التهديدات بحرب في الشمال- يديعوت

الساعة 01:07 م|04 فبراير 2018

فلسطين اليوم

كيف يبدو هذا في الجانب اللبناني

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: ما الذي يمكن للحريري أن يفعله كي يوقف تعزيز قوة حزب الله باسناد ايراني؟ صفر مربع - المصدر).

ثلاثي العلم الذي يقود لبنان، الرئيس المسيحي الماروني، رئيس الوزراء المسلم السني ورئيس البرلمان المسلم الشيعي، لا ينجح في أن يقرر اذا كان طوفان التهديدات من اسرائيل يستهدف الكشف عن مخططات جارور لحملة عسكرية أم ان رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع وكبار رجالات الجيش الاسرائيلي لا يقصدون الا التخويف.

 

ولم نذكر حزب الله، الذي يمسك بكل الخيوط في لبنان وليس له مصلحة حقيقية في جولة ثالثة من الخراب والدمار. فبعد 2000 قتيل في سوريا ومئات المعوقين والجرحى، والتقليص الاليم في ميزانية التمويل الايرانية، لحزب الله شؤون اكثر الحاحا. فالوصف التصويري في اسلوب ليبرمان في أنه في الجولة التالية لن يكون وضع يتشمس فيه اللبنانيون على شاطيء البحر ويختبيء الاسرائيليون في الملاجيء، أدى بنصرالله لان يقرع الاجراس بان "اسرائيل ايضا تعرف بانها في الحرب التالية ستدفع ثمنا باهظا". لدى الثلاثي القائد في بيروت، عندما يتحدث ليبرمان عن "الاحذية على الارض"، فانه يؤشر الى صيف حار.

من المهم الانتباه الى أن القيادة في بيروت لم يخرج عنها نفي للخطة الايرانية لتحسين قدرات حزب الله من خلال مصانع انتاج الصواريخ الدقيقة. فإما الا يكونوا شركاء في السر أم أنهم يختارون الصمت. فبعد أن دمرت اسرائيل البنى التحتية الصناعية الايرانية في سوريا، حسب منشورات اجنبية، ينقل الحرس الثوري الجهد الى لبنان دون أن يطلب الاذن من القيادة الرائدة. الحقيقة؟ كميات الصواريخ لدى حزب الله حتى قبل اقامة المصانع الجديدة في جنوب لبنان مذهلة. ونصرالله يحرص على أن تقوم وسائل الاعلام، الاجنبية اساسا، بالعمل نيابة عنه. فمنذ الان يدور الحديث عن الاف الصواريخ التي يمكنها أن تدقق نحو اهداف في حيفا وتل أبيب وتصل حتى ايلات. كمية الصواريخ غير الدقيقة، وتلك للمدى المتوسط، والحوامات، اكبر بكثير. اما الرقابة عندنا فلن تسمح بالكشف.

وهاكم موضوع التوقيت: في الاسبوع الاول من شهر ايار ستجرى الانتخابات للبرلمان اللبناني. لعشر سنوات، بسبب شؤون الامن، الحرب الاهلية في سوريا والنزاعات الداخلية، فان ولاية البرلمان في بيروت، حيث لحزب الله حق الفيتو على القرارات الهامة، مددت المرة تلو الاخرى. فقد أقسم رئيس الوزراء الحريري الان على أن الانتخابات ستجرى في 6 ايار، وهو لا يعتزم التأجيل، مهما كان الامر. وبعد اسبوع من ذلك بالضبط، في 12 ايار، سيكون الرئيس ترامب ملزما بان يقرر ماذا سيكون مصير الاتفاق النووي مع ايران. ويحرص ترامب على ان يغرد بانه لن يكون بصيما.

من الجانب اللبناني، هذا الاسبوع من ايار سيكون دراماتيكيا. في الكرياه في تل ابيب يتنبأون بصعود حزب الله في البرلمان حتى أغلبية 70 في المئة. كل هذا شريطة الا تقع "مفاجآت سوداء". من ناحية اسرائيل فان سيطرة حزب الله على مؤسسات الدولة في لبنان وعملية اتخاذ القرارات هي خطوة يجب وقفها. كيف توقف؟ لا حاجة لخيال منفلت العقال.

ما الذي يمكن للحريري أن يفعله كي يوقف تعزيز قوة حزب الله باسناد ايراني؟ صفر مربع. فحزب الاغلبية لديه سيبقى على أي حال يعمل مع ممثلي حزب الله في البرلمان، والبرلمان اللبناني على أي حال ليس له وزن. كل المحاولات البائسة لجمع سلاح حزب الله ردت باحتقار. فنصرالله يحمي لبنان من العدو الصهيوني، ومقاتلو منظمة الارهاب هم جنوده ضد اسرائيل، بالضبط مثلما هم يقاتلون لبقاء بشار الاسد في سوريا.

على مدى السنين اعتدنا على ان نرى في لبنان ملعبا للحرب. احد لا يطلب الاذن لاطلاق الطائرات المأهولة وغير المأهولة من سلاح الجو في الطريق الى الضرب، وفقا لمصادر أجنبية، لاهداف محددة في سوريا. وفجأة يبقى لبنان مكانة دولة سيادية مسؤولة، والان يستعرضون العضلات في التوقيع على عقود للتنقيب عن النفط في "الكتلة 9" داخل البحر، والتي توجد بمحاذاة الحدود مع اسرائيل. لبنان الرسمي يقسم على الا يتراجع في هذا الموضوع، ولكن طبول الحرب من جانب اسرائيل يتركه لبنان لمعالجة الاخرين.