طيور تضرم النار في أحراش أستراليا وغاباتها

الساعة 08:31 م|25 يناير 2018

فلسطين اليوم


أصبح دارسو الغابات والأحراش والمراعي الأسترالية يأخذون في الحسبان سلوك الطيور في مساعيهم الرامية إلى إيجاد نماذجَ رياضية تساعد على الحد من الحرائق التي تطالها وعلى تطوير سبل إطفائها.

السببان الأساسيان اللذان يجعلان الباحثين الأستراليين يولون سلوكَ الطيور أهمية خاصة في جهودهم المتعلقة بتطوير المعارف المتصلة بحرائق الأراضي التي نكسوها غابات أو أحراش فهما: تفاقم فترات الجفاف الطويل وارتفاع درجات الحرارة أكثر من اللزوم من جهة، وتأكد مشاركة بعض الطيور في إضرام هذه الحرائق من جهة أخرى.

وكان الباحثون الأستراليون وغير الأستراليين يعرفون أن فترات الجفاف الطويلة وارتفاع درجات الحرارة أكثر من اللزوم، عاملان مهمان يسهلان إضرام النار وانتشارها بسرعة في المراعي والأحراش والغابات عبر السلوك البشري أو عبر بعض الظواهر المناخية كالصواعق.

ولكن الجديد في الأبحاث التي يجريها الباحثون الأستراليون حول الموضوع أن بعض الطيور تشارك هي الأخرى عمدا في إضرام النار في المراعي والأحراش والغابات بهدف الحصول على الغذاء. فقد شوهدت بشكل منتظم صقور وهي تلتقط في أماكن الحرائق أغصاناً أو أطراف عصي يخرج منها دخان ثم تلقيها عمدا في أماكن أخرى لم تطلها النيران. ولوحظ هذا السلوك المتكرر أيضا في أستراليا لدى الحدأة السوداء أو الحدأة الصَّفَّارة.

واتضح أيضا من خلال دراسة سلوك بعض الطيور في أستراليا، أنها تتجمع بكثرة حول الأحراش والمراعي المحترقة للتغذي على الحيوانات التي تتمكن من الهرب قبل أن تأتي عليها النيران. وهو مثلا حال القوارض والزواحف وغيرها من الحيوانات التي تعيش عليها الطيور.

ومن يَطَّلع على الموروث الثقافي الشفهي الخاص بسكان أستراليا الأصليين، يجد فيه شهادات كثيرة لأشخاص قالوا إنهم رأوا طيورا تحمل عيدانا مشتعلة من أماكن التهمتها النيران للإلقاء بها في أماكن أخرى.

وكان يُعتقد من قبل أن هذه الشهادات إنما هي من وحي الخيال. ولكن الباحثين الأستراليين يحملونها محمل الجد مثلما هي شهادات مزارعين أستراليين يتحدثون من حين لآخر في وسائل الإعلام المحلية عن طيور يحلو لها التحليق أكثر من اللزوم في الأماكن التي يُعدون فيها "الباربكيو" في الهواء الطلق. بل ثمة منهم مَن قال إن طيورا أغارت على مثل هذه الأماكن وحملت منها فحما بداخله نار.

كلمات دلالية