لنستيقظ قبل هبوط الظلام -هآرتس

الساعة 01:17 م|21 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

ان تعيين ضابطة قائدة لسرب طيران في سلاح الجو عاد ليستخرج من حاخامين اصوليين قوميين تصريحات مغرورة ووقحة. وانضم اليهم، بالتوازي أيضا النائب بتسلئيل سموتريتش الذي لا يفوت فرصة للعودة الى اظهار ظلامية عالمه القيمي.

 

اما السبب هذه المرة فهو قلقهم العميق على النوازع المشتعلة للجنود المتدينين في الجيش "المختلط". بالنسبة لهم، فانه من أجل الحفاظ على عفة المتجندين يجب اقالة رئيس الاركان، كم أفواه النساء المغنيات وتغليف لحم الخطيئة للمجندات بيراعات قماش كاتمة.

 

لا توجد اي حاجة للتعاطي بجدية مع جملة المعاذير الجنسية هذه. فلا يوجد لها اي اساس. فمئات الاف الجنود المتدينين خدموا في الجيش على مدى سنوات طويلة منذ تأسيس الدولة. مع نساء، الى جانب نساء وحتى بقيادة نساء. وكلهن كن مكشوفات الشعر، مكشوفات السيقان ويسمعن اصواتهن عاليا. في كل هذه السنين لم يسجل نشاط هرموني شاذ في اوساط الجنود. وفقط مع تعاظم السيطرة الاصولية القومية وحاخاميها انكشف فجأة نشاط زائد للنوازع في اوساط قواتنا. وكي يؤمن المرء بهذه الترهات ينبغي له أن يقبل ايضا القاعدة الاصولية القومية التي تقول انه للمتدينين فقط توجد مشاعر، بينما لا توجد للعلمانيين سوى النوازع.

 

ولكن حاخامي الاصوليين القوميين ليسوا سوى الرمز الهزلي في حملة التنحية والسيطرة من باقي اذرع الاصوليين القوميين. نفتالي بينيت في التعليم، آييلت شكيد في جهاز القانون والقضاء، آريه درعي في الحفاظ على طهارة الدم، المستوطنون في تعميق الاحتلال، الجيوش الاصولية في التدين اليومي وفي اقصاء النساء. كتب التعليم آخذة في الظلامية، جهاز القضاء ينقل المزيد من الصلاحيات الى جهاز القضاة الدينيين غير الخاضع لقوانين الدولة، وزارة الداخلية باتت مقاول طلاق لمتدنسي الدم.

 

وغاية كل هذا الخليط واحد: جعل دولة اسرائيل خلافة اصولية، ظلامية، عنصرية وعنيفة، غير ديمقراطية في انماط حياتها وغير يهودية في قيمها، ترى نفسها ملتزمة فقط بربها في السماء وليس بمواطنيها على الارض.

 

ان الديمقراطية الاسرائيلية ملزمة بان تستيقظ كي تنهض لتحمي نفسها من اولئك الذين يستغلون الحقوق الاساس التي تمنحها كي يخربونها. ولشدة المصيبة، فان حكومة اسرائيل تؤيد هذه المسيرة الاصولية القومية، تمولها وتشجعها، انطلاقا من الايمان بظلامية الطريق أم انطلاقا من الخوف على استمرار حكمها.

 

يعلمنا التاريخ العالمي ماذا يكون مصير الديمقراطيات التي تهمل في الدفاع عن نفسها. ويعلمنا التاريخ اليهودي ماذا يكون مصير الشعب اليهودي حين ينبت فيه جذر الشر ولا يمنع قبل قوات الاوان.

كلمات دلالية