ينتشر المحررون بين أهالي الأسرى، يخبرون أمهات المعتقلين عن أحوال أبنائهنَّ، فيفرحنَّ لفرحة المحرر وخروجه من الأسر، غير أن غصة استمرار اعتقال ابنائهنَّ تبقى في القلب الذي لن يرتاح إلا عند رؤية فلذة كبدها.
خمسة معتقلون أفرجت عنهم سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" دفعة واحدة الخميس الماضي، كانت وجهتهم الأولى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتضامن مع ذوي المعتقلين في سجون الاحتلال، وطمأنة ذويهم على أحوالهم خاصةً الممنوعين من السفر.
والدة الأسير رائد فريد الحاج أحمد البالغ من العمر (35 عاماً) كانت تجلس بين ذوي المعتقلين، فإذا بالأسير زياد الصوفي يراها ويأتي لها ليقبل رأسها ويطمئنها على ابنها رائد، وأخذ يحدثها عنه وعن تفاصيل يومه.
والدة المعتقل أحمد، من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، -أنهى عامه الرابع عشر في سجون الاحتلال-، محرومة كغيرها من الأمهات من زيارة ابنها منذ أعوام، فترى في الأسرى المحررين صورة ابنها المحرومة من رؤيته، فتختلط مشاعرها بين الحزن والفرح وفق ما تقول لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".
واعتقلت قوات الاحتلال "رائد"، بالقرب من معبر بيت حانون "إيرز" بتاريخ 1/10/2004 خلال محاولته تنفيذ عملية استشهادية لكتائب شهداء الأقصى ضد جيش الاحتلال على المعبر وقد حكم عليه بالسجن 20 عاماً.
ووفقاً لوالدته فرائد، مواليد 7/1/1983، وهو أعزب ويقبع حالياً في سجن نفحة، وقد حرمت عائلته من زيارته، مضيفةً أن زوجها كان يزور ابنها رائد، لكنه أصيب بجلطة منعته من زيارة ابنه منذ العام الماضي.
الأسير الصوفي، عبر خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن سعادته لوجوده بين أهالي المعتقلين، حيث يخبرهم عن أحوال أبنائهم داخل السجون، حيث عاشوا سنوات وعانوا ذات المعاناة.
وأوضح الصوفي أن المعتقلين في سجون الاحتلال يتابعون بشغف اعتصام ذوي المعتقلين في الصليب حيث يتابعون أخبار ذويهم ويرون صورهم.
فيما عبر الأسير طارق المدلل (33 عاماً) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة والذي أمضى 14 عاماً في السجون في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"،، عن سعادته لوجوده بين أهالي الأسرى.
أما الأسير عصام المنيراوي (33 عاما) من مدينة رفـح جنوب قطاع غزة، حيث أمضى 12 عاماً في سجون الاحتلال، فأعرب عن فخره وسعادته لوجوده بين الأسرى، مؤكداً أن تضامن ذوي المعتقلين مع أبنائهم في السجون يشعر الأسرى بالفخر والسعادة حيث يجدون من يقف ويتضامن لأجلهم، وينتصر لهم.
وكانت قوات الاحتلال قد أفرجت عن كل من الأسير باسل أبو زينة (41 عاما) من مدينة جباليا حيث أمضى 10 أعوام، والأسير أسامة أبو الجديان (51 عاما) من مخيم جبـاليا أمضى 30 عاماً، والأسير زياد الصوفي (36 عاما) من مدينة رفــح حيث أمضى 12 عاماً، والأسير محمود أبو عاصي من خانيونس أمضي 29 شهراً، والأسير طارق المدلل من مدينة رفح وأمضى 14 عاماً.