برهوم ينتقد مطالب مركزية فتح ويؤكد أنها إنتاج للفشل مرة أخرى

الساعة 07:13 م|05 فبراير 2018

فلسطين اليوم

انتقد المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، مطالبة اللجنة المركزية لحركة فتح المجتمع الدولي بدراسة آليات جديدة لعملية السلام، مؤكدا أنها بمثابة إنتاج للفشل مرة أخرى، وإعادة استنساخ لمرحلة استمرت لربع قرن من الزمان أرهقت الشعب الفلسطيني وضيعت حقوقه الوطنية.

وقال برهوم، إن سقف حركة فتح هو أقل بكثير من سقف اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، وهذا يدلل أن مستوى العمل الوطني لصالح الشعب الفلسطيني، بات متراجعا لدي فتح، داعياً كافة الأطراف الفلسطينية لتشكيل مؤتمر وطني لإنقاذ القضية الفلسطينية من المخططات الأمريكية والإسرائيلية.

وأكد برهوم، في حديث خاص لـ«الغد»، على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة ومسؤولة باتجاه العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، والوضع الداخلي الفلسطيني والانفتاح على دول الإقليم، حتى نتمكن فلسطينيا من بناء استراتيجية وطنية موحدة وقوية يتم التوافق عليها، لا أن تكون هذه القرارات منفردة وصادرة عن حزب دون آخر.

وأوضح برهوم، “أن حجم التحديات الراهنة أكبر من الرئيس عباس وحماس والفصائل كافة، ومواجهتها يتطلب وضعا فلسطينيا جديدا يقوم على بناء استراتيجية وطنية موحدة، ترتكز إلى خيار المقاومة، حتى نتمكن مجتمعين من مواجهة الاحتلال، وإعلان الرئيس ترمب ومخططاته في تصفية القضية الفلسطينية”.

وانتقد برهوم القرارات الصادرة عن اجتماع اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي واللجنة المركزية لحركة فتح، واصفاً إياها بأنها دون المستوى المطلوب، وتفتقر إلى القرارات الحاسمة والجريئة، خاصة فيما يتعلق بقطع العلاقة التامة مع الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي، ووضع حد لحالة التغول والهيمنة الإسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني.

وأضاف: أن ما صدر عن الجهات القيادية الثلاثة لا يلبي طموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته باتخاذ قرار وطني جرئ بإنهاء حالة الانقسام الوطني، واستعادة الوحدة الوطنية وتوحيد البيت الداخلي الفلسطيني، في مواجهة التحديات والمخاطر الإسرائيلية التي تستهدف القضية الفلسطينية، داعيا إلى اتخاذ قرارات سريعة، تتعلق بشكل العلاقة والمواجهة مع الاحتلال، وتوحيد الصف الفلسطيني من خلال عملية إنقاذ وطني، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، والتأكيد على العمق العربي والإسلامي لمواجه كافة التحديات التي تستهدف الشعب الفلسطيني.

وأشار برهوم إلى أن “فك الارتباط” مع الاحتلال يحتاج إلى قرار وطني حقيقي، يرافقه إجراءات عملية وتنفيذية على الأرض ينهي العلاقات مع الاحتلال على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وهذا الأمر يحتاج إلى قرار واضح من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأوضح برهوم، أن الإدارة الأمريكية لديها مشروع خطير يستهدف القضية الفلسطينية، وتثبيت أركان دولة يهودية عنصرية ومتطرفة تشكل خطراً محدقاً على المنطقة العربية برمتها، وما يجري من استفزازات وتحركات عسكرية وسياسية يأتي في إطار هذه الخطة وترتيب الوضع الداخلي في إسرائيل حتى تتمكن من فرض “صفقة القرن” بالقوة على الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية انتقلت من مربع الدبلوماسية الناعمة وحالة الوساطة إلى مربع العداء الواضح للشعب الفلسطيني والمنطقة العربية برمتها، من خلال توفير كل أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي للاحتلال الإسرائيلي.

وشدد برهوم على أن مواجهة هذه المخططات الأمريكية والإسرائيلية تأتي من خلال التأكيد على أن المقاومة بكل أشكالها وأنواعها حق مشروع لشعب يرزح تحت الاحتلال له الحق في استرداد حقوقه المسلوبه، ومن ثم توحيد البيت الداخلي الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، وثالثاً استعادة العمق العربي والإسلامي لتوفير الحاضنة الداعمة لمقاومة الشعب الفلسطيني.

وفي ما يتعلق بالحرب على غزة، نوه برهوم بأنه طالما هناك احتلال جاثم على الأرض الفلسطينية، فإن حالة الحرب قائمة أو مؤجلة، وحالة التوتر التي يفرضها الاحتلال على حدود غزة، تضع الفلسطينيين أمام تحد جديد، فالاحتلال أصبح لديه جرأة في شأن المزيد من الحروب على الفلسطينيين بعد الانحياز الأمريكي، مطالبا باستعادة الوحدة لمواجهة تلك التهديدات العسكرية.

وفيما يتعلق بالمصالحة وإنهاء الانقسام، قال برهوم: “المصالحة لا تزال تراوح مكانها بعد أن قطعت شوطاً كبيراً بشهادة الأشقاء المصريين، وكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي، موضحا أنه تم تشكيل لجنة وطنية لدعم المصالحة وحركة فتح رفضت التعامل معها”، مشددا أن الرئيس عباس وحركة فتح ليس لديهم قرار بإنهاء حالة الانقسام وانجاز المصالحة.

وأكد أن المصالحة خيار استراتيجي لحركة حماس، وأنها بذلت كل ما بوسعها من أجل استعادة الوحدة وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وبناء استراتيجية وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية، لكن أداء الرئيس وفتح وحكومة التوافق يدلل على أنهما غير جادين في تحقيق المصالحة.

كلمات دلالية