلوان والشيخ جراح وجفعات عمال. الوصية المقدسة "لا تقتل" يخرقونها بصورة ثابتة بمساعدة خرق وصية "لا ترد على كذب جارك". يسلبون حياة الناس ويقولون إنه كان هناك خطر على حياتنا، في حين أنه لم يكن خطر. يقسمون أن الهدف كان عسكري ويخفون أن هؤلاء كانوا مدنيين. هل سمعتم الحاخامات الكبار ورؤساء الاحزاب ذوي المصداقية يهتزون ذات مرة من الخرق الجماعي هذا، هل سمعتم أنهم يتألمون لعدم تنفيذ وصية "أحب الغريب الافريقي الذي يريد ملجأ"، ألم نكن نحن غرباء في مصر.

 

بدلا من شكر رؤساء الاحزاب المصداقين لأنهم يعفوننا من هذه الوصايا، يقوم العلمانيون بالتشاجر معهم على امور تافهة ويخاطرون بانتهاء صلاحية الوعد الالهي لنا. وما الذي بقي لنا ليبرر ويؤكد وجودنا هنا؟.

قولوا – إن مجرد ولادتنا هنا وعيشنا هنا وتحدثنا العبرية ونخلق ثقافة، ستتم الاجابة على ذلك: هذا لا يكفي. الفلسطينيون ولدوا هنا ويعيشون هنا وينتجون ثقافة ويتحدثون العربية الفلسطينية. كل ذلك لم يساعدهم وطردوا ويطردون من وطنهم.

اذا قلتم: قرار الامم المتحدة. سيردون عليكم – الامم المتحدة باطلة، هي مجموعة لاساميين من دول متخلفة.

اذا صعبتم الامر وقلتم: لاسامية. اذا ما الذي قمتم به؟ فقط أحييتم ادعاءات قديمة حول العلاقة الوثيقة بين كارهي اليهود، محا الله اسمهم، وبين مؤسسي الصهيونية، باركهم الله. وكأنكم

أشرتم الى التشابه بين المقت والاشمئزاز الذي يشعر به اليهودي الجديد والصهيوني الاشقر، تجاه اليهودي الذي كان يعيش في شرق اوروبا وبين كراهية غير اليهودي لمن يلبسون القبعات ويحملون فيروس الشيوعية واصحاب البنوك ووسائل الاعلام.

اذا قلتم: ما يبرر وجودنا هو كوننا ملجأ لليهود الذين طردتهم انظمة معادية في الدول العربية وايران. وسيتم الرد: وكأنكم قلتم إن الصهيونية واعمار البلاد تستند فقط الى الكوارث. مثل موجات الهجرة من الارجنتين وروسيا بعد ازمات اقتصادية.

اذا قلتم: "الكارثة" ستجابون: لا سمح الله. بقولكم إن الكارثة احضرتنا الى بلاد الخماسين واسكانات د. وكأنكم تقولون إن الصهيونية لم تكن لتنجح بدون هتلر. واليهود لم يكونوا ليصابوا بالجنون ويأتون الى هنا من اجل طرد شعب آخر من وطنه.

الوعد الالهي هو المبرر الوحيد لوجودنا هنا. وأنتم تتشاجرون على سوبرماركت في اسدود؟.

كلمات دلالية