خبر إعلام مقاتل .. هآرتس

الساعة 12:57 م|26 ديسمبر 2008

بقلم: أبيرما غولان

منذ بدأ التصعيد في الجنوب، يظهر الاعلام الالكتروني موقفا قتاليا اكثر من متطرفي الحكومة. ففي مقابلات مع وزير النقل العام شاؤول موفاز، ورئيس الليكود بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك يحدث انطباع ان مجري المقابلة يستحث من اجريت معه المقابلة حقا على "دخول غزة"، باسم سكان سديروت بطبيعة الامر.

هكذا تبدو الامور ايضا للمراقبين البعيدين عن سديروت ونتيفوت وعسقلان وبلدات حيفل اشكول. كل ما يرونه مراسل صارم الوجه، يرد على الاسئلة الخائفة في ظاهر الامر لمقدم الاخبار ("أصحيح ان نقول ان عسقلان مدينة اشباح هذا المساء؟")، سيارات الاسعاف تصفر، والجرحى والصراخ وفوق كل ذلك سكان يتحدثون عن حياتهم التي لا تطاق والكلمات المكررة هي الخوف والذعر والهوس.

يصعب أن نتحرر من الاحساس بان الراديو والتلفاز يفضلان اسماع الصوت المتطرف والمتحمس لساسة محليين وسكان بعضهم يشارك في نشاط سياسي يثير الحرب، ولا سيما منذ الانفصال. عندما يحاول السكان اسماع صوت اخر والحديث عن جوانب مختلفة لحياتهم في النقب الغربي، يقطع مجري المقابلة على المتحدث كلامه اكثر من مرة بصبر نافد ويحثه على الحديث عن الخوف.

تبرز الظاهرة على نحو خاص فيما يتعلق بسديروت. فالمدينة حية تتنفس وتنشط في هذه الايام ايضا تحت رشقات صواريخ القسام، ويظهر سكانها قدرة نادرة مثيرة على الثبات. هذا هو الواقع ايضا في البلدات حول سديروت وفي ضمنها معهد "سبير" الذي تستمر الدراسة والنشاطات المختلفة فيه كعادتها وبمزاج طيب. كل من يدفع الى المنطقة ويرى اداء العابرين والمعلمات والحاضنات وطلبة الجامعات والمحاضرين والبالغين والاولاد زمن سماع نذير "لون احمر"، لا يستطيع الا أن يدهش للفرق بين الواقع وانعكاسه في الاعلام. يعارض 46 في المائة من الجمهور عملية في غزة. ومن المعقول ان نفترض ان هذه هي نسبة المعارضين ايضا (على الاقل!) في النقب الغربي.

هذا الفرق خطير ويحدث ضررا مضاعفا. الاول – ان بلدات الضاحية تبدو (مرة اخرى) مثل بلدات تستحق الشفقة وسكانها مثل بؤساء علقوا بلا مخرج. وليس عرضا ان يهب متطوعون اخيار لنقل الاولاد الى المركز ليقضوا اوقاتهم في احتفالات عيد الانوار. حسنا فعل رئيس بلدية سديروت دافيد بوسكيلا عندما رفض هذا الاسبوع بحزم اقتراحا كهذا وجه اليه باذاعة الجيش الاسرائيلي وقال انه من اراد التعبير عن المشايعة فانه مدعو الى سديروت.

الضرر الثاني اكثر اقلاقا ويعبر عنه باحداث ضغط على الحكومة "لدخول غزة". هذا الضغط العديم المسؤولية يذكر بابتهاج المعركة الذي التصق بمحللين ما عشية حرب لبنان الثانية ونتائجه معلومة. ليست سديروت ونتيفوت وعسقلان وبلدات غلاف غزة محتاجة للرحمة، وليست محتاجة الى فم متحمس يتحدث بدلا منها ويستحث حكومة ضعيفة يغرق اعضاؤها في شؤون الانتخابات، الى عملية ليست بدايتها معروفة فقط بل واضحة نهايتها ولا تبشر الا بالشر.