حوار الأسير المحرر طارق المدلل: الأسرى يعولون على المقاومة في تحريرهم

الساعة 07:58 م|21 يناير 2018

فلسطين اليوم

تمثل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إحدى أهم القضايا الأكثر حساسية، جراء ما يعانوه من انتهاكات إسرائيلية شبه يومية، وتعمل المقاومة الفلسطينية بكل طاقتها من أجل تحريرهم من سجون الاحتلال عبر صفقات تبادل، كصفقة وفاء الأحرار التي بمقتضاها تم تحرير 1027 أسيراً من السجون مقابل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط 2011.

ويعول الأسرى في سجون الاحتلال على صفقة جديدة بين المقاومة والاحتلال، تمكنهم من الخروج من السجن مقابل تحرير الجنود الإسرائيليون لدى المقاومة والذين تم أسرهم خلال العدوان الأخير عام 2014.

ولمعرفة أوضاع الأسرى كافة كان لنا هذا الحوار مع الأسير المحرر طارق المدلل أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي والذي قضى أربعة عشر عاماً في سجون الاحتلال.

ووصف المحرر المدلل الظروف التي يعيشها الأسرى بالعصيبة، جراء ممارسات إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم بشكل يومي، من تفتيش مفاجئ، ونظام العد لأكثر من مرة من الصباح الباكر وحتى ساعات المساء، وعدم السماح لهم في فترة الظهيرة بالنوم والراحة.

وأشار، إلى أن الاحتلال أحياناً يداهم الغرف بشكل مفاجئ ويعبث بمحتويات الأسرى، بحثاً عن هواتف للقضاء على أي وسيلة تواصل بين الأسير وأهله. إضافة للمشاكل التي تحدث والقمع على أبسط الأشياء والتي هدفها هو الضغط على الأسرى نفسياً.

ولفت إلى أن وضع الأسيرات يعد أصبع من وضع الأسرى، مؤكداً أنه شاهد بعينه أثناء نقله من مكان لآخر كيف تتعامل إدارة السجون مع الأسيرات أثناء نقلهن، حيث يتم وضعهن في ظروف غاية في الصعوبة وهن مكبلات، وتعمد السجانون بإهانتهن.

وأكد الأسير المحرر المدلل، أن الكلمات تعجز عن وصف ما يعانيه الأسرى داخل السجون الإسرائيلية من عذابات يومية، وحث المواطنون بالدعاء للأسرى في كل صلواتهم بأن يفرج الله عنهم، وأن لا تدخر المقاومة جهداً لتحقيق الافراج عنهم، خاصة وأنهم لا يعولون إلا على الله ثم المقاومة لنيل حريتهم.

صفقة تبادل جديدة

وأوضح المحرر المدلل، أن الأسرى يعولون كثيراً على صفقة تبادل جديدة بين المقاومة والاحتلال على تحريرهم من الأسر، موجهين رسائل للمقاومة من الأسرى أبرزها: أن لا يتهاونوا مع الاحتلال وأن يطالبوا بالإفراج عن المحكوميات العالية بما فيهم أسرى الداخل المحتل، وأن يرفضوا بشكل قاطع أن لا تشملهم الصفقة.

وأوضح، أن الأسرى يتابعون الأخبار بشكل كبير جداً، وأن معنوياتهم ترتفع كلما تم الحديث عن بحث صفقة للتبادل؛ وتتأثر نفسياتهم سلباً كلما تم نفي تلك الأخبار، رغم إدراكهم أن طريق الصفقة ليس مفروشاً بالورود وتحتاج لوقت، نظراً لأن الاحتلال هو من يضع العراقيل أمام تنفيذها.

وشدد على أن الأسرى لا يعولون إلا على المقاومة فقط لا غير في تحريرهم من الأسر.

الإهمال الطبي

وعن سياسة الإهمال الطبي، أوضح المحرر المدلل أن الإهمال الطبي هو سياسة ممنهجة لدى إدارة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، مستشهداً بما حدث مع الأسير يسرى المصري الذي أصيب بمرض السرطان في الغدة الدرقية، حيث ماطلت إدارة السجون في علاجه منذ اللحظة الأولى للمرض، الأمر الذي فاقم من حالته الصحية، واضطرت بعد ذلك لإجراء عملية استئصال للغدة. وتابع، بعد فترة قصية عادت الآلام مرة أخرى وبشكل أكبر من السابق ولا زالت إدارة السجون تماطل في علاجه حتى الآن، حيث يعاني من أوجاع في الكلى والكبد وهزل دائم، ودوخان واحمرار في العينين واصفرار في الوجه). وما حديث مع الأسير المصري يحدث مع بقية الأسرى الآخرين.

وأوضح أن إدارة السجون تنقل الأسرى المرضى للمشفى دون رعاية، أو يتم نقلهم إلى قسم إيشل الذي يشبه كل شيء إلا المستشفيات الطبية.

قرار ترامب بشأن القدس

وإزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، أكد أن الأسرى يتابعون ما يجري على الأرض بشكل يومي، وخاصة إلى ما يحدث كل يوم جمعة من مسيرات غضب، مطالباً أن يتم تنظيم مسيرات أخرى بشكل منتظم دعماً للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

رسائل الأسرى

وحمل أسرى الداخل المحتل ( إبراهيم اغبارية، وكريم يونس، وماهر يونس)، المحرر المدلل رسالة ينقلها للمقاومة، بأن لا يتهاونوا مع الاحتلال في الصفقة القادمة، وأن يتمترسوا في مطالبهم بأن تشملهم الصفقة القادمة، لأنهم فلسطينيون رغم حيازتهم على هوية زرقاء.

كلمات دلالية