كتاب رجال الفكر- يديعوت

الساعة 10:41 ص|22 يناير 2018

فلسطين اليوم

القطيع قال كلمته

بقلم: بن- درور يميني

(المضمون: رجال الفكر عندنا لا يأبهون بالحقائق ويسارعون الى التوقيع على العرائض تحت حجج الانسانية كالقطيع - المصدر).

 

الاحتجاج ضد ابعاد طالبي اللجوء يصبح درسا في الديماغوجيا والتشهير. يمكن الجدال حول اعلان الابعاد الذي اصدرته حكومة اسرائيل، ولكن لا حاجة للقفز على الفور الى تشبيه الطيارين الذين يفترض بهم أن يقودوا المعادين لسائقي القطارات التي اقتادت اليهود الى المحارق، مثلما فعل مثلا افيغدور فيلدمان. باسم الانسانية يجعلون اسرائيل نازية.

 

كتاب رجال الفكر في الموضوع ذاته هو تعبير عن القطيع اكثر مما هو عن الانسانية. لان الانسانية لا تمنح اعفاءً من معرفة الحقائق. بعض من الموقعين الذين يتنقلون من عريضة الى عريضة، سبق أن وقعوا في الماضي على عريضة كتب فيها ان المحكمة اعترفت بحقوق البدو في ام الحيران. واذا كانت المحكمة اعترفت – فبالتأكيد سيوقعون. غير أن المحكمة قالت شيئا معاكسا. ولكن من يحتاج الى الحقائق عندما تكون عرائض؟

 

هذه المرة ايضا لم يفحصوا. فحسب موقعي العريضة بانتظار المبعدين خطر على الحياة. فهل حقا؟ وبالفعل، قرابة 20 الف سبق ان غادروا في السنوات الخمسة الاخيرة. كثيرون منهم وصلوا بقواهم الذاتية الى الدول الاصلية. نحو 3 الاف الى ارتيريا ونحو 6 الاف الى السودان. وهم لم يصطدموا هناك بالقامعين. الباقون وصلوا الى دول غربية وافقت على استيعابهم، وبضعة الاف الى دولة ثالثة. من اصل 674 غادروا في السنة الماضي، 670 منهم تركوا تفاصيل اتصال. ومع 635 كان اتصال. قرار المحكمة في الموضوع، والذي اعفى رجال الفكر أنفسهم من قراءته يتصدى للادعاء بشأن ما ينتظرهم في الدول الثالثة. والاستنتاج هو أنه كانت نقاط خلل في المراحل الاولى، ولكنها اصلحت.

 

من اصل الالاف الذين عادوا أو اعيدوا يوجد مئات خرجوا مرة اخرى الى حملة عذاب على امل الوصول الى اوروبا. كل طالب لجوء من افريقيا يخرج الى حملة طويلة يكون عرضة لخطر الحياة. المهاجرون، والذين بعضهم لاجئون حقا، هم بشكل عام الاقوى في المجتمع. وبالاساس رجال شبان. يأخذون المخاطرة، مع العلم انه يكمن على الطريق الكثير جدا من المخاطر. هكذا بحيث أن الادعاء بان اسرائيل تبعث بهم الى موتهم هو ديماغوجيا رخيصة.

 

تتصدى الدول الغربية لذات المشاكل. ايطاليا قررت وقف الموجة الهائلة من المتسليين من خلال الدفع لميليشيات التهريب على شواطيء ليبيا. الاتحاد الاوروبي يدفع المليارات لاردوغان ايضا كي يعيد طالبي اللجوء وكذا كي يوقف تدفق المزيد من الملايين. استراليا الاكثر تشددا منها جميعا تبعث بسفن المهربين بنزلائها الى الجزيرتين المنعزلتين مانوس ونورو، وبالاساس لردع جموع طالبي اللجوء الاخرين. والولايات المتحدة، حتى في عهد اوباما، رفعت ماكثين غير قانونيين من اثيوبيا الى الطائرات واعادتهم الى دولهم. هذا لا يجعل دول العالم الحر نازية. وبخلاف الاساطير التي تنشر عندنا، فان دولا ومحاكم في اوروبا توصلت الى الاستنتاج بانه ممكن ويجب الاعادة، حتى لارتيريا، التي جاء منها معظم طالبي اللجوء المتواجدين في اسرائيل.

 

هذا لا يجعل قرار حكومة اسرائيل حكيمة. يمكن التعامل مع طالبي اللجوء بانسانية اكبر قليلا. والاعلانات عن الابعاد هي سخافة مزدوجة – اخلاقيا وسياسيا. ظاهرا تستدعي النقد. غير أنه حتى لو تبين أخيرا بان النقد غير مبرر، يكون الضرر قد لحق.

 

اما قانون الوديعة، الذي يستدعي من كل طالب لجوء أن يفرز خُمس اجره لصندوق يكون تحت تصرفه في يوم المغارة – فهو وسيلة اكثر انسانية ونزاهة بكثير من الابعاد. هكذا يسمح لطالبي اللجوء بالعيش بكرامة ممن يشجعهم على الخروج من اسرائيل بارادتهم دون إكراه. هذا حل جدير وصحيح لعموم مهاجري العمل في اسرائيل، وليس فقط من افريقيا. ولكن بصعوبة بدأت الدولة في تطبيق جذري للقانون وها هو يوجد انتقال الى اعلانات زائدة عن ابعاد جماعي.

 

وشيء ما آخر: ان المطالبة بالانسانية محقة. والمعاملة الانسانية للغريب واللاجيء والاجنبي والمتسلل وطالب اللجوء هي واجب انساني ويهودي. غير أنه عندما تتضمن المطالبة

 

المتخفية بالانسانية ادعاءات هراء وعبث – فهذه ليست نزعة قطيع بل انزلاق الى العنصرية، يجدر برجال الفكر أن يكونوا اكثر جدية قليلا، لانه في المرة التالية لن يأخذهم احد على محمل الجد.