تحمل اربع رسائل

عملية "سلفيت" تربك العدو وتصيب امنه في مقتل

الساعة 08:24 م|05 فبراير 2018

فلسطين اليوم

يرى مختصون في الشؤون الإسرائيلية أنَّ عملية "سلفيت" التي قُتِلَ فيها مستوطن تعتبر درساً جديداً للأمن الإسرائيلي وللمستوطنين، وتحمل في طياتها رسالة واضحة مفادها أنَّ "الانتفاضة مستمرة على الرغم من الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة في الضفة والقدس".

وذكر مختصون في تصريحات منفصلة لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية أن العملية البطولية تؤكد "أن المشهد الميداني للانتفاضة أصبح مهيئاً لعمليات دراماتيكية أكثر نوعية ونجاحا"ً.

وقُتل مستوطن إسرائيلي، عصر اليوم الاثنين، في عملية طعن قرب مستوطنة "أريئيل" شمال الضفة المحتلة، فيما انسحب المنفذ وسط أعمال بحث واسعة من قبل الجيش الإسرائيلي.

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة "أن العملية البطولية وما سبقها من تصدي للجيش الإسرائيلي في جنين يأتي في سياق الرد الطبيعي من الشعب الفلسطيني على جرائم الاحتلال الإسرائيلي".

وذكر البطة أن العملية تؤكد الفشل الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة المتصاعدة، "نجاح العملية على الرغم من القبضة الأمنية المشددة الإسرائيلية والتنسيق الأمني الذي تبذله السلطة يؤكد أن المقاومة لديها خياراتها، وقادرة على رد الصاع صاعين".

وأشار إلى أن العملية نفذت في منطقة حساسة، قرب مستوطنة "أريئيل" التي تحظى بحماية كبيرة من الجيش والمستوطنين، كما أنها تفصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها، وهي تحمل رسائل للمستوطنين ان امنهم مهدد، الامر الذي قد يدفعهم للهجرة العكسية، وهو ما تخشاه "إسرائيل".

ويعتقد البطة أن الانتفاضة الفلسطينية تخبو وتثور بفعل التنسيق الأمني والقبضة الأمنية الإسرائيلية، قائلاً "التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة أحد عوامل إضعاف الانتفاضة"، مشيراً إلى أن الاحتلال لن ينجح في الحفاظ على الامن الإسرائيلي.

ورجح البطة دخول الانتفاضة مستوى جديد من التصعيد الميداني خاصة في شمالها، موضحاً "أن الضفة ستعود للمقاومة بكل قوة على الرغم من القضبة الأمنية الإسرائيلية والتنسيق الامني".

من جانبه، يرى المختص في الشأن الأمني الإسرائيلي يوسف الشرقاوي أن العملية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الاحتلال غير قادر على حماية المستوطنين في الضفة المحتلة.

وأشار الشرقاوي إلى أن العمليات الأخيرة في شمال الضفة المحتلة تعطي مؤشراً جديداً على انها "ليست فردية"، ومعدة مسبقاً، مستشهداً على نجاحها.

وذكر أن الانتفاضة مهيأة لمزيد من التصعيد الميداني في وجه الاحتلال الإسرائيلي بسبب النكران الإسرائيلي لحقوق الفلسطينيين كاملةً.

وفي السياق، أشار إلى ان الانتفاضة تشهد حال مد وجز يشابه جميع ثورات التحرر، لافتاً إلى ان الأمر مرتبط بشكل وثيق في الاعتداءات الإسرائيلية على الانسان والأرض والمقدسات، لافتاً إلى ان تغيُر وتيرة الانتفاضة من وقتٍ لآخر يضع إسرائيل في مأزق كبير ألا وهو "عدم القدرة على التنبؤ بما تحمله الانتفاضة".

من جهته، أكد مختص الشؤون الإسرائيلية في وكالة "فلسطين اليوم" الاخبارية فادي عبد الهادي، أن علميتي سلفيت ونابلس الشهر الماضي -قُتِلَ في العمليتين مستوطنين اثنين- تحملان أربع رسائل موجهة للمستوطنين، وحكومة بنيامين نتنياهو، ولرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى السلطة.

وأوضح عبد الهادي، أن الرسالة الأولى موجهة ضد المستوطنين تحمل في مضمونها "أن فلسطين أرض اللبن والعسل التي يحاول قادة الاحتلال إغراء يهود العالم بالسفر إليها، لن تكون إلا دماً وحرباً ووبالاً عليهم".

واعتبر عبد الهادي بان العمليتين تضربان قوانين سيادة "إسرائيل" على الضفة التي تناقشها الحكومة المتطرفة في مقتل، قائلاً: إن استمرار العمليات البطولية بتلك الوتيرة سيؤدي إلى هجرة عكسية للمستوطنين كما كان الامر خلال انتفاضة الأقصى".

 وذكر أن الرسالة الثالثة موجهة للإدارة الامريكية ورئيسها دونالد ترامب، مفادها: إن استمرار العمليات دليل قاطع على رفض الفلسطينيين كافة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية القضية الفلسطينية مع الاحتلال على حساب العاصمة الأبدية لفلسطين.

وأشار إلى أن رابع رسالة للعمليتين البطوليتين موجهة ضد السلطة، قائلاً: "العمليات البطولية هي ضربة للتنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة والاحتلال"، مبيناً "أن التنسيق الأمني لا زال متواصل بهدف منع العمليات الفدائية" وفقاً لقوله.

كلمات دلالية