هنغبي، إما أنه غبي وإما نحن- هآرتس

الساعة 12:39 م|06 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: نحاميا شترسلر

(المضمون: هنغبي صوت مع قانون غير مقتنع به لأنه اعتقد أن القانون سيمر، لكن في الحقيقة كان يمكنه، لو كانت لديه الشجاعة، اسقاط القانون -المصدر).

 

يوجد لهنغبي اسلوبه الخاص. في كل مرة يتألق فيها بمقولة شجاعة تحظى بالتصفيق، لكن في حينه يتبين أنه يفعل العكس بالضبط. هذا ما حدث في يوم السبت الماضي عندما سئل عن قانون الدكاكين، وأجاب بدون تردد "الامر يتعلق بقانون غبي"، وحتى أنه اضاف "أنا اصوت مع قوانين كثيرة غبية". والجمهور رد بالتصفيق "أي شجاعة وأي استقامة هذه".

 

ولكن حقيقة معكوسة: ما هذا الجبن. إن أحدا لم يجبر هنغبي على التصويت مع القانون الغبي. لقد اختار ذلك بنفسه، واكثر من ذلك أن نتائج التصويت في الكنيست كانت 57 – 58، لذلك لو أنه صوت ضد وليس مع فان هذا القانون الغبي كان سيسقط، وسيأتي لصهيون مخلص.

 

وماذا يقول عنه تصريحه الذي يقضي بأنه يصوت "مع القرارات الغبية الكثيرة"؟ أي أنه يجب أن تكون غبي من اجل أن تصوت مع قوانين غبية، أليس كذلك؟ وربما أنه كان يقصد أن الليكود تحول الى غبي، لأن القانون سيتسبب بفقدان مقاعد في الكنيست لصالح يئير لبيد؟ حيث أن جزء من مصوتي الليكود هم من اليمين المعتدل، الذين يريدون حرية تصويت وليس إكراه ديني فاضح.

 

على كل الاحوال، من المؤكد أن افيغدور ليبرمان تصرف بصورة اخرى. فقد فرض على اعضاء اسرائيل بيتنا التصويت ضد القانون الغبي، رغم الضغط الشديد الذي استخدم عليه. ورغم أنه كان سيفقد وظيفة حياته: وزير الدفاع.

 

كذلك يجب علينا عدم تصديق تهديدات آريه درعي بأنه سيستقيل اذا لم تتم المصادقة على القانون حيث أنه في اللحظة التي صرح فيها هنغبي بأنه سيصوت ضد القانون لم تكن هناك اغلبية، وكان درعي سيسحب القانون وينتظر فرصة اخرى.

 

يوجد له ولزملائه الحريديين الكثير مما سيفقدونه اذا انسحبوا: القوة التي يحبونها، الميزانية الكبيرة التي حصلوا عليها للمدارس الدينية (102 مليار شيكل)، "انجاز" الغاء المواد الاساسية، قانون التهرب من الخدمة الذي ينوون تمريره قريبا – يوجد لدرعي اعتبار آخر وهو تحقيقات الشرطة معه بتهمة الفساد.

 

يحيئيل لسري ايضا، رئيس بلدية اسدود، حطم الرقم القياسي للنفاق، حيث اعلن في يوم الجمعة أنه تتم "بلورة حل"، لكن في الغد ارسل مفتشين لتوزيع غرامات على عشرات المحلات التي فتحت ابوابها يوم السبت. قبل ذلك وزع فقط تحذيرات. أي أن الحل الذي يتبلور هو اغلاق كل المحلات التجارية في اسدود استمرارا لخضوعه للحريديين، فيما يتعلق بميزانيات التعليم وترتيبات المواصلات، في السابق حدث هذا في طبرية وبيت شيمش والآن توسع ليصل الى "بيلو – سنتر" وكفار سابا، وهذا سيحدث في كل ارجاء البلاد اذا سقطت اسدود.

 

من هنا يبدو ان المعركة على اسدود هي حرب الاستقلال بالنسبة للعلمانيين، وعلى الجميع التجند لها والمشاركة فيها. 80 في المئة من سكان اسدود هم علمانيون وتقليديون و20 في المئة حريديون ومتدينون، شبيها بالتقسيم في اسرائيل كلها. المشكلة هي أن نفس الـ 20 في المئة يصوتون بنسبة 110 في المئة في الانتخابات البلدية (ايضا الاموات يصوتون) في حين أن 50 في المئة فقط من العلمانيين والتقليديين يصلون الى صناديق الاقتراع. هكذا يحصل الحريديون والمتدينون على قوة زائدة في المجلس البلدي وينجحون في فرض الاكراه الديني على الاغلبية.

 

لذلك توجد فقط طريقة واحدة لاصلاح هذا التشويه: تمرير قانون يلغي قانون الدكاكين. هذا صحيح وديمقراطي. هذا سيعيد لرئيس البلدية والمجلس البلدي القوة لاتخاذ قرار بشأن نمط الحياة المناسب في كل بلدة. بني براك بطابعها واسدود بطابع آخر.

 

ولكن لسري تشوش. هو يعتقد أنه رئيس بلدية بني براك. وهو يقف على رأس بلدية اسدود منذ 2008، وحان الوقت لأن يستقيل. لقد اعلن احد الازواج العلمانيين الذي تم اجراء مقابلة معه في يوم السبت في اسدود وبغضب أنه لن يصوت للسري في الانتخابات القادمة، ويا ليت عشرات آلاف سكان المدينة يحذون حذوه. سكان اسدود هم القوة الطلائعية للعلمانيين ويحق لهم أن يحظوا برئيس بلدية آخر، شخص يمثل الاغلبية.

ربما في حينه ايضا سيجد هنغبي القليل من الشجاعة ويكف عن التصويت مع قوانين غبية. أو على الاقل يكف عن خداعنا.

كلمات دلالية