عقد الإطار القيادي مدخلاً لحل مشاكل كثيرة

حوار غزة بحاجة لشبكة أمان حقيقية ومشكلة المصالحة في التطبيق

الساعة 11:53 ص|29 يناير 2018

فلسطين اليوم

القيادي في حركة حماس حسام بدران يتحدث في حوار خاص عن عقد الإطار القيادي مدخلاً لحل مشاكل كثيرة

بدران: المصالحة تواجه معيقات كثيرة ومشاكل غزة ناتجة عن عدم الالتزام باستحقاقات المصالحة

بدران: التخفيف عن غزة يقتضي منحها شبكة أمان حقيقية من قبل حكومة الوفاق

بدران: ملف تبادل الأسرى في صندق مغلق.. وقادة الاحتلال مرتبكة جدا

أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، أن المخرج للتخفيف من معاناة الغزيين هو الاتفاق على منح شعبنا في قطاع غزة شبكة "أمان حقيقية" بعدما تسلمت حكومة الوفاق الوطني إدارة شؤونه عبر الاعلان رسمياً عن انتهاء الانقسام وزوال ذريعة الحصار، والبدء بترتيبات مع الإخوة المصريين لرفع القيود عن حركة الناس من القطاع وإليه وفتح المعابر أمام تحرك البضائع في الاتجاهين.

وأوضح بدران في حوار مطول مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عدداً من مشاكل والأزمات التي يمر فيها قطاع غزة ناتجة عن عدم الالتزام بالاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة، مشدداً على أن حركته قدمت كل التسهيلات اللازمة لإتمام ملف المصالحة الفلسطينية.

وأشار بدران إلى أن المصالحة الفلسطينية تواجه معيقات كثيرة جداً، وأن هناك ملفات لازالت قيد البحث مع حركة فتح مثال (ملفات الحكومة، والإطار القيادي للمنظمة، والمصالحة المجتمعية، والموظفين)، لافتاً إلى أن حركته عازمة على تجاوز المعيقات وإنجاح المصالحة.

وأوضح بدران أن الحل الأمثل إذا استمرت الأوضاع على حالها في قطاع غزة، هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تملك القرار والإرادة؛ بحيث تتحمل المسؤولية الكاملة عن شعبنا في غزة.

وذكر بدران أن تفعيل الإطار القيادي المنظمة هو المدخل لحل كثير من الإشكالات، مؤكداً أن جبهة عريضة من بينها فصائل وقوى ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية تطالب بتفعيل الإطار القيادي الذي يجمع الكل الفلسطيني تحت مظلته.

إليكم نص الحوار:

س) الوضع الاقتصادي في غزة على وشك الانهيار التام.. والمصالحة تراوح مكانها.. ما المخرج للتخفيف عن كاهل الغزيين؟

ج) نحن ندرك جيداً أن ما يعانيه الأهل في قطاع غزة يفوق الاحتمال والوصف، والوضع الاقتصادي هو أحد جوانب الحياة التي تردت بسبب الحصار الجائر، فهناك أزمات خانقة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والصرف الصحي وفي غيرها من القطاعات، وإذا رجعنا إلى السبب في ذلك كله فهو كما قلت الحصار، وعليه فقد عملنا طوال السنوات الماضية على محاولة تفكيك الحصار وإنهائه لكننا اصطدمنا بجدار صلب وتعنت من كثير من الأطراف المشاركة في هذا الحصار وعلى رأسها طبعا العدو الصهيوني باعتباره من يفرض الحصار على غزة.

ومن متابعتي للتطورات في القطاع أستطيع القول أن العمل على تحجيم الأزمة الإنسانية التي تسبب بها الحصار كان على أولويات حركة حماس وحكومة الأخ إسماعيل هنية السابقة باعتبارها الجهة التي كانت مسؤولة عن تسيير شؤون الناس، وهي لم تألُ جهداً لتحقيق ذلك، فكانت لها الكثير من الجولات والتواصل سواء مع جمهورية مصر العربية وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة ونجحت في جلب عدد من مشاريع الاعمار والإسكان وتأهيل البنى التحتية وتشغيل العاطلين عن العمل، لكن كل ذلك كان في إطار تخفيف تداعيات الحصار ولم نتمكن الى اليوم من إنهائه بسبب التعنت الصهيوني كما قلت.

وفي نهاية العام الماضي، تحركت عجلة المصالحة الفلسطينية وقدمت بارقة أمل يمكن أن تكون مدخلا لإنهاء حصار قطاع غزة، فتجاوبت حماس بقوة مع مساعي المصالحة، وأعلنا عن حل اللجنة الإدارية، وفتحنا الأبواب أمام حكومة الوفاق الوطني لتسلم دورها، وأزلنا من طريقها كل الإجراءات التي كانت تقول أنها تعوق تمكينها من العمل في قطاع غزة فاستلمت إدارات الوزارات والمعابر وغيرها من المرافق، لكن وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من تحرك المصالحة لم يتغير شيء على الأرض وهذا يضعنا أمام حقيقة مهمة جدا وهي أن الانقسام الفلسطيني لم يكن إلا ذريعة لفرض الحصار على غزة وتشديده، وأن المطلوب هو ابتزاز موقف فلسطيني يتنازل عن حقوق شعبنا ويصفي قضيته الوطنية عبر الضغط عليه باحتياجاته الإنسانية ويوميات حياته.

وبالتالي أعتقد أن المخرج من كل هذا أن نتفق كفلسطينيين على منح شعبنا في قطاع غزة شبكة أمان حقيقية بعدما تسلمت حكومة الدكتور رامي الحمد الله إدارة شؤونه عبر الاعلان رسمياً عن انتهاء الانقسام وزوال ذريعة الحصار، والبدء بترتيبات مع الإخوة المصريين لرفع القيود عن حركة الناس من القطاع وإليه وفتح المعابر أمام تحرك البضائع في الاتجاهين.

س) قادة في حماس أعلنوا عن خيارات متاحة لديهم إذا بقي الوضع على ما هو عليه، ما هي هذه الخيارات وإلى أين ستقودنا؟

ج) نحن كشعب فلسطيني وكحركة حماس لا نعدم الخيارات حتى في أكثر ظروف الأزمة تعقيدا، ولنكون واضحين في هذا الأمر فنحن ندرك جيداً أن الحصار هو آلية ابتزاز صهيونية لدفع شعبنا لتقديم تنازلات تمس حقوقه الوطنية وقضيته المصيرية، وقد تكشف ذلك بوضوح أكبر من خلال المواقف الأمريكية الأخيرة سواء باتجاه مدينة القدس أو باتجاه تقليص الدعم لوكالة غوث  وتشغيل اللاجئين الأونروا، المعادلة القائمة الآن تستند إلى  تصور أمريكي صهيوني يرى أن الظرف العربي والاقليمي بات مهيئا لتصفية القضية الفلسطينية وتم التعبير عن ذلك بأكثر من طريقة ربما أكثرها وضوحا ما يجري تداوله عن صفقة القرن.

عموما نحن في حماس ومعنا طيف كبير من الفصائل الفلسطينية ندرك أن هذا لن يحدث، وأن صفقة القرن لن تمر، وأعتقد أن السلطة الفلسطينية والأخوة في حركة فتح باتوا أكثر اقترابا من هذه القناعة، وهذا الأمر سيوحد جبهتنا ويصلبها ويجعلها قادرة على صد أي مشروع لتصفية القضية، وهذا هو الخيار الأساسي الذي تعمل حماس عليه بعض النظر عن الآليات والأدوات والوسائل التي سنعمد إليها وفقا لمقتضيات الحاجة والظرف وقدرتها على تحقيق هذه الأهداف.

س) ملف الموظفين إلى أين وصل، بعد أن أعلنت اللجنة الإدارية والقانونية توصياتها؟

ج) هذا واحد من ملفات عديدة ما زالت قيد البحث مع الأخوة في حركة فتح مثل ملفات الحكومة وعقد الإطار القيادي والمصالحة المجتمعية وغيرها، نحن اتفقنا في لقاءات القاهرة الأخيرة على أن يبحث أمر الموظفين بالآليات التي تضعها اللجنة الإدارية والقانونية، والتي يجب ان تشكل من الطرفين وقراراتها بالتوافق. لكننا فوجئنا بتوجيه حكومة الحمد الله للمستنكفين في غزة للعودة إلى أعمالهم ليحلوا مكان الموظفين الذين يزاولون مهامهم في خدمة شعبهم منذ العام 2007، وقد أبلغنا الحكومة في رام الله تحفظنا على هذا الإجراء ورفضنا له لكونه مخالفا لما جرى الاتفاق عليه، وأوضحنا لهم أن موضوع الموظفين بالغ الاهمية والحساسية باعتباره ملف حقوق مدنية يتطلب معالجة مهنية دقيقة لا تحمل ظلما لأحد، وأنا شخصيا آمل أن نصل إلى اتفاق قريب مع استمرار الجهود لتحريك خطوات المصالحة في اتجاه الإجراءات الفعلية على الأرض.

س) الحكومة قالت أنها لم تتسلم الجباية من غزة حتى تصرف دفعات لموظفي غزة الذين عينتهم حماس بعد احداث 2007.. لماذا لم تتم عملية التسليم؟

ج) هذا الاتهام لحركة حماس هو تصيد في الماء العكر، الكل يعلم أن السلطة الفلسطينية توقفت عن دفع رواتب الموظفين في غزة منذ أواسط العام 2007، واستمرت في دفع رواتب من فرضت عليهم الاستنكاف عن العمل وتجاوبوا مع ذلك، هذا الأمر خلف شواغر هائلة في قطاعات الخدمات الحكومية كافة في التعليم والصحة والأمن غيرها من القطاعات، وكان من شأن ذلك أن يقود المجتمع إلى الانهيار، فلجأت الحكومة في غزة آنذاك لتعيين موظفين بصيغ مختلفة ليسدوا الشواغر، وكان لزاما علينا أن تدفع لهم أجور عمل هذه الأجور كانت تدفع من أموال الجباية التي لم يصرف قرش واحد منها خارج مصارفه الطبيعية. والمشكلة الحالية سببها عدم تطبيق الالتزام الذي تم التوقيع عليه بدفع رواتب الموظفين الحاليين بالطريقة التي اتفق عليها مؤخرا في القاهرة.

س) برأيك .. هل تظن ان هناك أطراف فلسطينية تعمل على إعاقة المصالحة؟

ج) أعتقد أن هناك من عليه أن يجيب على هذا السؤال غير حركة حماس باعتبارها طرفا في عملية المصالحة، حماس قدمت تنازلات كبيرة جداً، ونحن لا يضيرنا التنازل لإخواننا وأبناء شعبنا خاصة إذا كان ذلك ضمن رؤية شاملة وواضحة بتنا نؤمن بها وهي أنه قد آن الأوان لنخرق سقف الانقسام ونوحد صف شعبنا كي نواجه التحديات التي تزداد شراسة على قلب رجل واحد، ولكي أكون أكثر عملية دعني أوضح أن معيقات تحقيق المصالحة كثيرة جدا لكننا عازمون على تجاوزها وسننجح في ذلك باذن الله.

س) ترامب أطلق رصاصة الرحمة على عملية التسوية.. ما المطلوب فلسطينياً وعربياً وإسلامياً.. لمواجهة هذا القرار؟

ج) اولا عملية التسوية انتهت منذ زمن بعيد وليس برصاصة ترمب بل منذ أن انقضت السنوات الخمس التي تم الاتفاق عليها كمدة زمنية مؤقتة قبل الوصول لمفاوضات الحل النهائي، وللأسف لا يوجد منطق يتقبل أن تستمر السلطة الفلسطينية بطرح عملية التسوية كآلية حل بعدما تنصل العدو الصهيوني منها بالكامل.

أما المطلوب فلسطينيا تجاه هذا الملف فهو الاعلان الصريح عن وقف مشروع التسوية والانسحاب من اتفاقية أوسلو الناظمة لها، والتوقف عن ممارسة كافة الالتزامات التي ترتبت على ذلك وعلى رأسها التنسيق الأمني المعيب مع الاحتلال والإعلان عن تبني المقاومة بكافة أشكالها خيارا أصيلا وتمتين الوحدة الوطنية.

وعربياً وإسلاميا مطلوب الان هو توفير غطاء سياسي دولي لمقاومة شعبنا ومساندته ودعمه على كافة المستويات، وهذه مسؤولية رسمية على مستوى الحكومات وأهلية على مستوى الشعوب في آن واحد، باعتبار القضية الفلسطينية قضية الأمة كلها.

س) الموقف العربي لم يرتق إلى مستوى الحدث.. ما نصائحكم للأنظمة العربية والشعوب، لأنها القدس؟

ج) نحن نراهن على أمتنا وشعوبها وندرك أن فيها من الخير الكثير، وهي أيضاً لا تتنصل من مسؤولياتها تجاه القدس وفلسطين، وهذا الأمر نلمسه في كل محفل.

أما تدني مستوى التجاوب مع أحداث القدس الأخيرة فله عدة أسباب ليس هذا مقام ذكرها ويكفينا أن نوجه من هذا المنبر نصيحة لكل الأمة بأن عليها أن ترتفع إلى مستوى التحدي وتقف عند مسؤولياتها، فتحرير فلسطين هو انتصار الأمة جمعاء وأمن القدس هو جزء من الأمن القومي العربي وهو امتداد لأمن كل عربي ومسلم.

س) كيف يمكن تفعيل الانتفاضة في الضفة الغربية لرفع كلفة الاحتلال؟

ج) طبعا نحن كحركة مقاومة نؤمن ونقول بلا مواربة أن مقاومة المحتل بكافة السبل سواء بالمقاومة الشعبية أو المسلحة هي الطريق للتحرير، هذا الطريق طويل وفيه تضحيات ولكنا جربنا غيره من السبل فلم توصلنا الا الى سراب.

وأعتقد أن المقاومة في الضفة الغربية تعيش اليوم مرحلة الخروج من القمقم، نحن نرى اليوم حالة اشتباك يومي في عشرات مواقع التماس، نتحدث عن مواجهات في كل المحافظات، نرصد جرحى يوميا بالعشرات، في الضفة الغربية عاد الحجر والزجاجة الحارقة لصنع الحدث وعاد جيل العمليات بأساليب تتكيف مع الواقع الأمني سواء بعمليات الطعن أو الدهس أو إطلاق النار، وشعبنا يعرف طريق تصعيد المواجهة وما عملية نابلس الأخيرة عنا ببعيد.

س) ما رسالتكم إلى السلطة الفلسطينية وحركة فتح بعد فشل خيار التسوية؟

ج) هي رسالة الشعب الفلسطيني ورسالة تيار عريض من حركة فتح ذاتها عبر عنه عشرة من أمناء سر الحركة حين رفضوا حضور لقاءات المجلس المركزي الفلسطيني بسبب حضور القنصل الأمريكي، هذه الرسالة كررناها ولن نمل من تكرارها لأخوتنا في فتح، طريقنا واحد وواضح، طريقنا هو المقاومة والتوقف عن بيع الوهم والسراب المتمثل بخيار التسوية، طريقنا الوحدة الوطنية المستندة الى ثوابت شعبنا وحقوقه وعلى رأسها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة والسيادة على عاصمته القدس والإفراج عن الأسرى.

س) هناك حديث عن مشروع توسيع غزة في سيناء لتكون للفلسطينيين كياناً.. برأيك كيف يمكن التصدي لهذا المشروع؟

ج) هذا الحديث تكرر في أكثر من مناسبة ضمن أجندة محددة، وهو غالبا يأتي في إطار توزيع الاتهامات وتحريض المجتمعات العربية ضد المقاومة الفلسطينية، وبغض النظر عن حجم رصيده الواقعي فإني أعتقد أن شعبنا قادر على إبطال مشروع كهذا إذا كان حقيقيا عبر الصمود على موقف رافض له، والتوحد خلف هذا الموقف والاستعانة بدعم أمتنا العربية والإسلامية.

س) كيف يمكن الاستفادة من القرارات الأممية التي جاءت لصالح القضية الفلسطينية.. لتكن عملية على أرض الواقع؟

ج) كل قرار في صالح قضيتنا هو ورقة قوة ينبغي البناء عليها، نحن في حماس مركز هذه الموقف في كل مساعينا مع الجهات التي تقيم علاقات معها سواء في المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية أو المستوى الدولي، وأعتقد أن على السلطة الفلسطينية أن توظف إمكاناتها الدبلوماسية في هذا الصدد أيضا، فالقرارات الأمنية الأخيرة يمكن تحويلها إلى رزمة ضغط ثقيل على دولة الاحتلال، عبر تثبيت الأحقية الفلسطينية في كثير من ملفات الصراع، وبناء موقف عالمي عام ورأي دولي يساند روايتنا ويناهض مواقف الاحتلال، وأعتقد أن التوجه للمحاكم الدولية وتفعيل خطوات المقاطعة هو جزء من آليات تحقيق ذلك.

س) هل تتوقع حركة حماس عدواناً على غزة... وما هي أوضاع المقاومة بعد العدوان الأخير؟

ج) العدوان على غزة أو على أي مكان يتواجد فيه شعبنا أمر في حسبان حماس طيلة الوقت، فهذا عدو لا يؤمن مكره وهو يواصل التآمر والاستعداد لضرب شعبنا وانهاكه، ويحاول استغلال الظروف الإقليمية والدولية التي قد يرى أنها تعفيه من دفع الثمن، في مقابل ذلك اعتقد أن مقاومة شعبنا وفصائله المختلفة وقواه العسكرية تضع هذا الاحتمال نصب عينها ولا تبعده من سيناريوهات اليوم والليلة، وهي قد تجهزت في غزة بالذات على مواجهة اعتداءات الاحتلال وطورت وسائلها وأدواتها للتعامل مع ذلك.

س) هل هناك وساطات للتوصل لصفقة تبادل أسرى؟ وما أبرزها؟

ج) حماس تضع هذا الملف في صندوق مغلق، وكل حرف يقال عنه له ثمن، لكن القاعدة العامة التي يجب أن يعلمها الناس أن قيادة الاحتلال مرتبكة جدا في موضوع التبادل، وفقدت أي قدرة على المبادرة، وهي تعيش الآن حالة التردد والقلق بين شح المعلومات التي تحاول الحصول عليها، وبين التعنت في مواقفها وبين ضغط الشارع الصهيوني وعائلاتهم الجنود مجهولي المصير في قبضة المقاومة.

وخلاصة القول في هذا الملف أن مقاومة شعبنا وكتائب الشهيد عز الدين القسام على وجه خاص تملك زمام المبادرة في ملف التبادل وستحقق من خلاله أقصى درجات الاستفادة لشعبنا وأسرته الأبطال.

س) الأسرى وجهوا رسالة لحماس. خاصة أسرى الداخل المحتل، بأن تشملهم الصفقة القادمة؟ ما رسالتكم لهم؟

ج) أسرى الداخل جزء من الحركة الفلسطينية الأسيرة، في صفقة تبادل وفاء الأحرار حطمنا بفضل الله كثيرا من المحددات الصهيونية، وحررنا أسرى محكومون بالمؤبدات وهو ما كان الاحتلال يعتبره خطا أحمر، ونحن عازمون على إنهاء كافة الخطوط الحمراء الصهيونية في أي صفقة قادمة.

س) هنية أعلن أن وزير المخابرات المصري الجديد اتصل به وهناك لقاء مع فتح قريبا.. متى تتوقع هذا اللقاء وماذا سيناقش أكثر مما تم مناقشته والتوقيع عليه؟

ج) مصر هي التي فتحت ملف المصالحة من جديد وتوسطت في المساعي الأخيرة التي أحرزت تقدما معلوما للجميع رغم وصولها بعد ذلك لحالة جمود، نحن نعول على تكرار اللقاءات لتقريب وجهات النظر واحداث اختراقات في المواقف، ولا أكشف سرا ان قلت أن تحركنا في حماس لم يتوقف يوماً واحداً على هذا الصعيد بعد  اللقاءات  الاخيرة القاهرة، التقينا كوادر فتح وقادتها في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي عدد كبير من الدول التي نقيم وإياهم على أراضيها، نحن في ورشة مفتوحة نتحدث في كل الأمور ونحاول انضاج المواقف معا لنصل إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه.

لكن حقيقة المشكلة ليست في اللقاءات بل في التطبيق الجدي لما يتم التوافق عليه.

س) - الإجراءات ضد غزة من قبل السلطة لازالت كما هي باستثناء عودة الكهرباء 50 ميجاوات.. بما تفسر تمترس فتح على موقفها بعدم حل المشاكلة الحياتية للسكان في غزة رغم اللقاءات التي حدثت؟

ج) لسنا بصدد تقديم تفسيرات لمواقف الآخرين، لكن الأخوة في فتح ربطوا استمرار إجراءات السلطة ضد غزة بما اسموه تمكين حكومة الوفاق. ونحن من طرفنا قد تم بالكامل تسليم الحكومة.

وأظن أن مرور الوقت سيكشف المزيد من أسباب استمرار الاجراءات العقابية ضد غزة رغم أسفي لاستخدام هذا التعبير.

س) برأيك .. لماذا يصر الرئيس أبو مازن على عدم تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية؟

ج) نحن نؤمن أن تفعيل الإطار القيادي المنظمة هو المدخل لحل كثير من الإشكالات، وقد شرحنا ذلك للأخوة في حركة فتح ولسنا وحدنا من يؤمن ويدعو لتفعيل هذا الإطار بل نقف ضمن جبهة عريضة من بينها فصائل وقوى ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية.

وكنا نعول على أن يكون لقاء المجلس المركزي الأخير برام الله فرصة التقدم خطوة باتجاه تفعيل الإطار المركزي، لذلك تلقينا الدعوة بجدية، ودرسنا المشاركة في لقاء المجلس بانفتاح كبير، وخرجنا بخلاصة تؤكد أن المطلوب منا في هذا المجلس حضور شكلي غير فاعل وهذا دور نربأ بانفسنا عن القيام فيه، وبغض النظر عن ما هي أسباب الرئيس أبو مازن لعدم تفعيل الإطار القيادي فإننا نطمئن شعبنا وأمتنا بأن حماس لن تكون جسرا لمرور أية مشاريع سياسية لتصفية قضيتنا، ولن نتواجد في مكان ديكوري شكلي لا يصب في خدمة شعبنا وقضيته.

س) أخيراً.. هناك حديث عن رؤية لتشكيل إدارة تضم الفصائل لإدارة غزة إذا بقي الوضع على ما هو عليه، والشعبية أعلنت نفيها لذلك.. هل من الممكن أن تقدم حماس على مثل هذه الخطوة؟

ج) الأصل أن نتمسك بضرورة قيام حكومة الحمد لله بواجباتها تجاه قطاع غزة.

والا فان الحل الامثل اذا استمر الامر على حاله هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تملك القرار والارادة بحيث تتحمل المسؤولية الكاملة عن شعبنا في غزة.

كلمات دلالية