جامعات ألمانية أبلغت طلبة بالقرار

شهادة التوجيهي (الفرع الصناعي) تواجه تحديات الاعتراف في المانيا

الساعة 11:31 ص|23 يناير 2018

فلسطين اليوم

على الرغم من تفاخر وزارة التربية والتعليم الفلسطيني بقوة شهادة "التوجيهي"، وحصولها على اعتراف في غالبية دول العالم، إلا أن شهادة التوجيهي (الفرع الصناعي) تواجه تحدياتٍ كبيرة بالاعتراف في المانيا.

ويواجه مجموعة من حملة شهادة التوجيهي (الفرع الصناعي) مصيراً مجهولاً، بعد أن أخبرتهم الجامعات الحكومية الألمانية أن شهاداتهم غير معترف بها بالمطلق، وعانى الطلبة من عدم الاعتراف بالشهادة، وتكبدوا في سبيل ذلك تكاليف مالية كبيرة بعد أن اضطر بعضهم للعودة إلى ارض الوطن، وبقاء بعضهم في الانتظار.

"فلسطين اليوم" تلقت شكاوى عديدة من الطلبة الذين تفاجأوا بقرار عدم الاعتراف بشهاداتهم، وحمَّلوا وزارة التربية والتعليم المسؤولية الكاملة عن معاناتهم، ومستقبلهم الأكاديمي.

الطالب بهاء إبراهيم ماضي (20 عاماً) من قطاع غزة، حصل على قبول مبدئي في الجامعات الألمانية، واستطاع رغم صعوبات المعبر أن يصل إلى المانيا، وتفاجأ بعد قضائه أشهر في تعلم اللغة بخبر مفاده أن الجامعات الألمانية لا تعترف بالشهادة الفلسطينية (فرع صناعي).

طلبة: فوجئنا بعدم الاعتراف بالشهادة بأكثر من جامعة وتكبدنا تكاليف مالية كبيرة

يقول ماضي، بحرقة: حصلتُ على شهادة التوجيهي (فرع صناعي) بمعدل مرتفع، وكان حلمي أن أدرس في المانيا في التخصصات الصناعية (..) حصلتُ على قبول جامعي مبدئي في غزة، وعليه سافرت إلى المانيا.

يضيف: بعد أن شارفت على الانتهاء من سنة اللغة، تفاجئت بخبر مفاده عدم الاعتراف بالشهادة، وعلى الفور تواصلت مع جامعة دورتموند للتكنولوجيا، وكانت الصاعقة عندما اخبرتني الموظفة أن شهادتي غير معترف بها بقرار من التعليم العالي الألماني.

وذكر أنه حاول الحصول على قبول جامعي في أكثر من جامعة، غير أنه تفاجأ أن جميع الجامعات تخبره بنفس الجملة "شهادتك غير معترف بها"، مشيراً إلى أنه لم يرغب في البحث في الجامعات الخاصة نظراً لارتفاع الرسوم فيها.

ولفت إلى أنه حاول التواصل مع السفارة في المانيا، غير أنه تفاجأ بترهل السفارة وعدم وجود إجابة شافية من طرفهم على عدم اعتراف التعليم العالي الألماني بالشهادة.

طلبة: السفارة والوزارة لم يحلوا المشكلة وبعضنا عاد لارض الوطن آخرين ينتظرون حل المشكلة، ومطلوب من الوزير التحرك

وتواصل ماضي مع التربية والتعليم في رام الله من المانيا، غير أن الوزارة لم تقم بحل المشكلة، سوى انها أرسلت كتاباً ضعيفاً يفيد أن الطالب تخرج من مدارسها، وانه يحق له الدراسة في فلسطين وخارجها، الامر الذي اضطره للعودة إلى ارض الوطن في انتظار حلٍ مشكلته.

وأشار إلى أن عدداً من الطلبة (الفرع الصناعي) يواجهون المصير نفسه، ويعانون من عدم الاعتراف، لافتاً إلى أن المشكلة لا تتعلق باختيار تخصص محدد في الجامعة وأن المشكلة في الاعتراف الكلي بالشهادة (الفرع الصناعي)، مبيناً أنه لا توجد مشاكل باعتراف الجامعات في الفرعين العلمي والادبي.

وطالب ماضي وزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها الدكتور صبري صيدم بضرورة الوقوف على المشكلة واسبابها والعمل على حلها، مبيناً أن اقامته لازالت سارية المفعول، أي بإمكانه العودة إلى المانيا والدراسة في حال انقذت الوزارة الموقف وحلت المشكلة.

الطالب محمد عابدين (20 عاماً) المقيم في المانيا هو الآخر يعاني من عدم الاعتراف بشهادة الثانوية العامة (الفرع الصناعي)، يقول "للأسف تفاجئنا بعدم الاعتراف بشهادة الفرع الصناعي".

ويقول عابدين :"حاولنا التواصل مع غالبية الجامعات في المانيا وعلى وجه الخصوص جامعة دورتموند للتكنولوجيا، غير أننا فوجئنا بعدم الاعتراف بالشهادة بشكل كامل".

وذكر عابدين أن المشكلة الأكبر في عدم حل المشكلة من قبل التربية والتعليم، وعدم تقديرها للمعاناة التي يمر بها الطلبة، مشيراً إلى انهم تواصلوا مع الوزارة أكثر من مرة دون حلٍ للمشكلة.

ولفت عابدين إلى أنهم تكبدوا خسائر مالية كبيرة جراء الإقامة في المانيا بانتظار حل المشكلة، محملاً وزارة التربية والتعليم المسؤولية الكاملة مع المشكلة، كونها الجهة المخولة بمتابعة الاعترافات الدولية في الشهادة الفلسطينية.

نشرة موقع طلال فلسطين في المانيا 2015:  شهادة الفرع الصناعي، والتجاري، والزراعي، والفندقي غير معترف بها، ولا يمكنهم عمل سنة تحضرية لعدم اعتراف المانيا بشهادتهم أساساً.

ودعا الطالب عابدين الوزارة لحل المشكلة على وجه السرعة لإنقاذ مستقبل الطلبة الأكاديمي، وعدم ما وصفه توريط الطلبة بالسفر دون أن يكون هناك اعتراف بشهاداتهم، الامر الذي يكبدهم تكاليف مادية كبيرة، إضافة للمعاناة النفسية لهم ولعائلاتهم.

وفي تقرير نشره موقع "طلاب فلسطين في المانيا" في العام 2015 ذكر أن شهادة الفرع الصناعي، والتجاري، والزراعي، والفندقي غير معترف بها، ولا يمكنهم عمل سنة تحضرية لعدم اعتراف المانيا بشهادتهم أساساً.

وجاء في النشر أن الفروع غير العلمي والأدبي غير معترف بها في ألمانيا، ليس بسبب ضعف الشهادة، ولكن بسبب تقصير الجهات الحكومية المختصة في التشاور مع السلطات الالمانية بالاعتراف بهذه الشهادات.

ونصح معدو النشرة الطلبة غير الفرع العلمي والأدبي للخروج والسفر إلى المانيا حتى يتأكد من الاعتراف 100%.

من جانبه، قال المختص في شؤون التعليم محمد الحطاب "وزارة التربية والتعليم تتفاخر بالشهادة الفلسطينية وعدد الدول التي يعترفون فيها، وهو شيء يدعونا للفخر، ولكن مثل تلك الإشكاليات التي حدثت مع الطلبة تثير الشكوك عن قوتها، وتزعزع الثقة بالشهادة".

وأضاف المختص الحطاب: الطلبة بما لا يدع مجالاً للشك يعانون من مشكلة الاعتراف بالشهادة (الفرع الصناعي) وهو شيء غير مبرر، ووزارة التربية والتعليم هي الجهة التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن معاناتهم والضرر الذي لحق بهم نفسياً ومعنويا.

مختص في التعليم: الوزارة تتحمل المسؤولية الكاملة عن مشاكل الاعتراف بالشهادة ومطلوب حل المشكلة على وجه السرعة لإنقاذ سمعة الشهادة ومستقبل الطلبة

وأشار إلى أن المطلوب من وزارة التربية والتعليم نشر توضيح عن مشكلة الاعتراف بالشهادة (الفرع الصناعي) والفروع الأخرى، مع ضرورة حل الإشكاليات والتواصل مع التعليم العالي الألماني لتفادي الأزمة.

واستغرب الحطاب عدم حل المشكلة في لحظتها عند إرسال الطلبة شكاوى إلى وزارة التربية والتعليم وهم في المانيا؛ بدلاً من عودتهم إلى ارض الوطن، داعياً إلى معالجة الترهل في السفارات الفلسطينية التي هي حلقة الوصل المخولة بحل مشاكل الجاليات والمقيمين والطلبة في مثل تلك الحالات.

بدوره، أكد مدير عام الامتحانات والقياس والتقويم د. محمد عواد، أن شهادة التوجيهي الفلسطينية تحظى باحترام واعتراف دولي كبير، مشيراً إلى أن فرعي العلمي والادبي لا يواجهون أي مشاكل في أي دولة من دول العالم، لافتاً إلى ان العديد من طلبة (الفرع الصناعي) درسوا في الجامعات الألمانية وتخرجوا منها دون أي مشاكل تذكر.

مسؤول في التعليم: شهادة التوجيهي تحظى باحترام واعتراف دولي كبير السبب في حدوث تغيرات طرأت على نظام التعليم العالي الألماني في الفرع الصناعي

واعرب عواد عن استغرابه من شكاوى الطلبة من عدم الاعتراف بالشهادة الفلسطينية (الفرع الصناعي)، مرجحاً أن يكون السبب في حدوث تغيرات طرأت على نظام التعليم العالي الألماني في الفرع الصناعي، أو أن يكون الطلبة توجهوا إلى تخصص لا ينسجم مع شهاداتهم.

وأوضح عواد أن بعض الجامعات في دول العالم تنظر لطبيعة المواد الموجودة في الشهادة، وبعض الجامعات تنظر إلى معدل الشهادة، الامر الذي يكون أثر على قبولهم في الجامعات الألمانية، مجدداً ترجيحاته من إمكانية أن يكون طرأ تغير على نظام التعليم العالي الألماني فيما يتعلق بالفرع الصناعي، أو اختيار الطلبة لتخصص لا ينسجم مع شهاداتهم.

ودعا عواد الطلبة المتواجدين في المانيا للتواصل مع السفارة للوقوف على المشكلة وأسبابها، والتي بدورها ستتواصل مع وزارة التربية والتعليم الفلسطيني، كما ودعا الطلبة الذين عادوا إلى ارض الوطن التواصل مع الوزارة للوقوف على المشكلة والعمل على حلها.

وفي الختام، أشار إلى أن شهادة التوجيهي الفلسطينية معترف بها في كل دول العالم، وتحظى باحترام جميع الجامعات الدولية، وأن الإشكالية التي حدثت مع الطلبة لن تقلل من قيمتها، مع ضرورة العمل على الوقوف على أسبابها.

 

كلمات دلالية