نسمع صوتها- يديعوت

الساعة 12:55 م|29 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: لكل شخص مستقيم، رد حتى اليوم هذه القصص عن تنكيلات سارة نتنياهو بالعاملين، سيكون من الصعب بعد اليوم ان يكذب على نفسه ويقول ليس لهذا أي اساس - المصدر).

 

ثمة سبب وجيه واحد على الاقل لنشر الشريط الذي تقشعر له الابدان لزوجة رئيس الوزراء. والسبب هو كل اولئك العاملين في منزل رئيس الوزراء، ممن تعاظمت اعدادهم وكانوا ضحايا السلوك غير الصحي للسيدة، بقوا على قيد الحياة كي يرووا القصة وردت شهادتهم من رجال رئيس الوزراء كادعاءات عابثة، كاكاذيب، كدوافع سياسية – كمحاولات لاسقاط رئيس وزراء.

 

فقط بالنسبة لاولئك الاشخاص المستضعفين، المسكتين، ممن ندد بهم ككذابين – يحق ان يأتي أخيرا هذا الدليل الذهبي، الذي تنكشف فيه لاول مرة زوجة رئيس الوزراء بصوتها، في رد غير

 

متوازن على نحو مخيف على شيء ما هامشي، تافه، غير هام: نبأ صغير بل وحتى ايجابي، كما ينبغي أن يقال في صفحة الثرثرة لـ "يديعوت احرونوت".

 

يمكن فقط التقدير أي ردود فعل حظيت بها أحداث أكثر فاعلية وضغط بكثير اضطرت السيدة الى مواجهتها، واي أشرطة أو أدلة كان يمكننا أن نكتشفها لو تجرأ الشهود على مثل هذه الاحداث أن يشركوا الجمهور فيها.

 

محادثها في هذه الحالة هو المستشار القديم شعايا سيغال، الذي توفي قبل نحو سنة والذي في اغراضه كانت أمثلة لا نهاية لها عن هذا السلوك. وتصوروا فقط انه اذا كانت زوجة رئيس الوزراء تحدثت على هذا النحو الى المستشار القديم، الرجل القوي والمستقل الذي يمكنه في كل لحظة معينة ان يطرق السماعة وان يقطع نفسه عن حياة الزوجين، ما الذي تعرض له منها عمال كادحون، يتعلق رزقهم بها وكانوا يعرفون بانهم اذا ما فتحوا افواههم، فان حياتهم ستكون محكومة بالاهانة والتنديد.

 

شعايا سيغال، حين لم يكن بوسعه ان يتحمل العبء الثقيل، أشرك محيطه بالقصص، ولكنه جعل مقربيه يقسمون الا يرووا القصة. اراد أن يتحكم بالمعلومات التي لديه، ان يستخدمها في الوقت الذي يريحه. لو أن سيغال، الذي كان احد الاشخاص الاكثر قربا من الزوجين نتنياهو، روى كل ما كان يعرفه وسمعه، لعلنا ما كنا سنصل الى وضع نضطر فيه الى دليل يثبت بان شيئا ما على غير ما يرام، جد كذلك، يجري في المنزل الاهم في الدولة.

 

ليس هذا هو التسجيل الوحيد الذي تفقد فيه زوجة رئيس الوزراء هذا. فغير مرة نعرف منذ سنين من هذه الاشرطة من ايلي موئيل، رئيس بلدة سديروت سابقا، الذي تلقت زوجته، مونيك بن ميلخ، مكالمة من زوجة رئيس الوزراء في فترة حرب "الجرف الصامد" ومنذئذ تجد صعوبة في الانتعاش. يمكن التقدير بانه مثل قصص ضحايا الاعتداءات او التحرشات الجنسية التي تخرج بعد ان تشكو واحدة ما – فان مثل هذه الاشرطة ستظهر ايضا.

 

لمن اطلع امس على الشريط لاول مرة كان يخيل ان الحديث يدور عن مسرحية اخرى لعنبال أور. الصوت العالي، النبرة، الجمل غير الواضحة، توجيه الاتهامات، الاحساس بالعظمة.

 

عندما يتبين بان المتكلمة هي سارة نتنياهو تكون الصدمة اكبر حتى لمن كانت القصص معروفة له. لكل شخص مستقيم، رد حتى اليوم هذه القصص عن التنكيلات بالعاملين، سيكون من الصعب بعد اليوم ان يكذب على نفسه ويقول ليس لهذا أي اساس.

 

ولكن مع سماع الشريط لا يمكن ايضا الامتناع عن التفكير بالاجواء التي يعيشها رئيس الوزراء ويؤدي فيها مهامه، ويعالج الشؤون الاكثر اهمية لحياتنا ومستقبلنا.

وهاكم سبب آخر للنشر: حتى من يستخف بالشائعات عن وضع السيدة نتنياهو ويدعي بان هذه ثرثرة غير هامة، سيجد صعوبة في أن يتمسك بهذه الحجة بعد ان يكون سمع ذلك بأم اذنيه. إذن يمكن لنا ان نشفق على رئيس الوزراء، نعجب به على ادائه في الظروف المستحيلة، ولكننا ملزمون بان نأخذ بالحسبان بان نتنياهو ورئيس وزراء تحت تأثير. ولا سيما عندما نعرف بدور زوجته في القرارات الاكثر حرجا ومصيرية لحياتنا.

والان، بعد أن سمعنا هذا بام اذنينا، لن نتمكن بعد اليوم من أن نقول لم نعرف.