لا معنى -معاريف

الساعة 01:17 م|31 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: ران أدليست

(المضمون: في الجدال بين اليسار واليمين يوجد موضوع واحد ذو صلة: هل توجد جدوى لمشروع الاستيطان في ضوء التآكل الثابت في المناطق التي احتلت في 1967؟ ولكن لا معنى للجدال مع من لا يعترف بالواقع - المصدر).

أيها اليساريون كفوا عن الجدال مع اليمينيين، الا ان كان هذا استيضاحا صافيا، فالجدال على الايديولوجيا، على الاخلاق، على الامن يجب أن يتوقف.كما لا معنى للجدال على الانسانية. فالانسانية اليمينية الصافية على أي حال مكرسة لليهود فقط. لقد طحن كل شيء حتى الان حتى سحق تماما وبات عديم الجدوى. الكل هنا مميزون باتقان في اطلاق جملتهم المظفرة. والجدال مليء بالصقور والكشافة، ولكنه يثور حماسة تلقائية مع كل قضية خلاف ويرفع مستوى اللهيب ولا سيما حين يختلط الدم.

 

عندما يقتل الناس من هنا او من هناك، يخيل وكأن الجميع يندفعون من مكانهم على رؤوس الاعصاب، ولكن هذا وضع عابث. والحماسة هي الاخرى نار عديمة الاثر، مجرد استعراض اكثر مما هي نزال. وضمن امور اخرى، لان الجميع يعرفون بان نهاية كل جدال عن اليسار واليمين في اسرائيل يختبىء بيتان ما أو امسلم ما يلوح بعصا ائتلافية والان اذهب لتجادل بينما المسدس على الرأس والديمقراطية عاجزة. في الجدال بين اليمين واليسار يوجد فقط موضوع واحد يفترض أن يكون على جدول الاعمال: هل توجد جدوى لاستمرار مشروع الاستيطان في ضوء مسيرة التآكل الثابتة في المناطق التي احتلت في 1967. فالمسيرة تثبت بان التآكل ينجح، ولكن لثانية واحدة لا اعتقد أنه يمكن "الانتصار" على اليمين في هذا الجدال (الرب والائتلاف، كما يذكر، الى جانبهم) والسبيل الوحيد لخوض جدال هو الحديث عن الحقائق التي يتفق فيها اليمين ايضا، لوصف المسيرة الثابتة التي انسحبنا فيها من سيناء، من لبنان، من قطاع غزة، من غوش قطيف وبالاساس مسيرة تآكل السيطرة الاستيطانية في الضفة، انظروا ميغرون، عمونه وشركاه.

 

نحن ننسحب من المناطق المرة تلو الاخرى، وهذا ليس بسبب معارضة اليسار لمواصلة السيطرة فيها، بل لان سياسة اليمين تلتقي الواقع وتتحطم. تقديرات اليسار كانت محقة والواقع اثبت أن لا معنى من استمرار السيطرة في سيناء، في لبنان، في القطاع وفي غوش قطيف، وتجاهل حقوق الفلسطينيين. بيغن، رابين، باراك وشارون، كل واحد في ورديته، قبلوا بالواقع كما هو.

 

لا معنى لمطالبة الاصدقاء في اليمين الاعتراف بالواقع، لا في الشمال ولا في الجنوب. مثلا، عندما تنسحب من القطاع تحت ضغ الواقع، ولكنك تواصل حملة السطو في الضفة، تخرق الوعود مثل الممر الحر بين القطاع والضفة وتفرض حصارا على القطاع – واضح وواقعي جدا الافتراض بان الطرف الاخر سيرد بالعنف هو ايضا. من لا يفهم او يرفض أن يفهم أو لا يهمه بان

 

هذا هو الواقع، نهايته ان يرد بقوة غير متوازنة على العنف الذي يأتي من القطاع، بل ويضيف حجة للهذيان حين يتذمر ويشرح باننا انسحبنا من القطاع وتلقينا صواريخ القسام.

لا معنى للانجرار وراء الحجج من هذا النوع، مثلما لا معنى "للاثبات" بان الصلوات ليست مجدية. اوري ارئيل يصلي ضد الجفاف، ضد حماس وضد حزب الله. لا يمكن لاي وصف للواقع أو أدلة علمية أن تقف امام الصلاة لوزير في الائتلاف الذي يعتبر في نظر الكثيرين الاكثر فسادا منذ الائتلاف الذي جمع شعب اسرائيل ليرقص حول العجل الذهبي عند خروج مصر. وعلى أي حال ما هي الكلمات العشرة امام الاتفاقات الائتلافية.