مدينة اختبار -هآرتس

الساعة 12:29 م|22 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

هذا هو السبت الثاني على التوالي والذي يخرج فيه سكان اسدود للتظاهر ضد نية رئيس البلدية يحيئيل لسري لاغلاق كل الاعمال التجارية والدكاكين في المدينة في السبت، وهكذا يمس شديد المساس بنمط حياة الاغلبية العلمانية والتقليدية في المدينة، نحو 80 في المئة من سكانها. لا يدور الحديث فقط عن الدكاكين، فالاصوليون والمتدينون في اسدود، نحو 20 في المئة من السكان ينجحون، بفضل قوتهم السياسية في مجلس البلدية في الحصول على التقديرات في بناء المدارس، البناء للسكن، والان ايضا في اغلاق الدكاكين. واكثر من هذا، في حي ج. في المدينة، حيث يسكن اصوليون وعلمانيون، يغلق الاصوليون الطرق ويمنعون العلمانيين من الوصول الى بيوتهم في مساء السبت – ورئيس البلدية يسكت.

 

سكان اسدود العلمانيون والتقليديون يخشون، وعن حق، من أن يسيطر الاصوليين على المدينة، مثلما حصل في طبريا وبيت شيمش. وبالتالي خرجوا للكفاح. في رغبتهم بالاجمال الاستمتاع في السبت على طريقتهم: في التنزه، في الترفيه، في العروض، في الافلام وكذا في المشتريات. فسكان بني براك ايضا اختاروا قضاء السبت على طريقتهم. هذا هو جوهر حرية الاختيار في الدولة الديمقراطية. ولكن الاصوليون، الذين تلقوا قوة هائلة في حكومة بنيامين نتنياهو، يعانون من سكرة القوة، والتي تدفعهم لان يحتلوا المزيد فالمزيد من المواقع من العلمانيين. بخلاف ما قالته وزيرة العدل آييلت شكيد، فان قانون الدكاكين الذي اجيز مؤخرا في الكنيست هو قانون جوهري، يغير في

 

الواقع وذو مغزى بعيد الاثر. القانون يغير الوضع الراهن ويعطي قوة هائلة لوزير الداخلية، على حساب رئيس البلدية. والان يستخدم القانون كنداء هجوم من الاصوليين، الذين يرغبون في فرض نمط حياتهم على الاغلبية العلمانية. غريب هو ان وزيرة العدل، التي تلمع الحرية والتحرر في تصريحاتها، تؤيد هذا القانون المرفوض.

 

على مدى السنين لم يتدخل الاصوليون الاشكناز في حياة العلمانيين. غير انه مع الزمن، ولا سيما في حكومة نتنياهو الحالية تعززت قوتهم. وانطلاقا من سكرة القوة بدأوا يتدخلون في حياة العلمانيين، بدء باعمال صيانة القطار في السبت وحتى معارضة فتح الدكاكين في السبت. الجانب المحزن هم الاصوليون الشرقيون (شاس)، ممن كانوا ذات مرة معتدلين وآمنوا بجملة "عش ودع الاخرين يعيشون"، واصبحوا هم أيضا متطرفين. هم ايضا يعانون من سكرة القوة. زعيمهم، آريه درعي، الذي قال غير مرة انه يجب ان نبقي للعلمانيين معالجة السبت بطريقتهم، غير طريقه واجاز قانونا متطرفا، يغير سلبا الوضع الراهن. وهذه ليست اسدود وحدها: فالان ايضا يأتي دور نطاق غيلو قرب رحوبوت ليكون مستهدفا، لذات المبررات تماما.

 

اسدود هي المدينة السادسة في حجمها في اسرائيل، وفيها 250 الف مواطن. اذا سقطت في ايدي الاصوليين، فان المدن العلمانية الاخرى ستسقط بعدها الواحدة تلو الاخرى. اسدود هي مدينة اختبار: الاكراه الديني يجب أن يتوقف فيها. نحن ملزمون بالغاء قانون الدكاكين.

 

كلمات دلالية