مناوشات بين التجار ومحصّلي "الرسم"

بالصور "2 شيكل" تفرض اضراب جزئي في سوق الجمعة بغزة

الساعة 05:30 م|27 يناير 2018

فلسطين اليوم

اشتكى تجار الحاجيات (الملابس) في سوق الجمعة بمدينة غزة، من إلزامهم بدفع "الرسم" لشركة "تلزيم الأسواق" في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان في قطاع غزة منذ أكثر من 11سنة.

عددٌ من التجار أكدوا لمراسل "فلسطين اليوم" أنهم يشعرون بثقل كبير نتيجة دفع "الرسم" في ظل الأوضاع القاسية التي يمرون بها خاصة وأنها المرة الأولى منذ 15 عاماً التي يتم فيها إلزامهم بدفع الرسم وفقاً لقولهم.

وما أن بدأ موظفو شركة (هاني عطالله) التي رست عليها مناقصة "تلزيم الأسواق 2018"، تحصيل "الرسم" للجمعة الثالثة على التوالي حتى خلا سوق الجمعة من تُجار الجملة وأصبح جزء واسعاً منه فارغاً، متذرعين بعدم قدرتهم على دفع "الرسم" في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والديون المتراكمة عليهم.

منذ 15 عام لم يطالبني أحد بدفع الرسم

"ياسر سلامة" تاجر "ملابس" في الأسواق الشعبية المتنقلة وهو رئيس لجنة السوق قال: في ظل الوضع الراهن مش راح ندفع شيقل واحد، فبدلاً تشديد الخناق حول رقابنا على جميع المسؤولين في البلد الوقوف إلى جانبنا".

وأضاف لمراسلنا: "منذ 15 عاماً في سوق الجمعة لم ندفع شيقلاً واحد مطلقاً لأي شركة "تلزيم الأسواق"، والآن يفرضون علينا "رسم" فأي منطق هذا، خاصة وأن الكثير من التجار أصبح مديون وعليه التزامات كبيرة".

وطالب سلامة، رئيس البلدية والشركة التي رست عليها المناقصة بإعفاء التجار من "الرسم"، وإعادة تحصيلها عند انتهاء الأزمة الاقتصادية التي يعيشها جميع السكان في القطاع.

التجار "أرزقية" ع باب الله

أما التاجر "سامي" قال: نصبت بسطتي منذ ساعات الفجر وحتى الساعة الـ9:30 من صباح الجمعة لم (أستفتح) أبيع أحد مطلقاً، الوضع كارثي جداً وعلى البلدية أن تراعي ظروف التجار".

وأشار سامي لمراسل فلسطين اليوم إلى أنه يعرف الكثير من التجار في الأسواق الشعبية أقل تاجر عليه ديون كبيرة تصل إلى "100 ألف شيكل"، قائلاً: أنا شخصياً علي دين متراكم يصل إلى 30 ألف شيكل".

ولفت إلى أن أغلب التجار اليوم أصبحوا (أرزقية ع باب الله) وفقاً لقوله.

بينما تاجر الجملة عرابي الحرازين قال: أنا شخصياً توقفت عن البيع في سوق الجمعة، يوجد لي محل في سوق البسطات خلف نادي الشجاعية وأدفع أرضية، متسائلاً لماذا أدفع "رسم" مرتين؟، وعلى الباعة من الآن فصاعداً أن يشتروا ما يلزمهم من سوق البسطات".

وعن رمزية مبلغ "الرسم" قال: في أحد الأسواق الشعبية المتنقلة في غزة كنت أدفع 5 شيكل على البسطة والآن أصبحت أدفع 50 شيكل"، معرباً عن خشيته من زيادة المبلغ في الأسابيع القادمة.

لن أتوانى في تحصيل الأموال

من جهته أكد "ملتزم السوق" هاني عطالله، أن كافة إجراءاته بتحصيل "الرسم" من تجار الملابس في سوق الجمعة قانونية ولن يتوانى في تحصيلها.

وقال عطالله لـ"فلسطين اليوم": "دفعت نحو 3 مليون و255 ألف شيكل حتى رست المناقصة عليّ وهي مناقصة (تلزيم الأسواق للعام 2018) نحن نعلم جيداً أن الأوضاع في قطاع غزة صعبة جداً؛ لكن كيف سأحصل على ما دفعته للبلدية؟، لذلك علينا جميعاً أن نقف إلى جانب بعضنا البعض".

الرسم قديم وليس جديد

وأكد عطالله أن جميع أصحاب البسطات في سوق الجمعة هم نفسهم الذين يبيعون في الأسواق الشعبية الأخرى في كافة أنحاء قطاع غزة وهم أنفسهم يدفعون الرسم لملتزم السوق، متسائلاً لماذا لا يريدون دفع الرسم الآن؟".

وعن اعتقاد بعض التجار بأن الرسم جديد، أكد أن الرسم قديم ولكن الشركة التي كانت تُحصّل الرسم من بعض التجار توقفت لأسباب ومشاكل تخصها، لذلك أي تاجر يتم جمع الرسم منه خاصة أصحاب الحاجيات أو الطيور يقول الرسم جديد ولكن بالأساس وفق القانون قديم جداً.

واستدرك عطالله بالقول: هناك بعض التخوفات لدى التجار خاصة بعدما اكتشفوا قبل فترة، عدد من "النصابين" وهم يُحصلون الرسم برفقة شخص يرتدي زي الشرطة؛ ولإزاحة الخوف من قلوب التجار اخترت أشخاص من عائلات مرموقة لتحصيل الأموال برفقة شرطة العمليات في البلدية".

وعن طريقة تحديد سعر الرسم قال: "لكل بلدية رؤية تختلف عن الأخرى فهناك من حددت سعر المتر مربع بـ 2 شيكل وهناك من حدد المتر طولياً بـ 3 شيكل، إلا بلدية غزة لم تحدد سعر الرسم، علماً بأني طالبت الحصول على رسم البسطة كاملة أقل شيء 5 شيقل فقط.

وفق القانون حق لهم جباية 6%

فايز المحلاوي مدير عام المالية في بلدية غزة أكد بدوره أنه وفقاً للقانون والنظام المعمول به في المناقصة يحق (لملتزم سوق الخضار والثمار والحاجيات والدلالة) جباية 6% من الأسواق، وهذا حق للملتزم.

وأوضح المحلاوي لـ"فلسطين اليوم" أن البلدية لم توقف مناقصات (تلزيم الأسواق) أبداً؛ وكلام التجار غير حقيقي وإذا لم يدفعوا في السابق فهذا يتوقف على "شركة الملتزم" لكن وفقاً للقانون والنظام على جميع البسطات والتجار دفع "الرسم".

وأشار إلى أن "الرسم" سيبقى رمزياً طول العمر ولن يتجاوز الـ5 شيقل على البسطة.

وعن المقابل دفع التجار للرسم قال: كل الشوارع في مدينة غزة ملك للبلدية وأي شخص يستأجر محل يُفرض عليه رسم"، مبيناً أن الرسم يتم دفعه مقابل حصول التاجر على مكان ليعرض بضاعته فيه.

وشدد على أن دفع التاجر لصاحب المنزل المقابل للبسطة في الأسواق الشعبية مخالف للقانون ولا يحق لأحد تحصيل الرسم إلا شركة تلزيم الأسواق بعد حصولها على المناقصة من البلدية.

سوق الجمعة.jpg
سوق الجمعة غزة.jpg
تجار في سوق الجمعة غزة.jpg
سوق الجمعة   في زةغ.jpg
 

كلمات دلالية