رافعة ضغط لترامب -يديعوت

الساعة 01:21 م|28 يناير 2018

فلسطين اليوم

المساعدة هي الاخرى بزنس

بقلم: ايتان جلبوع

بروفيسور، رئيس مركز الاعلام الدولي وباحث كبير في

مركز بيغن السادات للبحوث الاستراتيجية في جامعة بار ايلان

(المضمون: في نظر ترامب المساعدات الخارجية هي استثمار يجب أن مردودا مناسبا. ولما كان منطق المساعدات للفلسطينيين هو وجود مسيرة سلمية، والفلسطينيون غير مستعدين لخوض المفاوضات، فقد شطب المبرر لمساعدتهم. هذا النهج يمكن ان يتحدى اسرائيل ايضا - المصدر).

 

عندما جمد ترامب 65 مليون دولار من دفعات الولايات المتحدة للاونروا وهدد في اجتماع دافوس الفلسطينيين بانهم اذا يعودوا للمفاوضات مع اسرائيل فسيوقف الاموال التي تمنحها الولايات المتحدة لهم، فقد أعاد تعريف منطق المساعدة. هذا منطق رجل اعمال، يتناسب ايضا ونهجه كرئيس للدبلوماسية. فترامب يريد أن يحقق "الصفقة المثلى" بين اسرائيل والفلسطينيين. "صفقة"، وليس اتفاق سلام. وهكذا فقد أضاف "نهجا تجاريا" للمناهج القائمة للمساعدات الخارجية: الاستراتيجي والانساني.

 

ان القوى العظمى كالولايات المتحدة، روسيا والصين تمنح المساعدة اساسا كوسيلة لتحقيق مصالح استراتيجية. ففي فترة الحرب الباردة استخدمت الولايات المتحدة المساعدات الخارجية لدعم الحلفاء، مثل اسرائيل، ممن كانوا يواجهون الضغط السوفياتي. اما الاتحاد السوفياتي فقد تصرف بشكل مشابه تجاه حلفائه، مثل كوبا. لقد منحت الولايات المتحدة المساعدة بحجم واسع لاسرائيل ولمصر كي تدعم المفاوضات التي أدارتاها ولحفظ اتفاقات السلام التي حققتاها. ويتواصل هذا المنطق حتى اليوم. المساعدة العسكرية لاسرائيل تعطى ايضا كي تتمكن من مواجهة أي تحالف اقليمي معاد.

 

وتمنح الدول الغنية في غرب اوروبا وفي اسكندنافيه المساعدات اساسا لاعتبارات انسانية. فهي تمنح التبرعات دون أن تتوقع المقابل. وتعطى هذه المساعدات للدول الفقيرة وغير المتطورة ولا سيما لتقليص الفوارق بينها وبين العالم الغني. بعض من هذه الدول تساهم في مثل هذه المساعدات الانسانية بمبالغ بحجم نسبة ثابتة من ناتجها القومي.

 

منذ التوقيع على اتفاق اوسلو، تلقى الفلسطينيون من الولايات المتحدة ومن اوروبا مليارات الدولارات. وقد اعطيت المساعدات الامريكية اساسا لاسباب استراتيجية، تشبه تلك التي قبعت خلف المساعدات لمصر: تعزيز وحفظ المسيرة السلمية مع اسرائيل. وقد اعطيت المساعدات الاوروبية اساسا لاسباب انسانية. وقد نبعت من الاحساس بان الفلسطينيين هم فقراء، مساكين ومقموعين ويجب مساعدتهم.

 

عند منح المساعدات الانسانية لا تفحص الاستخدامات التي تجرى لها. وعليه فقد امتنعت اوروبا من استيضاح اسباب الضائقة الفلسطينية، مثل الاستثمارات الطائلة لحماس بمئات ملايين الدولارات كل سنة لانتاج الصواريخ وبناء الانفاق الهجومية على حساب رفاه سكان غزة الفقراء. احد لم يفحص كم مالا من التبرعات الانسانية ذهبت الى حسابات بنوك شخصية وسرية للزعماء الفلسطينيين. وبدأت اوروبا تطرح الاسئلة فقط عندما تبين ان السلطة الفلسطينية تستخدم التبرعات لدفع رواتب كبير للارهابيين الذين ادينوا وحبسوا في اسرائيل ولبناء مؤسسات عامة وتسميتها باسماء الارهابيين.

 

في السنوات الاخيرة، منحت الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية كل سنة نحو 500 مليون دولار وللاونروا بين 250 – 400 مليون دولار. وكما اسلفنا، في نظر ترامب هذه المساعدة هي استثمار يجب أن يعطي مردودا مناسبا. ولما كان منطق المساعدة للفلسطينيين هو وجود المسيرة السلمية، والفلسطينيون غير مستعدين لخوض المفاوضات، وهذا الموقف كان صحيحا ايضا في معظم سنوات ولاية اوباما، فقد شطب المبرر لمساعدتهم. كما أن ترامب شعر بالاهانة من المقاطعة الفلسطينية لزيارة بينيس والاهانات التي وجهها له عباس ورجاله.

 

يمكن للنهج التجاري لترامب أن يتحدى اسرائيل ايضا. فقسم من المساعدات الامريكية مكرس لتدريب وصيانة أجهزة الامن الفلسطينية. وتجميدها من شأنه ان يخرب على التعاون الامني

 

من السلطة الفلسطينية مع اسرائيل، وتفاهم الازمة الانسانية في غزة وربما ايضا موجة عنف جديدة. وتمنح الولايات المتحدة لاسرائيل مساعدة عسكرية بحجم نحو ثلاثة مليارات دولار في السنة. وقال ترامب انه يتعين على اسرائيل ان تعطي مقابلا لتصريح القدس وتقديم تنازلات ذات مغزى في إطار تسوية سلمية. ان المبدأ التجاري سيمنحه رافعة ضغط ثقيلة على نتنياهو حين سيعرض "الصفقة المثلى" خاصته.