تقرير: اللاجئة "أم حسين"...الفقراء يدفعون ثمن تقليصات الأونروا

الساعة 09:48 ص|01 فبراير 2018

فلسطين اليوم

فاطمة معلا، لاجئة فلسطينية من مخيم الأمعري قرب رام الله، لها ستة أبناء جميعهم يعانون من إعاقات جسدية وثلاثة منهم ولدوا صما وبُكما، حتى باتت تعرف في المخيم بـ" أم حسين الأخرس".

1اللاجئة ام حسين.jpg
 

تعيش أم ح سين (70 عاما) في حي المدارس في الجهة الشرقية من المخيم، ويصل بيتها بالشارع الرئيسي في الخيم شارع فرعي غير مسفلت تملؤه الحفر، وهو ما يشكل معاناة لأبنها البكر حسين (45 عاما) الذي يقطعه بكرسيه المتحرك يوميا بعد أن شلّته إصابة بالرصاص الإسرائيلي في العام 1987. قالت:" منذ عشرين عاما وهو يستخدم الكرسي ذاته، ولا نستطيع تجديده".

ليس فقط حسين من يعاني من إصابة جراء إصابته برصاص الاحتلال، فإبنها الثاني أصيب في العام 1994، فيما أصيب أحمد خلال مواجهات في المخيم قبل أربعة سنوات.

لاجئ.jpg
 

ولكن حسين فقط من يتلقى مخصص قدرة" 1300" شيكل شهريا من صندوق جرحى الانتفاضة التابع للسلطة الفلسطينية، وبسبب هذا المخصص، تقول والدته حجبت وكالة الغوث عن العائلة المساعدات الشهرية. بينما تستحق شقيقته سائدة مبلغ 400 دولار لثلاث شهور من مخصصات البطالة التابع لوكالة الغوث مرتين في العام الواحد، "وهذا كل شيء" كما قالت الأم.

حسين وأشقائه يحتاجون لعلاج دائم، فيما تحتاج الوالدة أيضا لأدوية تصرف لها من عيادة المخيم بشكل شهري، مصابة بانسداد شرايين القلب وبضغط الدم المزمن، ولكن مؤخرا باتت أنواع من الأدوية تفقد لأيام و أحيانا لأشهر من عيادة المخيم، وفي هذه الحالة تبقى بلا علاج فتكلفتها مرتفعة لا تستطيع أن تتحملها، قالت:" من أين اشتريتها؟، ليست لدي القدرة المادية على ذلك، كل شيكل محسوب مسبقا".

هذه ليست المرة الأولى التي تخلو عيادة المخيم من الأدوية اللازمة لها، وأيضا ليست المرة الأولى التي تبقى لأيام بلا علاج لعدم قدرتها على شرائها على نفقتها الخاصة، وهو ما يجعلها تتساءل كيف سيكون حالها في حال تم "تصفية عمل الوكالة في المخيمات".

عائلة معلا، اللاجئة من بلدة المالحة المهجرة جنوب القدس، كانت تتلقى مساعدات نقدية وغذائية وكذلك حصص من الكاز والبطانيات شتاءً، ويغطي تأمينها الصحي معظم حاجتها وحاجة أبنائها المرضى والجرحى للعلاج، وتقوم الوكالة بتقديم كافة المساعدة على ترميم المنازل أو إعادة بنائها في حال هدمها، كما كل اللاجئين في مخيمها وباقي المخيمات، حتى عام 2004.

لاجئة ام حسين.jpg
 

بعد ذلك، تقول الأم بدأت التقليصات تطال كافة خدمات وكالة الغوث، فتآكلت كمية المواد الغذائية حتى توقفت ثم ضعفت فاتورة العلاج، وتراجعت مخصصات البطالة إلى حدود دنيا، ولشخص واحد في العائلة فقط.

وفي ظل تقليص الولايات المتحدة مساعداتها لوكالة الغوث وتراجع برامج الأخيرة، لا تخفِ أم حسين مخاوفها من توقف عمل الوكالة بالكامل، فهي تظن كما الجميع في المخيم أن اللاجئين والمخيمات أصبحوا أقرب من أي وقت مضى إلى تصفية قضيتهم بوقف عمل وكالة الغوث.

تقول:" ما دمنا هنا فيجب على الوكالة حمايتنا وحماية حقوقنا، كرت الوكالة عنوان لجوئنا إن كانوا سيوقفوا خدمات الوكالة فليعيدونا إلى بلادنا التي هجرنا منها، هذا المخيم ليس أرضنا، أنه أرض البيرة".

كلمات دلالية