قبل الخروج الى حرب اختيارية- هآرتس

الساعة 01:12 م|31 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

هل تعتزم حكومة اسرائيل الخروج الى حرب في لبنان؟ من الصعب الامتناع عن استنتاج آخر في ضوء جملة التصريحات، التحذيرات والتهديدات التي يمتلىء بها الخطاب العام في الايام الاخيرة. وقد بدأ هذا الخطاب بنشر مقال بالعربية من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي في وسائل اعلامية عربية وعن نية ايران اقامة مصنع صواريخ دقيقة في لبنان، تواصل بتحذير وزير الدفاع في أن اسرائيل لن تدع ايران تبني مثل هذا المصنع، فيما اوضح رئيس الوزراء بالتوازي للرئيس الروسي بان اسرائيل لن تسمح لايران بان تترسخ عسكريا في سوريا وفي لبنان.

 

ان تهيئة الرأي العام الاسرائيلي والدولي هي بشكل عام خطوة أولية ضرورية لعملية عسكرية، ومن هنا ايضا التخوف الذي يثيره هذا الخطاب. يمكن بالطبع أن نفترض بان التهديدات تأتي لردع ايران ولبنان، لتشجيع الاسرة الدولية على التدخل أو لحمل الحكومة اللبنانية على وقف المخطط الايراني. ولكن ماذا اذا تبدد هذا الافتراض، ولم ترتدع ايران؟ هل اسرائيل ملزمة في حينه بالخروج الى حرب؟

 

ان هتافات القتال تأتي لتعريف اقامة مصنع الصواريخ، اذا ما اقيم حقا، كتهديد وجودي على دولة اسرائيل. وفجأة ينسى التهديد الدائم، الذي يحذر من مئات الاف الصواريخ الموجهة منذ الان لاسرائيل من لبنان، ايران، سوريا وغزة. وها هو هذا التهديد بالذات لم يدفع اسرائيل حتى الان للخروج الى حرب. حيال حزب الله تقيم ميزان ردع اثبت نجاعته منذ حرب لبنان الثانية، وهكذا ايضا حيال غزة، بينما التهديد الايراني، كما يسعى نتنياهو لان يقنعنا، يكمن بالذات في البرنامج النووي وفي الاتفاق النووي الذي اوقفه، وليس بالذات في الصواريخ.

 

ان حكومة اسرائيل ملزمة بالتالي تجاه مواطني اسرائيل بتفسير دقيق، موضوعي ومقنع لماذا بالذات يغير مصنع صواريخ في لبنان الميزان الاستراتيجي بشكل يستوجب خروجا للحرب. عليها أن تعرض على الجمهور تقديرات الوضع بالنسبة لعدد القتلى المتوقع، الضرر للبنى التحتية المدنية والكلفة الاقتصادية المقدرة، مقابل الخطر الذي في اقامة مصنع الصواريخ. للجمهور حق بل وواجب ان يسأل اذا كانت اسرائيل ستخرج الى حرب في غزة أيضا، كي تدمر مخزون الصواريخ الذي يهددها، وهل ايران ايضا ستصبح هدفا للهجوم بسبب الصواريخ الباليستية.

 

ان الجمهور في اسرائيل مجرب بما يكفي كي يشكك في تعريفات التهدد لدى حكومة اسرائيل، او كي يتبنى بلا شروط تعريفها لحرب "اللاخيار". ليس في هذه الاقوال أي نية للاستخفاف او للتقليص من خطورة التهديدات التي توجد امام الدولة، ولكن مراجعة دقيقة وشكاكة لسياقات اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية في موضوع محمل بالمخاطر كهذا، هي مراجعة حيوية.