كلمات التضامن لا تكفي

تقرير رسالة من غزة إلى "المرأة التي لا ترى وجهها في المرآة"

الساعة 11:20 ص|05 فبراير 2018

فلسطين اليوم

لا شيء أصعب من أن تفقد المرأة جزءاً هاماً من جسدها، وكيف هو الحال إذا كان هذا الجزء هو وجهها الجميل ذو الملامح الهادئة، الذي شوهته أيدي قوات الاحتلال "الإسرائيلي".. فحينها تصبح الكلمات عاجزة عن الوصف..

فإسراء الجعابيص هذه المرأة الفلسطينية عندما فقدت ملامح وجهها الجميل، لم يعد هناك شيئاً يعزيها، سوى كلمات المواساة والمؤازرة، ورسائل من حب من نساء قطاع غزة.

الجعابيص البالغة من العمر (32 عاماً) اعتقلتها قوات الاحتلال بعد حريق شب في سيارتها، جراء إلقاء قنبلة عليها، أُصيبت على إثره بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في 50% من جسدها، وفقدت 8 من أصابع يديها، وأصابتها بتشوهات في منطقة الوجه والظهر.

عدد من النساء تجمعن في فعالية إسنادية مع المعتقلة الجعابيص، ضمن فعالية لدائرة العمل النسائي في حركة الجهاد الإسلامي، أعربن عن تضامنهن مع المعتقلة الجعابيص التي تعاني في سجنها جراء المعاناة التي تعانيها بسبب الإصابة التي تعرضت لها وأدت للحروق في وجهها ويديها.

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أكد أن الجعابيص تتعرض لإهمال طبي متعمد، حيث تعاني من حروق في جسدها، لتؤكد على بشاعة وإجرام العدو الصهيوني، مطالباً الجميع للوقوف على مسؤولياته تجاه الجعابيص وكافة الأسيرات.

واعتبر المدلل، عدم قدرة الجعابيص على رؤية وجهها نتيجة ما تعانيه شعور قاسي تعيشه أي امرأة، متسائلاً عن دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية للوقوف وقفة جادة لوقف إجراءات الاحتلال بحق الأسيرات.

وطالب بضرورة العمل بالقوانين والاتفاقيات الدولية التى تعنى بالمرأة والزام "إسرائيل" بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1977 للحفاظ على حقوق المرأة والسلام الدولي ، والقضاء على العنف ضدها، منوهاً إلى أن الأمة العربية مدانة إن لم تقف وقفة واحدة حتى يتم تحرير كافة الأسيرات.

وشدد المدلل، على ضرورة العمل على إبقاء قضية الأسرى والأسيرات حية في كل مكان وميدان، وفضح مؤامرات الاحتلال وجرائمه أمام المؤسسات الدولية، فضلاً عن الحديث عن قضية الأسرى في المناهج التعليمية الفلسطينية والعربية.

وأكد المدلل، على أن المقاومة الفلسطينية تستطيع من خلال خطط مدروسة أن تعمل جاهدة من أجل تحرير الأسرى والأسيرات واتمام صفقة تبادل مشرفة.

سائدة حلس، أعربت عن حزنها الشديد للحال الذي وصلته إسراء التي تعاني جراء إصابتها التي لم تشفع لها أمام الاحتلال والعالم أجمع، قائلةً: رسالتي لإسراء بالصمود والصبر، فالفلسطينيون لا يملكون سواه.

وطالبت كافة المؤسسات النسوية في العالم أجمع للوقوف بجانب إسراء والانتصار لها ولقضيتها التي تبلغ من المآسي منتهاه.

من ناحيتها طالبت رواء حبيب، جميع أحرار العالم بالوقوف إلى جانب قضية إسراء وكافة الأسرى، وإدراك حجم معاناتهم في زنازين الظلم والقهر، وأن يتخذوا اجراءات فعلية تجاه قضيتها.

وقالت حبيب في رسالة للمؤسسات الحقوقية والقانونية: ما الصدى والأثر الذ تركته كلمات إسراء فيكم حين صرخت : "في أكثر من هيك وجع" ؟! ألم تنظروا إلى حرقة قلبها كل يوم على طفلها الذي أرغمت على تركه., أين الانسانية وموقفكم الجاد.

وشددت على ضرورة اسناد قضيتها وفضح جرائم هذا العدو ونقل صورتها للرأي العام وفرض قضيتها أمام المجتمع الدولي.

يُذكر، أن الاحتلال يعتقل في سجونه ما يقارب من 58 معتقلة ، منهن 9 معتقلات قاصرات ، في سجنى الدامون وهشارون ، منهن 6 معتقلات بدون أسرة ويفترشن الأرض بسبب الاكتظاظ والاعتقالات العشوائية التى طالت ما يقارب (160 ) امرأة وفتاة في العام 2017 ، وما يقارب من 20 حالة اعتقال منذ بداية العام 2018 " وفق تقارير صادرة عن مؤسسات الأسرى " .

 

 

كلمات دلالية