إضرابات و وقف مؤقت لدخول البضائع.. أين تتجه الأوضاع الاقتصادية بغزة؟

الساعة 11:42 م|29 يناير 2018

فلسطين اليوم

بعد الإضراب التجاري الشامل الذي جرى تنفيذه الأسبوع الماضي، في أسواق بعض المناطق بقطاع غزة، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع، أعلنت مؤسسات القطاع الخاص عن قرارها بوقف التنسيق لدخول جميع أنواع البضائع عبر معبر "كرم أبو سالم"، لمدة يوم واحد الأسبوع القادم.

و يقول القائمون على هذه الخطوات الاحتجاجية، إن هذا القرار هو أولى الخطوات التي تهدف الى ايصال رسالة للجميع بأن قطاع غزة في حالة انهيار.

يشار الى أن القطاع المحاصر، الذي يعيش فيه نحو 2 مليون نسمة، يعيش أوضاعاً مأساوية متردية للغاية، بسبب الحصار المحكم الذي تفرضه سلطات الاحتلال عليه منذ ما يزيد عن 11 عاماً، إضافة الى تعثر جهود المصالحة الفلسطينية بين طرفي الانقسام، "فتح" و "حماس"، و الذي القى بظلاله على مجمل مناحي الحياة في القطاع.

كما تراجعت القوة الشرائية بنسبة 60 % بأسواق القطاع، نتيجة للأوضاع الاقتصادية، و الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالقطاع، كما تراجع دخول شاحنات البضائع إلى 30 %.

مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية، الدكتور ماهر الطباع قال إن عام 2017 هو الأسوأ اقتصادياً في قطاع غزة وفق المؤشرات الاقتصادية.

و أشار الى أن مؤسسات القطاع الخاص اتخذت عدة خطوات احتجاجية للحفاظ على ما تبقى و منع الانهيار الحاصل في الاقتصاد بالقطاع، و انقاذ ما يمكن انقاذه.

و أكد أن من بين الخطوات التي يتم تنفيذها وقف التنسيق لدخول أنواع البضائع كافة عبر معبر كرم أبو سالم، يوم الثلاثاء المقبل، لمدة يوم واحد فقط.

 و وفقاً للطباع، فبناءًعلى ذلك وقف دخول جميع الشاحنات المحمّلة بالضائع الغذائية أو البضائع التابعة للقطاعين الصناعي والتجاري، أو غيرها، في ذلك اليوم فقط.

و دعا الطباع مؤسسات المجتمع الدولي التي تحذر من انهيار الاقتصاد أن تتدخل لوقف الحصار و حالة التدهور، لافتاً الى أن الحصار قضى على كل شيء في قطاع غزة

و عبر عن أمله في أن يتغير الواقع السياسي الفلسطيني، متسائلاً: "الى متى سيبقى المواطن ضحية التجاذبات السياسية؟".

و أوضح أن المواطن هو من يدفع الثمن، و هو ممنوع من السفر و التعليم، محذراً من أن الوضع في الرمق الأخير من حالة الموت السريري.

و حول جدوى هذه الخطوات الاحتجاجية، رأى الخبير الاقتصادي، د. معين رجب بأن مثل هذه الخطوات تعتبر صرخة احتجاجية تنفذها شريحة من المجتمع، تقوم بعمل خدماتي في مجال الاستثمار و التجارة و الاستيراد، و كانت تصنف من الفئات الميسورة، و تبدل حالها الى حالة اعسار شديد.

و أوضح رجب في حديث لمراسلنا إن الأوضاع الصعبة التي تعيشها هذه الشريحة لا تقتصر على أمورها البيتية فقط، بل أيضاً على التزاماتها تجاه الآخرين، و توقف معاملاتها تماماً لعدم قدرتها على الاستقرار، و أصبح جرحها عميق، و لا ترى افقاً نحو تصويب هذا الوضع.

و لفت رجب الى أن هذه الصرخة هي تعبير عن المعناة الشديدة، و هي حق كفلته الدساتير و الاتفاقيات الدولية و المحلية، ليتسنى لهؤلاء أن ينقلوا معاناتهم لأولي الامر بالداخل و الخارج، بعد ان وصلوا لمرحلة اصبحوا فيها غير قادرين على ان يتجاوزوا هذه المشكلة.

و حول تأثير هذه الاضرابات و الاحتجاجات، قال رجب إن الامر يتعلق باحتجاج محدود بوقت محدد، و أنها ليست اغلاق كامل للتجار و اغلاق الاستيراد و التصدير، و لكنها خطوة لنقل رسالة محددة، و بالتالي فإن تأثيرها سيكون محدود.

و نبه الخبير الاقتصادي الى أن القطاع يعيش في ظرف استثنائي، حيث أن هناك حلقة مفرغة، في ظل غياب للإدارة الحكومية العليا على مستوى قمة هذه الادارة و غياب لمن يتخذ القرار، بعد أن سلمت حماس المهام، و تأخرت رام الله عن مباشرة مهامها على ضوء أن هناك قضايا لم يتم البت فيها بعد، ليبقى المواطن هو من يدفع الثمن لوحده.

 

كلمات دلالية